|
حـــدث و تعــليـق يتوسع جغرافياً بـ 28 عضواً في مهام خارجية فيما اعتبره البعض وكالة لتغيير العالم بعد تغير مفهوم الامن ذاته بدعوة واشنطن لحلفائها لتكون قوة مقاتلة في أفغانستان التي اعتبرت التحدي الاكبر للناتو والاختبار الحقيقي له وممنوع الفشل في الحرب الدائرة فيها وعليها. خلال يومي قمة الناتو التي اقتسمتها فرنسا وألمانيا قاطرتا أوروبا بدت المناقشات والنتائج تعبر بالحلف إلى عهد تأسيسي جديد يتناسب مع رئيس اميركي جديد وعودة فرنسا للحلف بعد غياب 43 عاماً كشريك في القيادة لا خاضعة لها. اختلاف الحسابات الاميركية الاوروبية بدت واضحة في الملفات على طاولة القمة التي حاولت الموازنة بين أن يكون الحلف شرطي العالم كما تريده واشنطن، وبين ادراك الاوروبيين انه كلما قوي الحلف أضعف ذلك دور الامم المتحدة وحملهم أعباء مادية طارئة وسط أزمة مالية تعصف بهم. هذا الاختلاف الذي وصل إلى الخلاف هو التحدي الاكبر الذي يواجه الناتو الذي يريد ان يظل حلفاً دفاعياً، وان يكون دوره في أفغانستان قوة حفظ سلام لاقتال بينما ضغطت واشنطن لتحمله عبئاً عسكرياً كبيراً وهذا ماتعارض فرنسا وألمانيا اللتان تحاولان اصلاح الحلف واعادة بنائه ليكون دفاعياً وترفضان تحويله إلى حلف كوني وسط تردد في اغضاب روسيا بضم جورجيا وأوكرانيا إلى عضويته ليصبح 30 عضواً بعد ان كان 12 عضواً في عام 1949. كونية الناتو مصطلح تطمح إليه الاستراتيجية الاميركية حيث قال مدير التخطيط في الناتو « إن الحلف كان في الاصل وكالة لارساء الامن في أوروبا والآن أصبح وكالة لتغيير العالم». اما رئيس تحرير مجلة جينس ديفينس وكيلي الالمانية فقال « ان فكرة الامن أصلاً تغيرت في العالم ، والآن على الناتو في اعلى مستوياته ان يناقش الاستراتيجية الجديدة في الاماكن التي تمتد إليها حدوده. كلها مقدمات تشير الى تحول في الناتو من تحالف صغير مهمته الدفاع عن أوروبا إلى المشاركة في حروب طويلة ومفتوحة في افغانستان وربما باكستان يشتم منها الاوروبيون رائحة فيتنام. وإذا جهر أوباما امام الاوروبيين بأن مايسمى بالارهاب يهددهم قبل اميركا دون تحديد لمفهوم الارهاب طبعاً فإن الحلفاء همسوا بما معناه بأن استراتيجيته في افغانستان كشفت عن رؤية اميركية للناتو تحصر دوره في رجل شرطة عالمي وهو مايتعارض مع رغبتهم بأن يعود الحلف دفاعياً،لادراكهم أنهم سيدفعون فاتورة غالية لكونية الحلف بما ينطوي ذلك على ادوار تأخذه إلى مواقع خطيرة جداً ربما تؤدي في النهاية إلى سقوطه مع انتهاء مهمته المحدودة في الدفاع عن أوروبا الغربية امام النفوذ السوفييتي السابق أيام الحرب الباردة. |
|