تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أحابيل الفتن

البقعة الساخنة
الأحد 6-9-2015
ديب علي حسن

هي الحرب علينا، من كل حدب وصوب , وبكل الوسائل , ويخطىء من يظن انه اذا ما انتهت مرحلة من مراحلها تنتهي ابدا , فمن يحاربنا ويشن علينا حروبا اعد لها زمنا طويلا, وشحذ سكاكينه وسيوفه , خبأ وراء كل خطة من خططه عشرات الخطط , تنتهي واحدة لتجر ذيول خيوط الجديد ,

الحرب على سورية كشفت هذا الكم الهائل من التخطيط الذي اعد من زمن وتراكم , لم يكونوا ساهين لاهين , مختبئين وراء انوفهم ابدا , انما كانوا يعملون ويخططون ويرسمون للقادم الذي يريدونه احترابا ودمارا لنا.‏

في المخططات والاستراتيجيات لم يتركوا أي وسيلة الا وكانت موضع التجربة , من الدمار الى التجويع الى الحصار , الى الفتك بمقدرات الاوطان, ومن ثم سياسة الارض المحروقة , ومن خلال ايد عابثة حاقدة تم شراؤها في غفلة من الزمن وباعت انفسها بالقليل من المال وشهوة السلطة والمناصب.‏

سورية الدولة والوطن والتاريخ والجغرافيا والحضارة هي اليوم ومنذ عقود من الزمن في عين العاصفة , ولم تكن ابدا خارجها , صحيح انهم من اربع سنوات ونيف كثفوا حربهم وزادوا في وتيرة اعمالهم , ولم يتركوا أي وسيلة من وسائل الاجرام الا وجربوه , وكلما ضاقت بهم الحلقات وعرفوا ان الصمود السوري مبني على التلاحم الحقيقي بين ابناء الشعب , وعلى ميراث عشرة الاف عام من الحضارة , والدور الثقافي والانساني وبناء الغد والدفاع عن مقدرات الامة والشعب , والاصرار على التمسك بالكرامة , وحرية الرأي والقرار , كل ما ارتكبوه لم يثن السوريين عن الوقوف الى جانب جيشهم والدفاع عن وطنهم وارضهم وكرامتهم , ما دفع الاعداء لان يجربوا القديم الجديد سلاح الفتنة وفي كل مكان من الجغرافيا السورية , من اللاذقية الى الحسكة , الى دير الزور الى درعا الى النسيج السوري المتماسك , وقديمهم المتجدد لن يكون قادرا على تحقيق ما عجزوا عنه منذ امد طويل , لان السوريين خبروا وعرفوا ويعرفون احابيل الفتن والى اين تقود , لاننا سوريون على ميراث الماضي الحضاري , واليوم الاصيل بقيمنا وغدنا نعرف اننا نجتاز الامتحان وان احابيلهم لن تنفعهم بشيء.‏

d.hasan09@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية