|
ثقافة أمسية من الموسيقا الأوربية الكلاسيكية بلغات مختلفة، لكنها وصلت إلى قلوبنا عبر الأداء الممتع والمتقن من الكورال الذي درس الغناء الجماعي على أصوله العلمية، فأدهشنا بتناسق وانسجام الأصوات وكأنها صوت واحد.
وعندما طبقن التعددية الصوتية (canon) على صوتين في بعض مراحل الغناء ولو بشكل جزئي، كان التفاهم واضحا بين فريقي الغناء، فإذا بهما وكأنهما الصوت والصدى. ولابد من التنويه إلى المرافقة الموسيقية الرومانسية البديعة التي أضفت جمالاً على الغناء بالعزف الهادئ من قبل عازفة البيانو راما نصري وعازفتي التشيللو مرح كويفاتي وآراز برونزيسيان. قدم الكورال أغنيات من ألوان مختلفة، وإذا كنا لانفهم كلماتها الأجنبية، إلا أن شروحات غادة قبل كل أغنية قربت الأغنيات إلينا، فاستوعبنا المعنى العام للأغنية، وعشنا في أجوائها. وسأتوقف عند أهم تلك الأغنيات. أغنية (الزهرة البيضاء) من أشهر الأغنيات التي قدمها الكورال. وهي من الفيلم الأمريكي (صوت الموسيقا) الذي عرض في دمشق عام 1965وتابعناه بشغف، وجرى تمديد عرضه أسابيع عديدة. وهو من إخراج وإنتاج روبرت وايز وبطولة جولي اندروز. والأغنية رومانسية حزينة. وتصر غادة حرب على إعادتنا إلى ذكريات قديمة محببة. إلى مسلسل كرتون الأطفال (آليس في بلاد العجائب)، حين كنا نسابق الأطفال لمشاهدته، وبشكل خاص شارته الجميلة المنقولة إلى العربية عن الشارة الأجنبية الأصلية. فقدمت لنا إحدى أغنيات آليس، ولكن ليس من المسلسل، وإنما من فيلم بشري وليس كرتوني حديث أنتج عام 2010، ولحنه للموسيقي الأمريكي داني إلفمان. وتضافراللحن الجميل والأداء البديع من الكورال على إمتاعنا. وكان الختام مفاجأة جدديدة من غادة والكورال، وهي أغنية شارة مسلسل ريمي الكرتوني الذي عرضه التلفزيون من سنوات بعيدة، وكانت الأغنية هذه المرة باللغة العربية التي طالما تغنى بها الأطفال في وقت عرضه، وتغنينا بها نحن أيضاً كباراً. ووعدتنا غادة في ختام الأمسية أنها ستخصص أمسية الكورال القادمة لشارات مسلسلات الأطفال الكرتونية التي قدمها التلفزيون، ولكن باللغة العربية كما استمعنا إليها وشاهدناها. وكورال غاردينيا ثاني فرقة نسائية للغناء بعد التخت الشرقي النسائي في سورية، أما غادة حرب فهي مغنية أوبرا متألقة. استمعنا إليها في عدة حفلات للفرقة السيمفونية الوطنية. تخرجت من المعهد العالي للموسيقا بدمشق عام 1999. بدأت بدراسة آلة الفلوت. وانضمت في نفس الوقت إلى الكورال على سبيل الهواية. ولكن عندما سمع أستاذ الغناء الأوبرالي فيكتور بابينكو غناءها الجميل طلب منها أن تنتقل لدراسة الغناء. وبعد تخرجها قامت بالتدريس في المعهد، فعملت مساعدة لفيكتور في تدريب الكورال. شاركت في الكثير من الفعاليات الموسيقية الكلاسيكية، وقدمت أعمالاً غنائية كبيرة لبتهوفن وموتسارت ودوفرجاك وغيرهم. وهي الآن أستاذة الغناء الجماعي في المعهد العالي للموسيقا وفي ماجستير التربية الموسيقية في كلية التربية بجامعة دمشق. |
|