|
مجتمع حقيقة أن هذا الواقع يدعو للتفاؤل والأمل خاصة أنه يعتبر دليلا على أن الدنيا ما زالت بخير وأن المشاعر الانسانية ما زالت موجودة لدى الكثيرين ولكن دعونا نتساءل: هل أصبح لدينا منظومة متكاملة للعمل الخيري في سورية؟ أم إن المسألة لا تتعدى إطار المبادرات الفردية؟ وأين الجهات وما الدور الذي تقدمه لدعم هؤلاء؟ خطة العمل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تؤكد أن الجمعيات الخيرية بدأت تأخذ دورا فاعلا بالمجتمع خاصة مع خطة الوزارة ضمن إطار الخطة الخمسية العاشرة وتم العمل على مجموعة من النقاط تمثلت ببناء القدرات بالنسبة للجمعيات الأهلية ولا سيما مجالس إدارتها لتكون فاعلة بالتنمية من خلال سلسلة من الدورات وورشات العمل والندوات واللقاءات التي تقوم الوزارة بتنظيمها، ومن جهة أخرى إشهار جمعيات تتناسب ومتطلبات الخطة الخمسية العاشرة وتفعيل دور الجمعيات القديمة القائمة إضافة الى التشاركية مع الجمعيات الأهلية عبر إقامة مشاريع مشتركة. وتقول الوزارة: إنها تعمل على الربط الفني ما بين أنشطة الجمعيات المختلفة وإشراكها بالأنشطة والفعاليات لتمارس دورها وفقا لأهدافها. وقد أخذت العديد من الجمعيات تظهر دورا فاعلا بالحياة المجتمعية وعملت على الاستئناس برأي الجمعيات الأهلية من خلال ممارستها لمهامها المنوطة بها ومعاملاتها السابقة على أن يكون مشروع القانون ملبياً للاحتياجات والطموحات. إحصائيات وأرقام إحصائيات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تشير الى وجود (442) جمعية بدمشق و(157) بريف دمشق و(101) بحمص و(78) بحماة و(50) بطرطوس و(92) باللاذقية و(28) بإدلب و(150) بحلب و(16) بالرقة و(19) بالحسكة و(25) بدير الزور و(34) بالسويداء و(21) بدرعا و(23) بالقنيطرة ليصبح المجموع (1236) جمعية في أنحاء سورية. تأمين فرص العمل السيد محمد أورفه لي نائب رئيس مجلس إدارة جمعية خير الشام قال: ان الجمعية هي جمعية اجتماعية (تنموية) وتهدف الى تعليم الفقراء وتأمين فرص العمل لهم عوضا عن تقديم المساعدة المادية كالمثل القائل(أعطِ الفقير سمكة فقد أطعمته يوما ولكن علمه كيف يصطاد فقد أطعمته كل يوم) حيث إن تقديم المساعدة الفنية أمر حسن ولكنه طريق لا ينتهي وربما يتعثر المحسن بكثير ممن امتهنوا التسول خاصة أنها مهنة مريحة، لذا اقترحنا أن ننقل المحتاج الى دائرة الإنتاج حتى يستغني عن السؤال حيث تتمثل آلية عملنا بتعليم المهن المتنوعة مع التدريب العلمي ومساعدة المتدرب بتأمين العمل بعد انتهاء تدريبه ونيله شهادة مهنية مصدقة أصولاً. وأضاف : لقد تعاونا مع جمعية الإسراء الخيرية التنموية التي تمتلك مراكز تدريبية حيث بدأنا بعقد الدورات عن طريق المعاهد الخاصة والمتقدمة في مجال عملها ومتابعة كل طالب على حدة وتأمين فرص العمل لهم من خلال شبكة علاقات متميزة مع الصناعيين والتجار،. ضرورة التعاون وعن رأيه بالعمل الخيري في سورية قال: يجب أن يتم النهوض بمنظومة العمل الخيري من مرحلة التنافس الى التعاون خاصة أن الأعمال الخيرية في سورية لم تتعد إطار المبادرات الفردية التي لا ترقى لمستوى الطموح لذا يتوجب على الجهات المعنية وممثلي الجمعيات الخيرية التركيز على ضرورة التعاون والتنسيق بين جميع الأطراف. مشاريع عديدة من جانبها أكدت رزان الحسامي من اللجنة الاعلامية بجمعية الندى التنموية على اساس عمل الجمعية الخيري، ولكن من خلال إضافة معانٍ جديدة عليه عبر رفع شعار(حتى لا يعود السائل للسؤال) وقالت: من هنا انطلقنا وكان هدفنا فتح مراكز تدريب وتأهيل بعدة مناطق كان أولها بداريا الذي تخرج منه حتى الآن أكثر من (243) طالبة من مختلف الاختصاصات المهنية كالحلاقة والخياطة، والعلمية كالحاسب واللغات والسكرتارية، ونحن حاليا بصدد افتتاح مركز جديد بمنطقة الغزلانية مع حديقة نموذجية. وأضافت: كما بدأنا بمشروع اليتيم منذ أكثر من خمس سنوات ووصل عدد الذين تكفلت الجمعية برعايتهم هذه العام حوالي (540) يتيماً وأقمنا تجربة كانت رائدة الى حد كبير خلال الصيف الماضي اطلق عليها اسم (صيف طفل الندى) حيث نظمنا نادياً صيفياً ضم جميع أطفال العائلات التي تقوم الجمعية برعايتهم والذين تراوحت أعمارهم ما بين (7-10) سنوات عملنا فيها على تنمية قدراتهم الفكرية واليدوية واكتشاف الموهوبين منهم، ومن المشاريع أيضا مشروع (طالب العلم) الذي يهتم بإعانة الطالب لتكملة دراسته خاصة أن ثمة طلاباً من شرائح مختلفة بحاجة لإعانة حتى لايتسربوا من المدارس للعمل. أخيراً نلاحظ بعد هذا العرض ان العمل الخيري في سورية ما زال لا يتعدى إطار المبادرات الفردية والمحاولات التي ما زالت بعيدة كل البعد عن الإطار التنموي أو التنظيمي ناهيك عن أن دور وزارة الشؤون الاجتماعية ما زال قاصرا خاصة أنها تعنى بالدرجة الأولى بالتنظيم وسن القوانين وهي بعيدة كل البعد عن الدعم الفعال للعمل الخيري. |
|