تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث... إسرائيل عنوان للخصومة.. وعلى أميركا التخلي عن الوهابية والإخوانية كأداة لحمايتها

الصفحة الأولى
الأربعاء 18-5-2016
كتب علي نصر الله

سؤالان جوهريان ينبغي أن تطرحهما الأطراف المشاركة باجتماع فيينا مرتين، مرة بصورة جماعية، وأخرى بصورة فردية ليعمل كل طرف على تقديم إجابة شفافة عنهما ما أمكن.

لماذا يبدو الجهد السياسي المبذول بحثاً عن حلول بلا أفق، في مقابل مراوحته عند حدود الخلافات القائمة بين فريقين الخصومة بينهما لا تخفى؟‏‏

أما السؤال الثاني فهو: لماذا يتعاظم خطر الإرهاب، يزداد انتشاره، تتصاعد هجماته، وتتسع مساحة تهديداته، إذا كان المشاركون باجتماعات فيينا في كل مرة - رغم خصوماتهم - يتحدثون بصوت واحد عن أهمية محاربة الإرهاب وعن ضرورة امتلاك عزيمة مكافحته؟‏‏

هل ثمة نفاق أم عجز حقيقي عن مواجهة هذا الخطر، أم أن العجز مصطنع ولبعض الأطراف رغبة بإظهار العالم بمظهر العاجز لا مسوغ لها سوى رغبتها الأخرى برؤية أهدافها تتحقق من خلال تمدد الإرهاب وانتشار ظاهرته؟‏‏

الحقيقة تكمن في القدرة على تقديم إجابات شفافة، وطالما أن أغلبية أطراف معسكر العدوان على سورية - المشاركة في فيينا - لا تمتلك الشفافية، وتبدو غير معنية إلّا بإطالة أمد الحرب والعدوان، وإلّا بالبحث عن طرائق تتيح لها إضافة أهداف جديدة إلى بنك أهدافها في سورية والعراق وصولاً لإيران وروسيا، فيتوجب علينا السعي جدياً للإمساك بهذه الأطراف متلبسة بالجرم الذي ترتكبه عن سابق قصد وتخطيط وتصميم.‏‏

أميركا لا تريد للعالم أن يتوصل لتعريف واضح للإرهاب، وتريد له فقط أن ينصاع لرغبتها بترتيب أولويات العمل السياسي والعسكري بما ينسجم مع رؤيتها، وتريد فرض وجهة نظرها على الآخرين بلا استثناء بهذه الجزئية المهمة وبغيرها، وبقاموسها لا فهم مشتركاً للتحديات إلّا إذا تطابق مع فهمها، وهكذا..، ليتضح أنها هي من يعطل كل آليات العمل بمواجهة المشكلات والأزمات التي ما كانت لتنشأ لولا تدخلاتها المرفوضة بشؤون الدول والكيانات المجتمعية على امتداد الجغرافيا.‏‏

ولذلك كله، فإن اجتماع فيينا كفرصة ستهدره واشنطن كما فعلت بسابقاته، وإن جولة جنيف القادمة كفرصة ستهدرها أيضاً ما لم تفهم حاجتها لاستدارة ينبغي أن تقوم بها ويجب أن تبدأها بمحاولة فهم استحالة تحقيق ما تسعى له بالإرهاب ومن خلال أدواتها بالخليج وتركيا، وبالتالي ليكون للعمل السياسي آفاق عليها التخلي أولاً عن الاستثمار بالإرهاب، وثانياً عن كل أطياف معارضتها التي تدعي اعتدالها، وثالثاً عن أدواتها الوهابية والإخوانية.‏‏

ولكي يكون للعمل العسكري بمواجهة الإرهاب قيمة على أميركا أن تقر بأخطائها وأن تلتحق - من دون حساسية - بالقوى التي تواجهه، سورية والمقاومة وإيران وروسيا، لأنها مصممة على هزيمته واجتثاثه كائناً من كان يقف خلفه، ولها بالتحاقها أن توفر على نفسها الكثير من الأعباء من دون أن تتذوق طعم الهزيمة، ومن دون أن تتخلى عن خصومتها لهذه الأطراف، فإسرائيل عنوان للخصومة، ولكن يجب على واشنطن أن تستنتج أخيراً أنه لا يمكن النفاد لضمان حماية إسرائيل بالوهابية والإخوانية، ولا بمحاولة تمكين إرهابهما في المنطقة.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية