تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بين «نخوة» الغرب و جحود العرب .. حياة المهاجرين ومصيرهم إلى المجهول؟! أعضاء اللاجئين للبيع ومعاناتهم للاتجار السياسي.. والخليج أشد نفاقاً وصمماً عن مآسيهم

الثورة - رصد وتحليل
الصفحة الاولى
الأحد 6-9-2015
في وقت باتت صور مأساة المهاجرين غير الشرعيين وقصص نزوحهم حكايات تروى، وقصص انسانية للمتاجرة السياسية في المجالس الدولية، و وتتناحر لأجله شعوب وساسة أوروبا بين مؤيد ومعارض لهذا اللجوء، وترتفع الأصوات المطالبة بالعمل بجهد للوصول إلى حلول من اجل هؤلاء اللاجئين يبقى (الأشقاء) العرب في غيبوبة إنسانيتهم،

غافلين عن تلك المشاهد رغم انهم المسبب الرئيسي في وقوعها لكنهم كما كانوا ومازالوا منافقين وعابثين بعيدا عما يصيب المهاجرين من ويلات إرهاب زرعته دول الخليج بخبثهم في المنطقة لتدميرها .‏‏

وللغرب حصص الملك في هذه المأساة والمعاناة التي يعانيها الهارب من سيوف الوحش الوهابي وسكاكين المجرم الإخواني بحثاً عن حلول أكثر أماناً، عبر طرق ضيقة يكون اختيار أحدها وأفضلها كمر العلقم .. فإما أن يركب بزوارق الهجرة ويصطدم بأمواج البحر مسلماً نفسه وحياته لإرادة تلك الأمواج ، وإما عبر ابتزازات يفرضها بعض ضعاف النفوس طالبين منه بيع أعضائه مقابل الوصول إلى بر الأمان، وإما..وإما، وهي ليست قصص اتهام أو تخمين بل هي واقع أصبح علنياً.‏‏

إنسانية «العرب» نائمة..‏‏

استبعد مصدر مطلع في (جامعة الدول العربية)، بحسب ما نقلت عنه وكالة (سبوتنيك) ، التجاوب مع الدعوات الساعية لفتح أبواب الدول العربية للاجئين السوريين، لمواجهة أحداث الهجرة غير الشرعية التي زادت خلال الأسابيع الماضية إلى دول أوروبا.‏‏

في حين تهرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي كما هو دائماً، بزعمه أمس الأول، أن الجامعة العربية عاجزة عن معالجة قضية اللاجئين، وأن الحل أكبر من الجامعة.‏‏

كما أعلن برنامج الأغذية العالمي، أمس الأول، إيقاف المساعدات الغذائية لنحو 230 ألف لاجئ سوري خارج المخيمات في الأردن، بسبب نقص التمويل.‏‏

أعضاء اللاجئين وأطفالهم‏‏

ثمن هجرتهم‏‏

بات اللاجئون يباعون أعضاء بالمفرق، ومن يقول إن سبل الهجرة والسفر تنتهي إلى حياة راغدة في أوروبا لا يعرف أن المهربين العرب والأجانب ليسوا فقط يسهلون هجرة السوريين والمخاطرة بهم عبر البحار وإنما يبتزونهم لبيع أعضائه البشرية مقابل ثمن هجرتهم ثم يرمونه بالبحر ، وهو واقع لم يعد يخجل مروجوه منه فيعرضون إعلاناتهم على شبكات التواصل الاجتماعي لبيع الأعضاء البشرية وبالتسعيرة التي تناسب الجميع وتشجعهم على البيع بحسب الطلب.‏‏

هنغاريا تكافح الهجرة‏‏

بالسجن 3 سنوات‏‏

أكدت وسائل إعلام مجرية موافقة برلمان بلادها على حزمة قوانين تفرض عقوبات بالسجن على من يعبر حدود البلاد بطريقة غير قانونية، كما فُرضت عقوبات مشددة على المهربين، يأتي ذلك فيما تحتجز المجر آلاف اللاجئين، الذين غادر منهم المئات نحو النمسا وألمانيا.‏‏

ومنحت القوانين الجديدة الشرطة مزيدا من السلطات ونصت على عقوبات صارمة تشمل فترات سجن عن العبور غير القانوني للحدود.‏‏

وتعتبر القوانين الجديدة عبور السياج على حدود المجر أو محاولة تحطيم جزء منه مخالفة جنائية وتعاقب على عبور الحدود المخالف للقانون بفترات سجن تصل إلى 3 سنوات.‏‏

كما تنص القوانين التي تم تبنيها في إجراء طارئ على عقوبة السجن لما يصل إلى 20 عاما لمهربي البشر، وسيجري تطبيق تلك القوانين بدءً من 15 أيلول الجاري.‏‏

وإضافة إلى هذا تتيح القوانين الجديدة تقديم طلبات اللجوء في نقاط العبور الحدودية وتسمح بنظرها بصفة الاستعجال.‏‏

فرنسا وألمانيا وإيطاليا‏‏

تطالب بترحيل مهاجرين‏‏

ضغطت إيطاليا وفرنسا وألمانيا أمس من أجل إنشاء نظام أوروبي لترحيل أعداد أكبر من المهاجرين الذين يفشلون في الحصول على حق اللجوء، ولتحسين سبل السيطرة على الحدود، في حين سعى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى حل أوسع نطاقا لأزمة المهاجرين التي تواجه الاتحاد.‏‏

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في محاولة لتحسين الصورة السياسية لبلده استعداد بلاده لاستقبال آلاف اللاجئين السوريين الإضافيين، وسط تزايد الضغوط داخل وخارج بريطانيا لإيجاد حل لهذه الأزمة، الا ان ذلك يبقى خطابا اعلاميا دون خطوات فعلية .‏‏

وفي محاولة لتوحيد الصف الأوروبي الذي انهارت سمعته الانسانية دعت حكومات ايطاليا وفرنسا وألمانيا، في خطاب إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، لتبني قواعد جديدة لإنهاء مجموعة من السياسات الأحادية التي أثارت الخلافات بين الدول الأعضاء. وطالبت «بنظام لجوء أكثر فعالية، يسير بالتوازي مع سياسة أكثر فعالية لترحيل المهاجرين غير الشرعيين».‏‏

ولا يحق للمهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا من أجل فرصة عمل فقط الحصول على حق اللجوء، وينبغي إعادتهم إلى دولهم، لكن المفوضية الأوروبية تقدر أن نحو ثلثهم فقط يتم ترحيله.‏‏

«إسرائيل» تحاول الاستفادة‏‏

من أزمة اللاجئين‏‏

وكعادتها تتحرك النزعة الصهيونية في تحقيق مكاسبها اللاإنسانية على حساب عذابات الشعوب وآلامهم مستغلة أزمة اللاجئين الأخيرة حيث تدرس كل من هنغاريا وبلغاريا إمكانية شراء (سياج أمني حدودي) على طول حدودها، من إسرائيل مماثل للسياج الذي أقامته الأخيرة على حدودها مع مصر، وذلك بهدف مواجهة تدفق اللاجئين، وخاصة من سورية والعراق وليبيا.‏‏

وكما دأب تجار الأسلحة الإسرائيليون على الاستفادة من الأزمات في كافة أنحاء العالم لبيع الأسلحة، فإن رجال أعمال إسرائيليين يبدون اهتماما في الاستفادة من أزمة اللاجئين في أوروبا، حيث قال رجل أعمال إسرائيلي إن الدولتين بدأتا باستيضاح إمكانية شراء سياج أمني مثلما فعلت (إسرائيل).‏‏

وقال نائب سفير بلغاريا في إسرائيل إن كبار المسؤولين في هنغاريا وبلغاريا صرحوا مؤخرا بأنه تجري محادثات حول السياج الأمني.‏‏

وأضاف أن التعاون بين وزارتي الداخلية والأمن، في (إسرائيل) وبلغاريا، هو مكثف جدا ، مشيرا إلى أنه لا يستطيع الإدلاء بمزيد من التفاصيل، إلا أنه يعتقد أن بلاده تستخدم التجربة الإسرائيلية قدر الإمكان.‏‏

أسرار حقيبة المهاجر‏‏

في رحلة الهجرة المليئة بالمصاعب والمتاعب والمحفوفة بالمخاطر هربا من دمار الحرب يركب المهاجرون البحر باتجاه القارة العجوز، حاملين معهم أغراضا بسيطة كشف عنها بعض الناجين، حيث يضطر المهاجر أن يحمل ما خف وزنه وغلا ثمنه.‏‏

لا شك أن اللاجئين يدركون مخاطر ركوب البحر، لكنهم لا يملكون خيارا آخر وقد منعوا من السفر إلى بلدان النعيم الموعود بالطرق قانونية.‏‏

وحسب صحيفة غارديان البريطانية التي أجرت تحقيقا مع بعض اللاجئين السوريين يحمل كل من قصد أوروبا كيسا صغيرا يحتوي الوثائق الهامة وكاشف ليزر يستخدم في حالة الغرق لجذب القوارب المارة بالقرب منهم بالإضافة إلى بعض المسكنات والضمادات الطبية وسترة نجاة فضلا عن الماء الصالح للشراب وبعض الطعام.‏‏

تفريغ سورية لاستقبال‏‏

سكان «الخلافة» الجدد‏‏

من الصعب أن نتحدث عن كارثة هجرة السوريين من وطنهم بحثا عن أوطان بديلة، دون أن نركز على أعدادهم المرعبة التي تثير تساؤلات وشكوكا، ونمعن النظر في محاولات لتفريغ سورية من أبنائها.‏‏

و يرى مراقبون أن كل الشواهد تشير إلى أن هناك خطوات عملية منهجية، لا لتدمير حضارة الدولة السورية والقضاء على بنيتها التحتية، والتخلص تماما من أي مؤسسات سيادية وعلى رأسها الجيش فحسب، بل ولتفريغ هذا البلد من سكانه، تمهيدا لاستقبال سكان (الخلافة) الجدد من آسيا الوسطى وأفغانستان وشمال القوقاز، إضافة إلى عناصر الإرهاب الأخرى من مختلف الدول العربية، سواء الذين خاضوا عمليات في مستنقعات الإرهاب المختلفة في القوقاز والبوسنة والعراق وأفغانستان والشيشان وليبيا، أو الذين تدربوا على أيدي القوات الأميركية والألمانية في تركيا والسعودية والأردن.‏‏

ومن الواضح أن سكان (الخلافة) يعملون، سواء بالتنسيق أو بشكل ضمني، على نفس الموجة التي تعمل عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها، وعلى رأسهم تركيا وقطر .‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية