تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


انعطاف كبير في حياة الشعب

مراسلون
الثلاثاء 7-4-2009م
سلامة دحدل

تحتفل جماهير شعبنا هذه الأيام بالعيد الثاني والستين لتأسيس حزبها العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي.

ففي السابع من نيسان من كل عام تتجدد الولادة وتنطلق الإرادة لتجسد أهداف ومبادئ التأسيس للحزب. حيث جاءت ولادته في العام 1947 لتشكل رداً قومياً وجماهيرياً على التجزئة والتخلف والاستعباد ولخلاص الأمة العربية من القيود التي تكبل انطلاقتها وسعيها إلى الحرية والوحدة.‏

إن السابع من نيسان لم يكن يوماً عادياً في حياة سورية فهو اليوم الذي شهد تأسيس حزب الجماهير الكادحة، اليوم الذي انطلقت سورية منه إلى المرحلة الجديدة الفاعلة في تاريخها الحديث، وذلك من خلال الإعلان عن تأسيس البعث وانطلاقه كأول حركة سياسية شعبية عربية تنبثق من قلب الجماهير وتعمل من أجل تطلعاتها، فما إن انطلق الحزب حتى تسارعت خطوات التحولات السياسية والاقتصادية داخل سورية وخارجها.‏

وكان لبروز القائد الخالد حافظ الأسد في صفوف الحزب وتوليه لقيادته الأثر الأكبر في إحداث الانطلاقة الكبرى لسورية وحزبها الذي ترسخ في ضمير الجماهير، وبفضل القيادة الشجاعة للقائد الخالد لسورية وحزبها الجماهيري توالت الإنجازات الكبيرة لجماهير شعبنا على مختلف الصعد ومازالت تتوالى في ظل قيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي يقود مسيرة أمتنا نحو مطالع النور والخير.‏

نضال وتنمية‏

ومنذ اللحظات الأولى لتأسيس حزب البعث كان توجهه القومي شديد الوضوح. فهو حزب الأمة العربية جمعاء. وتبدى ذلك في المواجهة العملية والحازمة للمشروع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني في فلسطين العربية. حيث ساهم مناضلو حزب البعث العربي الاشتراكي في النضال ضد هذا المشروع واستشهد الكثير من الرفاق دفاعاً عن عروبة فلسطين. وكانت ولا تزال القضية الفلسطينية محور نضال الحزب في سياق سعيه إلى الوحدة العربية والحرية والاشتراكية وهي الأهداف النبيلة التي رفعها الحزب عبر كفاحه من أجل حياة أفضل واستقلال كامل غير منقوص وإباء وعزة وكرامة المواطن العربي.‏

كما أولى حزبنا العظيم منذ انطلاقته الأولى اهتماماً كبيراً للبناء الداخلي وعمل على معالجة قضايا التنمية بروح من المسؤولية والعمق من أجل تحسين الواقع المعيشي للمواطنين وتعزيز دور سورية الاقتصادي والتنموي. فوضع نصب عينيه معاناة الفلاحين الذين كان يقع عليهم وحدهم عناء الإنتاج والعمل في بلد مثل سورية. تؤلف الزراعة فيه آنذاك نسبة كبيرة من الدخل القومي. ففي المؤتمر القطري الأول الذي انعقد في شهر أيلول عام 1963 تم التأكيد على إعطاء الإصلاح الزراعي الأولوية على جميع المشروعات الأخرى، والإلحاح على توقيف الكثير من المشاريع الأخرى وتحويل اعتماداتها لمصلحة تطبيق الإصلاح الزراعي بشكل سريع.‏

وفي وثائق المؤتمر القطري العادي الثاني المنعقد في شهر آذار 1965 إلحاح على إنجاز الأعمال في الإصلاح الزراعي بصورة إدارية يشترك فيها الحزب والفلاحون، لتحقيق الاستقرار في قطاع الزراعة وأكد المؤتمر على تطوير الزراعة واعتبارها الهدف الرئيس لوجود التنمية في مراحلها الأولى وأن تطوير الزراعة يتطلب زيادة الرقعة المروية من خلال حسن استثمار الثروة المائية الجوفية والسطحية وذلك بهدف زيادة الإنتاج الزراعي. واعتبر المؤتمر القطري الثاني الاستثنائي الذي انعقد في آذار عام 1966 أن الثورة الزراعية هي الأساس الذي تقوم عليه عملية التصنيع السريع، وأكد المؤتمر على رفع معدلات الإنتاج الزراعي عمودياً وأفقياً ودعم الحركة التعاونية لأقصى الحدود، وأكد المؤتمر القطري الرابع المنعقد في أيلول عام 1968 على القضاء على الملكيات الكبيرة للأراضي وتصفية الإقطاع وتحديد سقف الملكية، وتطوير أساليب الإنتاج باتجاه أسلوب الإنتاج الكبير وجاء في بيان المؤتمر القطري الخامس المنعقد في شهر أيار عام 1971 أن السياسة الزراعية يجب أن توضع في خدمة السياسة الاقتصادية وأنه لابد من نشر ودعم التعاونيات الزراعية، وتحقيق مكننة الزراعة والاستمرار في بناء السدود وكان من أبرز مقررات ذلك المؤتمر دعم القطاع العام الزراعي، والتركيز على البحوث العلمية الزراعية والاهتمام الجاد بالكادر الفني القادر على قيادة وتوسيع القطاع التعاوني الزراعي.‏

كما أكد المؤتمر القطري السابع المنعقد في كانون الأول عام 1979 على تعديل قانون العلاقات الزراعية، ووضع خطة متكاملة لتطوير البادية والاستمرار في التركيز على إقامة السدود لتجميع المياه واستثمارها والاهتمام بمشاريع السدود.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية