تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في الذكرى الخامسة والستين للنكبة...إسرائيل تفشل في ترسيخ يهودية كيانها العنصري

شؤون سياسية
الثلاثاء 15-5-2012
بقلم: نواف أبو الهيجاء

تدخل النكبة الفلسطينية سنتها الخامسة والستين .ففي منتصف ليلة 15 ايار الجاري تمضي السنة الرابعة والستون للنكبة وتدخل هذه النكبة سنة أخرى مفعمة بضوع البطولة والصمود ومغمسة أيامها بالدم الفلسطيني الطهور.

وتدخل النكبة هذا العام سنتها الجديدة وقد التحم شمل العتاة الارهابيين الصهاينة في حزبي الليكود وكاديما – مؤكدين أن الاختلاف في التسميات ليس دليلاً على اختلاف الايديولوجيات – مابين العمل والليكود وكاديما فكلهم يسعى إلى تهويد فلسطين كلها من البحر الى النهر، وكلهم عنصريون قتلة وليس بينهم من هو على استعداد لتنفيذ ارادة الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي في حق العودة والانسحاب من أرض فلسطين العربية . ليس بينهم من هو داعية سلام عادل لأن السلام من دون أن يكون عادلاً ليس إلا خطوة تهدئة لتأجيل الانفجار . ولذا فإن تصريحات الثنائي العنصري نتنياهو وموفاز عن الاستعداد لحل ( تاريخي حاسم ) مع الفلسطينيين لاتدخل إلا في باب كسب الوقت المطلوب لانفاذ مخطط تهويد الضفة والقدس والاستعداد لشن عمليات عدوانية مقيتة كتلك التي اعتاد الصهاينة على شنها منذ عام 1948 ومرورا بعامي 1956 و 1967 وليس انتهاء بحرب استهداف المقاومة اللبنانية في عام 2006 والحرب على قطاع غزة في العام 2008- 2009 .‏

تمر الذكرى هذا العام وشعبنا الفلسطيني يقدم الدليل على قدراته غير المحدودة للصمود والتحدي – والتعبير العملي عن هذه الحقيقة يتجسد في بسالة ابطالنا الاسرى الذين يخوضون بكل قوة وإصرار معركة ( الامعاء الخاوية ) .‏

والمؤلم أن الذكرى تمر والانقسام الفلسطيني على ما هو عليه بل ربما كانت الحكومة الائتلافية الصهيونية الجديدة وسيلة لتعميق الانقسام مادامت سلطة رام الله مازالت تراهن على مسار المفاوضات الذي ثبت فشله على مدى نحو عشرين عاماً .وتكريس الانقسام مطلب صهيو – أميركي لتكريس ضعف الحالة الفلسطينية في ظل أجواء ما يسمى ب ( الربيع العربي ) الذي جاء بعد تحطيم جيش العراق واخراج مصر من ساحة الصراع العربي الصهيوني وبعد إعمال معول الهدم المتجسد في مشروع (الفوضى الخلاقة ) الذي طال حتى اليوم تونس وليبيا ومصر واليمن – وهو يحاول بكل السبل أن يحط بخرابه ودماره في القطر العربي السوري ليقضي على آخر قلاع الصمود العروبية وليستبيح اهداف الامة ويحطم آمالها في الوحدة بعد أن يقسم المقسم ويمزق الممزق من الوطن العربي في المرحلة الثانية الجديدة من مراحل (سايكس - بيكو ) .‏

أجل .. تمر الذكرى هذا العام والقطاع محاصر وأهلنا فيه يعانون من الحصار – كما أن الضفة الغربية مكبلة بقيود ( اوسلو ) والتعاون الأمني القائم بين العدو المحتل والسلطة المنبثقة عن اوسلو . . تماما كما أن شعبنا وقوتنا العربية في مصر مكبلة بكامب ديفيد – وبما يؤكده القادمون الى السلطة في أرض الكنانة من تمسك بكامب ديفيد – الخطوة السرطانية الصهيونية التي أبعدت مصرنا عن قضيتها العربية المركزية في فلسطين .‏

ما هو مشرق قليل ولكنه ليس هينا . المشرق حقا هو الصمود الفلسطيني المقاوم وهو الصمود السوري المقاوم والمقاومة اللبنانية التي ألحقت الهزيمة العسكرية المرة بجيش الاحتلال مرتين في عامي 2000 و 2006 .‏

ماهو مشرق محاصر في سورية من بعضنا الذي يرتدي الثوب العربي ويتحدث باللسان العربي وهو موجه من العدو الصهيو- اميركي المجرم . لكن الأمل يمور في القلوب والألباب العربية من محيط الوطن العربي إلى خليجه – فالامة لا تواجه ما تواجهه لو كانت ضعيفة بل على العكس من ذلك تماما : إنها مستهدفة في مكامن قوتها لأنها قوية في العمق العربي المتمثل بالوعي القومي الشامل للمؤامرة وأهدافها واطرافها وأدواتها .‏

مغمسة بالدم هي السنة الرابعة والستون من سنوات النكبة ولايبدو أن سنتها الخامسة والستين ستكون أقل دموية وشراسة ولكن الحق في الأمل ومعه لايمكن أن يستكين في خاطر ووجدان العرب من محيط الوطن إلى خليجه : مصر ستعود إلى حضنها العربي وكذلك العراق وستنتصر أرادة العرب في سورية وتلتهب المشاعر القومية لتحرق المؤامرة والمتآمرين وتعبرإلى حيث تحقيق أهداف أمتنا العربية في الوحدة والتحرير والعزة والكرامة .‏

nawaf abulhaija@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية