|
دراسات وأن ما يحدث هو بسبب تطورات الداخل وهم يرون أنها إرادات الخارج، وأن ما يحدث هو حركة محلية، وهم يرون أنها حركة إقليمية، ودولية، وأن ما يحدث هو من أجل الحرية، وهم يرون أنه قد استلبت منهم الحرية، وأن ما يحدث هو بالشعب وللشعب، وهم يرون الأغيار الأجانب المرتزقة الإرهابيين هم أولياء الأمور وهم من أقصى الشعب ليحوّله إلى رهائن بشرية يموتون بغير حساب. وأخيراً حين يكون الشعب صاحب ثورةٍ كيف يكون مُبْعَدَاً عن القرار الوطني ومرتهناً لسبع مرجعيات إقليمية، ودولية؟ وأخيراً استوعب شعبنا أن إرادة الخارج هي التي تحاول أن تظهر بمظهر صاحبة القرار على الداخل، وحين لا يُضبط الإيقاع على مصالح الكيان الصهيوني يصبح ما يجري في داخل سورية غير مقبول لدى حلف العدوان، وهنا توقف شعبنا عند إرادة الخارج التي لها الأولوية على الداخل وفق منطق حلف العدوان علينا، كما توقف عند إعطاء منصّات الخارج للمعارضات شأناً باسم الشعب والشعب يعرف أنهم لا ينطقون باسمه ولا يعبّرون عن مصالحه، وبالنهاية رفع شعبنا الغطاء عن ثنائية: الوكلاء، والأصلاء في الحرب الإرهابية على سورية والدليل أنه حينما بدأت وقائع الميدان تشهد النصر العسكري لجيشنا وحلفائه، وبدأت فلول الإرهابيين تسقط، وتنهار، واتضح معها أن الوكلاء الإقليميين المعنيين لم يعد لديهم القدرة على إدارة غرفة عمليات الحرب على سورية، وأُفلتت المبادرة من بين أيديهم اختلفوا بالرأي، واختصموا، ومن ثم تنازعوا وخرجوا جميعاً من منظومة القيادة الميدانية للإرهابيين لترى أميركا فشلهم الذريع في قيادة المشروع الإرهابي في الحرب على سورية ما اضطرها لأن تُنزل قواتها بالتنف إعلاناً عن هزيمة إدارة الوكلاء ومباشرة إدارة الأصلاء. وبالوقت الذي دخل الأصلاء الأطلسيون تحت ادعاء حلف دولي ضد الإرهاب لم يرَ شعبنا أن استهداف هؤلاء للإرهاب فعلاً، وكل ما أصبح يلمسه الشعب هو أن الأصلاء قد تدخّلوا من أجل خلق حقبة صراع داخلي في سورية عبر تشجيع بعض القوى المرتبطة بهم على فرض وقائع جديدة على الأرض تتشكل فيها مساحة سياسية جديدة تعطي الانطباع بأن الشعب هكذا يريد ولكن اللعبة انكشفت بالسرعة القصوى بأن ما يحدث ليس إرادة الشعب بل لفئة خرجت من الشعب ووضعت أوراقها بالسلّة الأمروصهيونية، وهي مكلّفة بأن تحول الانقسام في الداخل السوري إلى عتبة للتقسيم حتى يكون المخطط الأطلسي قادراً على فرض التقاسم، وبناءً عليه ننظر إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب كيف يدعو الأطلسيين الألمان، وغيرهم لكي يكون لهم على الأرض في سورية قوات بريّة. منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية والثنائية لم تنقطع بل كانت وما زالت تشهد تنافر الأقصيين: الشعب بالداخل الذي يتمتع بإرادة وطنية مخلصة ويحمي بلده بالانضمام إلى دولته الشرعية وجيشه؛ والادعاء بتمثيل الشعب لدى معارضات الخارج، والارتهان للحلف الأمروصهيوني لكي يدمّر لهم الدولة والشعب في الداخل فيدخلوا على الدبابات الأميركية لا ليحكموا بل ليثبّتوا حكم أميركا وإسرائيل لبلدهم التي نفتهم من حسابها ونفرت منهم... وهنا تشكّلت معادلة تنافر الأقصيين على وقائع الميدان. فالشعب في الداخل يمثل الأقصى الوطني، والمرتهنون للخارج قد وضعوا أنفسهم في الأقصى اللاوطني. وكذلك تمظهرت الثنائية في أن الشعب في الداخل بنى دستور الجمهورية على أنها عربية سورية جزء من الأمة العربية، وموحدة أرضاً وشعباً؛ بينما الشعب الافتراضي في الخارج المستبتَع أن الصفة العربية من الجمهورية يمكن التنازل عنها، والوحدة المعروفة في الدساتير السورية يمكن أن تصبح اتحادية؛ أي انتقالٌ من العروبة إلى نفيها، ومن الوحدة إلى التقسيم. وهنا سيعود الشعب في الداخل إلى رفض الثنائيات التي يحاولون فرضها عليه حيث لن يقبل أن تدير إرادةُ الخارج سيادته في الداخل، ولا أن يكون قرار الخارج سيد الموقف في الداخل، ولا أن تكون الجمهورية العربية على بازار الفدرلة فالمشروعُ العربيُّ عروبيٌّ قوميّ تحرريّ توحيديّ ديمقراطيّ من العراق إلى موريتانيا. لن يقبل الشعب في سورية بعد انتصاره على الإرهاب الدولي في حرب الثماني سنوات ونيّف أن يتبرّع بدم الشهداء للذين وقفوا مع المخطط الإرهابي المعادي للوطن ومن المعروف أن الذي يتقرر على أرض الدم والأضاحي والشهداء هو الذي سيُعتمد عند الوطنيين المخلصين الشرفاء. أن الشعب سيبقى عند قناعته بأنه إذا كان الحلف الأمروصهيوني سيجلب لنا الحرية، وحقوق الإنسان، والديمقراطية فما معنى وجود المسلحين من خارج سورية وما معنى هجوم ما يسمى الحزب الإسلامي التركستاني على محور تلّة أبو علي ومحاور أخرى في شمال اللاذقية، وقصف الصواريخ من هيئة تحرير الشام الارهابية. وأخيراً...لا يعتقدنَّ أحدٌ بأن الدولة الشرعية يمكن أن تقبل بالثنائيات التي يسوّق لها التحالف الأمروصهيوني على بلدنا فالشعب في الداخل سيّد القرار ولن يصغي لإرادة الخارج، والشعب في الداخل متمسّكٌ بوحدته الجغرافية والديمغرافية ولن يقبل بالفدرلة، والشعب في الداخل يعرف أن الذي أدخل إلينا الغرباء المرتزقة وحشرهم في الخانة الإسلامية لن يمرّ مخططه فالإسلام إسلامنا الشامي وليس إسلامهم المتأمرك المتصهين. وقد وصل الوعي الوطني عند شعبنا إلى العمق الذي لا يتنازل به عن إرادته، واستقلاله، وسيادته، ووحدته، وحريته، ووجوده على هذه الأرض ومصيره عليها، ومشاريعه العروبية، ومهما حاول الغرب المتصهين أن يكسر الإرادة الوطنية فلن يستطيع وستبقى معادلة تنافر الأقصيين قائمةً وستُحسم في القريب العاجل لمصلحة الشعب الوطني في الداخل وسينتفي الأقصى المعادي لهذا الشعب هكذا كانت سنن التاريخ الحي وما زالت. |
|