|
حدث وتعليق يتسابق داعمو الإرهاب على وضع المزيد من العراقيل، وتفخيخ كل الطرق المؤدية نحو الحل السياسي، ويبدو النظامان السعودي والتركي اليوم، أكثر تشبثاً من أسيادهما في الغرب بمخطط تدمير سورية، ومحاولاتهما الحثيثة لمنع حصول أي حوار سوري بالتزامن مع تصعيد حملاتهما الإرهابية ضد الشعب السوري عبر تنظيماتهما الوهابية التكفيرية، تؤكد خوفهما على مصيرهما السياسي بحال الوصول إلى حل سلمي ينهي الأزمة في سورية. اليوم وبعد التأكيد الروسي على أن موسكو وواشنطن لديهما فهم مشترك حول ما يجب القيام به، واتخاذ خطوات محددة لتنفيذ القرارات الدولية، تصبح الكرة في الملعب الأميركي لجهة إلزام الأجراء والأتباع وبشكل خاص نظاما أنقرة والدوحة بتنفيذ التفاهمات والتوافقات والقرارات الدولية، لاسيما القرارات التي تنص على ضرورة التوقف عن دعم التنظيمات الإرهابية، ومنع تدفق الإرهابيين عبر الحدود، وضرورة حل الأزمة عبر الحوار ومن دون شروط مسبقة، وعلى أساس أن الشعب السوري صاحب الحق الوحيد بتقرير مستقبله بنفسه، دون تدخلات أو املاءات خارجية. في الشكل العام فإن تنفيذ تلك التوافقات والتفاهمات من شأنه التمهيد للحل السياسي، ولكن الولايات المتحدة لم تبرهن حتى اللحظة أنها تريد بالفعل العمل مع الجانب الروسي لإنهاء الأزمة، حيث إن ما يجري على الأرض من إرهاب ممنهج ضد السوريين، يأتي بأوامر مباشرة من مشغلي التنظيمات الإرهابية، وبرعاية ومباركة أميركية، والأهم أنها ترفض بشكل قاطع مسألة إدراج بعض التنظيمات الإرهابية في قائمة الإرهاب، وتصر على تصنيفها في خانة «الاعتدال»، وهذا يدل على أن أميركا لا تزال تستثمر بالإرهاب، وتلعب على حبال النفاق والمراوغة، إرضاء لمشغلي أدواتها الإرهابية. الطريق نحو الحل السياسي لا يحتاج للكثير من العناء، وإنما إلى الإرادة والنيات الصادقة، والجميع بات يعلم بأن الإرهاب هو العائق الرئيس أمام أي حل سياسي، وأن محاربته أولوية قصوى، ويكفي لأميركا وأجرائها رفع الغطاء عن التنظيمات الإرهابية، وقطع قنوات التمويل عنها، ليتكفل الجيش العربي السوري بعملية اجتثاث الإرهاب من جذوره، وعندها ستكون كل الأبواب مشرعة نحو الحل السياسي. |
|