تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


64 عاماً على النكبة.. وأنظمة التآمر ترقص على وجع دمائهم... الفلسطينيون: لاتوطين .. والعودة حق لا عودة عنه

سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الثلاثاء 15-5-2012
بكلمة مختصرة ومعبرة..متآمرون، نعم فبعد 64 عاماً على نكبة شعب بكامله شرد وقتل وحوصر بآلة الحرب الاسرائيلية المدعومة غربياً بالسلاح والاعلام، لا يزال بعض العرب وخصوصاً حكام ممالك النفط والمال يرقصون على وجع دماء الفلسطينيين متناسين جرائم الاحتلال، مركزين

على ضرب حركات المقاومة والداعمين لها من دول وفي مقدمتها سورية، لكن المتآمرون نسوا حقيقة ماثلة ومتجذرة لدى الفلسطينيين، حقيقة تقول لا للتوقيع والاستسلام والعودة حق لا عودة عنه.‏

«إخوتنا العرب ما بيتركونا».. «لا تأخذوا إلا الضروري من حاجياتكم كم يوم ومنرجع على الدار».. «أكيد مش رح يتأخروا لحمايتنا وطرد الصهاينة عن أرضنا».. كلمات رددها الفلسطينيون وهم يغادرون أراضيهم عام 1948 دون أن يتخيلوا أن من وجهوا لهم تلك المناشدات سيكونون في مقدمة من سيتآمرون عليهم.. تختزل تلك الصور آمال الشعب الفلسطيني على مدى 64 عاما وانتظاره لحكام وملوك ارتبطوا بالغرب وتعاملوا مع العدو متخاذلين عن واجبهم في استعادة أرض فلسطين وحماية شعبها الأعزل التي أضحت تصفية قضيته وترويج الحلول الاستسلامية لانهائها الشغل الشاغل لهم في سبيل التقرب من الولايات المتحدة واسرائيل.‏

وتمر ذكرى نكبة العرب باغتصاب فلسطين في الخامس عشر من أيار عام 1948 لتعيد ذكريات جيل مضى من الفلسطينيين وتروي أحداثا مؤلمة عن قضية وطن احتل أمام أعين حكام وملوك العرب وقصة شعب أعزل ينكل به كل يوم وسط صمت ومساومة رسمية تحولت يوما بعد آخر إلى تطبيع واستسلام لاسرائيل وطعنات في خاصرة كل من اختار المقاومة سبيلا لاستعادة الحقوق وحماية المقدسات والضلوع بدور تآمري يقتصر على تقديم وتبادل عبارات الاستنكار والشجب التي باتت على كثرتها عناوين مسبقة لأي اجتماع عربي.‏

وتتجلى فكرة تآمر الانظمة المرتبطة بالغرب على قضايا العرب وفي مقدمتها القضية الفلسطينية من خلال محاولة تصفية أي قوة عربية تمتلك جيشا قويا قادرا على خلق جبهة مقاومة تعيد الحقوق المسلوبة وتواجه اسرائيل وتتصدى لغطرستها وهو ما بات واضحا خلال السنوات الماضية عبر استهداف تلك الانظمة العميلة لسورية التي مثلت ومازلت المدافع الاول عن حقوق الشعب العربي الفلسطيني وصوتا عاليا لمطالبه المحقة.‏

ولعل ما مثلته سورية وقامت به ومازالت لقضية العرب الاولى جعل من أدوات التآمر العربي يسرعون في تنفيذ أجندة أسيادهم في الولايات المتحدة لاسقاط هذا الدور.‏

وتبدو ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني الذي اقتلع من أرضه على ضوء ما طرأ عليها من جديد أن حكام العرب المرتبطين بالغرب الاستعماري باتوا أكثر استعدادا للمجاهرة بعجزهم وانخراطهم بأجندات الولايات المتحدة والتآمر واستهداف كل من يحاول العمل أو تقديم أي شيء لنصرة فلسطين.‏

وتأتي الذكرى الاليمة هذا العام وأنظمة العرب المرتبط بالغرب ممثلة بممالك النفط الخليجي تسيطر على جامعة الدول العربية التي باتت هي الاخرى غير محرجة من التعبير عن عجزها في تقديم أي حل لقضية العرب الاولى.‏

ومع تجاهلها خيار المقاومة الذي أنتج النصر وكسر في أكثر من مناسبة أسطورة الجيش الاسرائيلي تحاول الجامعة العربية النطق بلسان مرتهنيها من ممالك النفط الخليجي الذين حاربوا ذاك الخيار وأعلنوا خلال الاشهر الماضية وفي أكثر من مناسبة أن مواجهة اسرائيل أو فرض الحلول عليها أكبر من قدرتهم متناسين أو متجاهلين حركات المقاومة.‏

وبهذه الظروف التي تمر بها قضية العرب الاولى يرى متابعون أن مواقف الجامعة العربية والمسيطرين عليها والتخلي عن أي خيار يخالف ارادة واشنطن المستمرة بمحاولات فرض أجندتها على المنطقة كلها لانهاء أي حق للفلسطينيين بأرضهم السليبة.‏

وانتقالا إلى الاعلام الناطق باللغة العربية فهو الآخر ينظر كمموليه وحكامه إلى القضية الفلسطينية بشكل ثانوي وموضوعي بحسب شعاراته الشهيرة التي تتبنى حسب زعمه جميع الآراء موازنا بين الاحتلال الاسرائيلي والشعب الفلسطيني ومروجا لحلول ووجهات نظر أنظمة التآمر العربي التي عمدت مع أسيادها في الغرب على تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها عبر استبدال اسرائيل كعدو أساسي وأوحد للعرب بأعداء مفترضين محاولين شق الصف العربي المقاوم ومقدمين المحتل كشريك للسلام ولكن على الطريقة الامريكية.‏

وبالنتيجة ورغم تصاعد حملات التآمر على قضية العرب الاولى تبقى الكلمة الاخيرة للشعب الفلسطيني الصامد الذي اتخذ شعارا بعدم الركوع والخنوع الذي تحاول ممالك وأنظمة التآمر العربي جرهم اليه كثمن للسلام وانهاء القضية التي أضحى الامل الوحيد لحل مأساتها انتفاضة شعبية عربية فلسطينية مؤمنة بالمقاومة كخيار مواز للمفاوضات السياسية التي لن تؤدي وحدها إلا لمزيد من التنازلات واستنزاف الوقت بغية سرقة الذاكرة ونسيان الحقوق والمقدسات وهذا ما لن يكون.‏

التفاصيل صفحـ الصفحة الاولى - شؤون سياسية ـة‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية