تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سيدات سورية الخير .. نموذج المرأة الوفية المعطاء

مجتمع
الأحد 6-9-2015
غصون سليمان

يعملن على كل الجبهات ... يقدمن المساعدات ... يقتحمن الخطوط الساخنة ... يبلسمن الجراح ... يواسين أهل من بذلوا وقدموا أغلى التضحيات ... حملن اسم الوطن على الجبين ... وتحت رايته تنقلن بين جدرانه وأركانه ... إنهن سيدات ... سوريات خيرات صالحات لم يقفن على الحياد بل كن في قلب الحدث ومع الحدث تقدمن الصفوف بكل هوياتهن ومهنهن ووطنيتهن ....

إنهن سيدات سورية الخير اللواتي انتفضن في وجه الظلم والخراب منذ بداية الحرب العدوانية على سورية عام 2011 حين نزلن الساحات في دمشق احتجاجاً على قرارات الجامعة العربية الشائنة بحق السيادة السورية ....‏

على كامل الجغرافيا‏

أكثر من أربعين سيدة يتوزعن على كامل محافظات سورية توحدن في إطار مجموعه غير مرخصة يمثلن جميع شرائح نساء سورية بكل أطيافها ومذاهبها وانتماءاتها .... حملن الإنسانية الهم الوطني والانساني إلى جانب أطياف المجتمع السوري . وكانت لهن بصمة واضحة وجلية في كل مكان ...‏

عن أهمية هذه المجموعة ودورها ووزنها الاجتماعي والوطني نتوقف في هذه السطور مع سيدة من سيدات الوطن اللواتي ما تعبن في سبيل توصيل الرسالة القدوة إلى جميع من يعنيه شأن الوطن وكفكفة جراحه النازفة ... إنها السيدة الدكتورة هالة بلال المرأة الناشطة والفاعلة كغيرها من أقرانها الوفيات لخير الوطن وعطائه ....‏

العمل الأساس ... عوائل الشهداء‏

تؤكد هذه السيدة في حديث شيق للثورة أن العمل الأساس لمجموعة سيدات سورية الخير هو التوجه إلى عوائل الشهداء والجرحى لمؤسسة الجيش العربي السوري حماة الديار ....‏

وانطلاقاً من هذه الخصوصية كانت الزيارات المتكررة والدورية لأسر الشهداء وعوائل الجرحى للوقوف على أوضاعهم والاطمئنان عن أحوالهم وتقديم ما هو مستطاع ومتاح لمن يستحقون كل التقدير والبذل والعطاء ... من إعانات ومساعدات قدمتها المجموعة بتمويل ذاتي بالمطلق من خلال النساء أنفسهن ...‏

وفيما إذا كان الاعتماد على بعض مؤسسات الدولة قائماً في هذا الجانب - بينت الدكتورة بلال أنه يتم اللجوء إلى مؤسسات الدولة حين تستدعي ضرورات وحاجات وخدمات أهالي الجرحى والشهداء ... من ناحية تبسيط الإجراءات لبعض المعاملات ذات الصلة مع مؤسسات الدولة للشرائح المجتمعية بمعنى أن تكون هذه المجموعة عوناً وسنداً لتلك العائلات في تخفيف الأعباء بما يخص ملاحقة إجراء المعاملات ومتابعتها على أكمل وجه.‏

نحن معكم‏

والنقطة الأخرى التي تعمل عليها مجموعة سيدات سورية الخير هو تقديم كل مايمكن تقديمه لهؤلاء الذين قدموا الدم والروح في سبيل عزة الوطن وكرامته مهما تطلب من جهد ووقت وتعب.. أي يعملن كرديف للدولة للتخفيف من الضغوطات والصعوبات وأعباء هؤلاء..‏

وعن تجربة المرأة السورية المناضلة وانطباعها وهي متواجدة في المناطق الساخنة وقرب خطوط الاشتباك مع عصابات الإرهاب والإجرام : تقول الدكتورة هالة بلال إن الغاية من زيارة المواقع الأمامية والوقوف إلى جانب رجال الله في الميدان هو التأكيد على حقيقة صادقة أن كل أمهات سورية قلبها ينبض على وقع أقدام الجيش العربي السوري.. هؤلاء الذين قدموا أروع الملاحم في البطولة والشجاعة والثبات على الحق.. فمن واجب نساء سورية وسيداتها من أمهات وأخوات وبنات وزوجات أن يكبرن هذا الفعل النضالي الكبير لأبناء قواتنا المسلحة الذين يستحقون منّا كل ألوان الوفاء والإخلاص وأن تكون عوناً وسنداً ورصاصاً آخر رديقاً مع قبضاتهم ورجولتهم..‏

مضيفة أنه عندما قامت سيدات سورية الخير بزيارة مطار الثعلة وبعض النقاط الأمامية في حي القدم وداريا والزبداني تجعل المرء ينتشي زهوراً وعنفواناً وكبرياء حين النظر على قسمات ووجوه أولئك الأبطال الأشداء في الزمن السوري الصعب الذي قهر كل صعاب الكون وبدد أحلام الغزاة الطامعين..‏

مع جنود الجيش العربي السوري ومع تقاسم رغيف الخبز وبعض الطعام الساخن والبارد.. تشعر وأنك تمتلك تفاصيل التاريخ والجغرافية, ومافي الحروف إلا لغة الانتصار هذا مااستطاعت ترجمته بالقول الدكتورة هالة بلال التي كانت قريبة من وجع وفرح كل هؤلاء وبدورنا نقول من هنا كان اليقين أننا نحن جميعاً أبناء الشعب العربي السوري نقف مع جيشنا نسانده وندعمه بالموقف والابتسامة وروح العطاء التي جسدوها هم في كل الميادين والأزقة والحارات فكانوا الشريان النابض .. ترصده العيون وتغذيه بحرارة القرب والدفء الذي يتسع لكل أنواع النشاطات والفعاليات التي ترصد حجم البأس والشجاعة والعنفوان..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية