|
كتب ولم يستطيعوا التعبير عنه، حركت مواجهاته العاطفية عديمة الفائدة مع السلطة موجات من الصدمة من التقمص العاطفي عند الملايين الذي أحسوا أن هناك شيئاً فاسداً تحت اللا مبالاة المتغطرسة خلال فترة آيزينهاور وشيئاً مشؤوماً بطريقة غير جديرة بالذكر حول تحقيق (مكارثي نيكسون) . كان تمرد جيمس دين بلا قضية بالنسبة للرجال البيض من الطبقة المتوسطة والفئة العمرية المتوسطة فقط والذين يسيطرون وبشكل تقليدي على المجتمع الأميركي أما بالنسبة للأطفال والنساء والسود، فإن القضية كانت حقيقية على الرغم من أنها لم تشعل النضال في الشوارع من أجل الأصوات الانتخابية للشباب ذوي الثمانية عشر عاماً ومن أجل التحرر والحقوق المدنية التي كانت تذوي خلال فترة الستينيات كان جيمس دين في طريقه ليكون بطلاً أسطورياً بينما كان لا يزال حياً، وأنهى موته التكريس مثبتاً له مكاناً في مدافن عظماء الأمة التي تحوي أناساً مجروحين وموهوبين آخرين أحسوا بالحياة بقوة لتحمل العيش فيها مثل: آرثر ليمباود وتشارلز باوديلير وسيلفيا بلاث وجاكسون بلاك. لكن مشكلة الأسطورة هي أنها تخفي أكثر مما تظهر الطبيعة الحقيقية للبطل أو البطلة ومع مرور السنين أصبحت صورة جيمس دين كقاتل التنين وايكاروس الذي ذابت أجنحته بالشمس أوضح وأوضح. يقول الكاتب فينابل هيرندون الذي ألف هذا الكتاب (جيمس دين حياة قصيرة) في مقدمة كتابه: (من خلال سنتين من البحث والتفكير والكتابة، أتت صورة شخص صبي أصبح رجلاً، أحياناً في صراع حاد مع أسطورته وأحياناً أخرى لا يمكن تمييزه عنها، وخلف هذا الشخص الخاص والبطل النجم كان هنالك «جيمس دين» آخر، الممثل الذي اجتمع فيه كلاهما كانت إنجازاته هي التي ألهمتني البحث بفضول عن شخص استطاع أن يشن حرباً وحتى أن يربح المعركة لفترة قصيرة في هوليوود. الكتاب يطلع القارئ على تفاصيل دقيقة في طفولة جيمس دين كذلك مراحل تطوره وعلاقاته الغرامية وعاداته اليومية ويحكي لنا عن غرامه بالممثلة أرسولا أندريس التي تخلت عنه بسبب مزاجيته واستبدلته بالممثل جون ديريك الذي كان يكبر جيمس دين بخمس سنوات واشتعل دين بنار الغيرة تبعها لكل مكان على دراجته، وهاتفها في ساعات متفرقة من الليل، وواجهها مع ديريك في المطاعم وقام ذات مرة بالتحديق بهما من خلال نافذة سيارتهما المصفوفة، إلا أن هذا لم ينجح لقد أخذت أرسولا كفايتها.. الكتاب يتوقف مطولاً عند تفاصيل الحادث الذي أودى بحياة دين: (كان هناك تحطم ساحق مخيف وصوت تكسر الزجاج ثم صمت بعد عشر دقائق، لحق بهم روث وهيكمان بالسيارة الأخرى، وفي خندق على يمين الطريق، شاهدا سيارة البورشيه التي كانت مصقولة ومغطاة بالألمنيوم وهي تعد مثل علبة سجائر مجعدة.. بدأ شرطي دورية الطريق السريع يطرح الأسئلة استطاع روث تمييز رولف المستلقي ووجهه نحو الأرض على بعد عدة خطوات من الحطام، بدا واضحاً أنه قدري لكن أين جيمي يا إلهي؟ هناك! متجعد على نحو مقزز للنفس فوق باب السائق ورأسه متدل لم يكن أي منهما يتحرك وهناك كانت السيارة الأخرى الكبيرة البيضاء والسوداء من نوع فورد، بحاجز اصطدامها المحطم وزجاج السائق المكسر وكأن كرة بولينغ قد ضربته من الداخل.. أتت سيارة إسعاف بيضاء من نوع بويك... وبمنتهى الحذر سحب جيمي من الحطام وعلى الرغم من عدم معرفة السائق الطبية فإن خبرته المكتسبة من الحوادث العديدة أخبرته أن جيمي كان قد فارق الحياة عندما سحب من باب سيارته عندما وصلت سيارة الاسعاف إلى رصيف طوارئ المشفى قفز طبيب مقيم إلى داخلها وفحص جيمي بحثاً عن أي إشارات حيوية لكنه لم يجد أي واحدة لقد كان جيمي ميتاً رسمياً). أصاب خبر وفاة جيمي هوليوود في الصميم، كانت القصة خبراً محلياً وقومياً وعالمياً، فحملته كل الشبكات والبرق والمجلات والصحف الإخبارية، قامت «نيوز» في فيرماونت بنشر عدد خاص بعنوان عريض بالأسود «في ذكرى جيمس دين». فقد جيمي والدته، ثم سلمه والده للعمة وزوجها ومهما حاول هذان الوالدان بالتبني جاهدين فلم يستطيعا توليد أي إشارات حقيقية بما فيه الكفاية لاستبدال تلك التي لم تعد تأتي من الوالدين الحقيقيين بعد عدة سنوات فقط في إنديانا عرف جيمي أنه لن يستطيع أن يصبح مزارعاً مثل العم ماركوس وبعد عدة أشهر من الجامعة عرف أنه لن يستطيع أن يصبح محامياً. وهكذا غادر «جامعة كاليفورنيا لوس أنجلس ووجد طريقه نحو نيويورك وحصل لنفسه على عدة أدوار في العشرات من البرامج التلفزيونية منها مسرحيتان في برودواي وثلاثة أفلام في هوليوود أعطته: النجومية والجنس والمال كان لديه لكل شيء في عمر الرابعة والعشرين كل شيء ما عدا الراحة من رغبة نهمة ملحة لملء الفراغ الذي سخر منه مع صدى سؤاله: من أنا؟ يقود الهجر الناس مباشرة نحو الإدمان ولا يهم ما نوع الإدمان الذي يحصل حيث لا يوجد ما يكفي لملء الهوة التي تزيد اتساعاً والتي أحدثها في القلب ضياع الحب. تعلق جيمي في عدة أوقات من حياته حفلات البونغو، ومصارعة الثيران، ورقص الباليه، والصمت الوقح، والكلام المتواصل، والموسيقا الصاخبة، والرسم والنحت وعزف البيانو، وصفير المسجل والنكات والمزحات القوية والإفراط والإرهاق، والطموح أو أي واحدة من هذه مع أسمى رغباته، التمثيل. لقد كان يندفع دائماً نحو الأشياء الجديدة والناس الجدد، وهو يأمل أن شيئاً ما أو أحداً ما سوف يوقفه ويخبره عن حدوده ويخبره عمن كان هو إلا أنه تابع الفوز ولا أحد يخبر فائزاً عما يجب عليه فعله، عندما تعلق بالسرعة أمل كما فعل مع كل الأشياء الأخرى والناس الذين جربهم إنها سوف تمنحه بعض الراحة من وجع الهجر، وهكذا اندفع نحو آخر الحد والذي تبين أنه الموت. الكتاب: جيمس دين. - الكاتب: فينابل هيرندون. - ترجمة:زياد نيم - صادر عن وزارة الثقافة في 2009. |
|