تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أدوار الإعاقــــــة..والإبـــــداع الفنــــــــي

فنون
الخميس 30-7-2009م
آنا عزيز الخضر

كثير من النجوم يعتبرون أن أدوار الإعاقة علامة فارقة في مسيرتهم الفنية، إذ حققت التميز للكثيرين ممن أداها من الممثلين وفي الوقت نفسه أتحفت أجواءها الدرامية بالدلالات الرمزية كأن يستخدم مجنوناً للنطق بـ متلازمة فنية يرددها دوماً وتلعب دورها المؤثر في سياق العمل الدرامي

، ثم النطق بالحكمة على غرار خذوا الحكمة من أفواه المجانين.‏

هذا عدا عن كونها (الإعاقة) حالة إنسانية يفترض بالدراما التعمق في عوالمها ومعالجة مشكلاتها.‏

فهل تمكنت الدراما السورية من الولوج في عالم الإعاقة وماذا تعني تلك الأدوار لمن جسدها؟ هذه الأسئلة توجهنا بها لأكثر من فنان له تجربة في عالم تلك الأدوار.‏

حالة فنية ممتعة‏

البداية كانت مع الفنانة ضحى الدبس التي قالت: جسدت أحد أدوار الإعاقة عبر أيام الصمت لشخصية فتاة صدمت نفسياً، ما أدى إلى فقدانها للنطق ومن ثم وصلت إلى حالة الفصام وتطلب الأداء المعرفة بكيفية الاستعاضة بالإشارات والبحث بكيفية تفكيرها ووجدتها حالة فنية ممتعة تتطلب مفردات خاصة، أما الدراما السورية فلم تعط الإعاقة حقها والأعمال المهتمة بها تعد على الأصابع في نفس الوقت الذي يفترض فينا الاهتمام بحياة المعوق وعلاقاته وتفاصيل حياته.‏

والمطلوب من الدراما أن تتناول حياة المعوق وتؤكد على أنه كالسوي يجب رعايته حتى يتحول إلى عنصر نافع وفعال في المجتمع كبديل لتلك الطلّات الخجولة في الطرح.‏

عوالم خاصة‏

ومن جهتها قالت الفنانة هناء نصور: أعتبر دوري في الثريا بدور الخرساء من أكثر الأدوار القريبة إلى قلبي، إذ عرّفت الناس علي وأشارت إلى أن أهمية الأدوار التمثيلية رئيسية كانت أم ثانوية تتعلق بإنسانيتها، وأكد ذاك الدور بأنه عندما تختفي عند المعوق حاسة من الحواس تقوى الحواس الأخرى، حتى المقدرة على الإحساس بالآخر والصمت أبلغ من الكلام في حال كان الأداء دقيقاً، فشخصية المعوق لها عالمها الذي يتوجب على الدراما التطرق إليه والقيام بدور التوعية حوله لتكريس التعامل الايجابي معه وهذه مسؤولية فنية واجتماعية، أما عن تحقيقها التميز للفنان فقد ارتكز الأداء على حواس أخرى كما هي الحالة العضوية للإعاقة فكانت حركة العيون واشاراتها كفيلة بالنهوض وإيصال الاحساس المطلوب، وقد دخلت عالمه بعد أن عشت الصمت المطبق لفترة طويلة حتى أتمكن من توجيه الشخصية بالشكل الصحيح.‏

المعوق مبدع‏

أما الفنانة ميريام عطا الله التي شاركت بدور معوقة في ليل ورجال قالت: أحببت أن أقدم ميرمام الإنسانة القادرة على الاحساس بالغير وتقديم الفائدة للآخرين من خلال مشاعر إنسانية قوية حملتها لتلك الشخصية، فتقصدت أن أقوم بدوري عبر ليل ورجال فتاة معوقة جسدياً وذهنياً وقد جسدته بمنتهى البساطة والعفوية ومن المؤكد أنه كان متعباً وأداؤه صعباً كي يكون مقنعاً, فكان مطلوباً من الشخصية المحافظة على إيقاع معين وحركات جسدية /هز الرأس والأطراف/ دوماً، كما أن الشخصية من جهة أخرى تتأثر بالأحداث الخارجية ولديها حساسيتها الشديدة تجاه أسرتها وعليها أن تستنطق اللا شعور عندها، وقد كنت مستمتعة بعوالمها ولم يهمني التعب وعزائي إعجاب الناس بأدائي وعلى الدراما الاهتمام بالمعوق.‏

فكم سمعنا عن معوقين مبدعين ومن هنا يأتي دور الدراما لأنها يمكنها التوجه لأحاسيسهم وشخصياتهم عبر معالجتها الصحيحة.‏

ليس بالضرورة‏

وأخيراً تحدث المخرج يوسف رزق فقال: مطلوب من الدراما الاهتمام بكافة الشرائح الاجتماعية وبهمومها والاهتمام بعالم الإعاقة.‏

برأيي يجب أن يكون في سياق اجتماعي وهموم اجتماعية واسعة لأن أي موضوع اجتماعي هو موضوع إنساني في المحصلة والأداء المتضمن يتعلق بعمق الاحساس والدور والمهارة بالتحكم بمفاصل الشخصية ومفاتيحها على أنواعها، أما أن تكون أدوار الإعاقة مساحة للابداع ليس بالضرورة، فالابداع له مفرداته ومعطياته التي ترفض الارتباط بأي محددات لها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية