|
ترجمة من أجل الترويج لإسرائيل وللرواية الإسرائيلية حول سياساتها، لأن صورة إسرائيل مازالت تتدهور بعد المجازر الوحشية التي ارتكبتها في حربها على غزة، واعترافات الجنود الإسرائيليين بأن هذه المجازر ارتكبت عن سبق الإصرار والترصد ومن أعلى المستويات، وتضع هذه الوثيقة تعابيرها جاهزة وأساليب وحبكات ترويج مختارة لإعطاء صورة إيجابية عن إسرائيل. ونصح فرانز لانتز باستخدام مفردات مألوفة وكلمات تفعل فعلها، وإنه على الناطقين باسم إسرائيل استخدامها لمواجهة استطلاعات الرأي، وشدد على أن الحقيقة لا تهم، بل المهم مايفهمه الناس. وانتقد في وثيقته الحجج التي يسوقها المسؤولون في تل أبيب لتسويغ الاستيطان، لأنها غير فعالة، وأولى هذه الحجج، الحجة الدينية، واعتبر أن استخدام عبارات من التوراة للدفاع عن الاستيطان قد يسبب نفوراً لدى مؤيدي إسرائيل وحتى عند الجمهور اليهودي، وثانيتها: ذريعة الملكية، لأن قول إن إسرائيل هي مالكة الأرض التي تبنى عليها المستوطنات سيسبب ردة فعل ليست في مصلحة إسرائيل، ونصح باستخدام عبارة الأراضي «المتنازع عليها» لتحل محل عبارة (الأراضي المحتلة) التي يستخدمها الفلسطينيون عن وجه حق، وثالث تلك الحجج «كبش المحرقة» وهي أن قادة إسرائيل يزعمون أن الفلسطينيين يستخدمون مشكلة المستوطنات للحصول على مكاسب سياسية، ويقول لانتز: ربما يكون هذا الزعم صحيحاً، ولكن هذا لايسبغ الشرعية على سياسة إسرائيل مطلقاً، لذلك يدعو إلى التخلي عن فكرة «كبش المحرقة». مقاطع مختارة من الفصل الأول الفقرة الخامسة والعشرون منه تعرض لدعاية فعالة في 26 نقطة مهمة، والهدف الأول هو غزو عقول جديدة كي تقف في الصف المؤيد لإسرائيل دون خسارة دعم المؤيدين لها أصلاً، على أن الزاوية التي ينظر منها الشعب الأميركي إلى إسرائيل هي دورة العنف المستمرة، لذا يجب نزع شكوك الأميركيين قبل أن يفهموا الأحداث الجديدة التي تنجم عن السياسات الإسرائيلية، ويقول فرانز لانتز: لكسب الأصدقاء والثقة إلى جانب إسرائيل، يجب على الناطقين باسمها أن يظهروا حرصهم على الحديث عن السلام من أجل الفلسطينيين والإسرائيليين، وعلى مستقبل أفضل لكل طفل، ويقدم أمثلة: «إسرائيل حريصة على مستقبل أفضل لكلا الطرفين على حد سواء، وعلى وضع نهاية للعناء والآلام، كما أنها تلتزم بالعمل مع الفلسطينيين من أجل حل سلمي، دبلوماسي لمستقبل أفضل لأطفال الطرفين، وإنها لحظة الأمل والفرصة لهما..». استخدموا الاعتراف بالغير المسائل الأكثر قسوة يمكن تدوير زواياها من خلال استخدام تعابير نفسية، وينصح لانتز في وثيقته بهذا الصدد أن يكون الناطقون باسم إسرائيل حول العالم، وقادتها، جاهزين لقبول الحديث عن الطرف الآخر والاعتراف له ببعض المصداقية. وبحسب الوثيقة، إن أفضل حجة لدعم المستوطنات هي تسويق فكرة أن عدم وجود إسرائيليين في أماكن الفلسطينيين هي فكرة عنصرية، وبالمقابل يجب ألا يقول الإسرائيليون إنهم ينوون تطهيراً عرقياً بحق العرب، بل عليهم أن يزعموا أمام العالم أن الفلسطينيين مواطنون إسرائيليون ويتمتعون بالحقوق على قدم المساواة، ومن ثم تدعو الوثيقة إلى طرح السؤال التالي أمام الشرائح المستهدفة والتي تخضع لاستطلاعات الرأي في أوروبا وأميركا: «إننا لانعرف لماذا يقتضي السلام تطهير المناطق الفلسطينية من كل اليهود؟ وإننا لانقبل بهذا لأن التطهير العرقي غير مقبول من الطرفين. ومن يقرأ الوثيقة كلها يلحظ بسهولة أي بلاغة وفصاحة شيطانية تقدمها، لتكنس مشكلة الاستيطان تحت السجادة، وتخبئ عدم شرعيتها المخالفة للقانون الدولي، وأي كلمات تمارس سحرها بحثاً عن الحلول الأقل تكلفة بزعم الحديث أو التلميح بحديث عن دول ثنائية القومية لاحاجة فيها استطراداً للتطهير العرقي للمستوطنين اليهود ولا للفلسطينيين!. والوثيقة تضم 18 فصلاً تحوك تقنيات الدعاية ليس فقط من حيث العبارات التي يجب استخدامها، بل أيضاً البوسترات التي يجب توزيعها والشعارات البراقة التي تعيد لإسرائيل مؤيديها، بل تزيدهم أيضاً. انتبهوا إلى نبرة صوتكم «إن نبرة صوت متعالية أو أبوية قد تجعل الأميركيين أو الأوروبيين ينفرون، فنحن الإسرائيليين في لحظة تاريخية لايعد فيها الشعب اليهودي مضطهداً، ومن بين الأميركيين أناس غير يهود لهم وجهات نظرهم وهم مثقفون جداً ويرون أن الإسرائيليين محتلون ومعتدون، لذلك من المهم أن يكون الخطاب الإسرائيلي غير مستخف ٍ بعقولهم، لأنه إذا لاحظ الأميركيون أنه لا أمل في السلام، ورأوا أن العنف مستمر، فإنهم لن يقبلوا أن تستمر حكومتهم في دعم إسرائيل على حساب مايدفعونه من ضرائب. ويجب الإكثار من الحديث عن الطفولة والتعاون المشترك الدبلوماسي والاقتصادي وعن الازدهار الاقتصادي للفلسطينيين إذا أبرم السلام» ويقول لانتز: «إذا أردتم الإقناع فعليكم الذهاب إلى الناس» وينصح باللجوء إلى شاشات التلفزة ووسائل الاتصال، وملاقاة الصحفيين للحديث معهم عن إسرائيل. أخيراً مبادىء الدعاية الصهيونية هذه لتسويغ مالا يسوغ، ألا وهو الاستيطان، يجب دراستها والتنبه إليها لكشف الأساليب الإسرائيلية التي تروجها الدعاية الصهيونية حتى بين صفوف المؤيدين للشعب الفلسطيني، والتنديد بها ومواجهتها باستراتيجيات مضادة، وثمة شرط أساس لمكافحة الصهيونية: أن تكون هناك آليات إعلامية نشطة لكشف الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل أمام الأميركيين والأوروبيين ودحض مخططات الدعاية الصهيونية والوقوف لها بالمرصاد. |
|