|
دراسات واغتصاب حقوق أصحابها إلى قضايا أخرى، وتضع كل امكانات أبواقها الدعائية لتحقيق هذه الغاية. ومثل هذا الكلام ليس مصدره التنبؤات بل هو حقيقة تؤكدها الوقائع اليومية، فقد مرت سنوات عديدة على هامش جولات التفاوض الفلسطيني الاسرائيلي ولا نسمع فيها إلا عن إغلاق الحواجز العسكرية في الضفة وقطاع غزة المحتلين أو عدم إغلاقهما ، وتكرست جهود المبعوثين الدوليين لحلحلة هذا الأمر دون البحث في جوهر الصراع مثل القدس واللاجئين واحتلال الأرض وغيرها، وكانت أم القضايا المطروحة هي هل نغلق حاجزاً هنا وحاجزاً هناك مقابل الاعتراف باسرائيل أو السماح لوصول المساعدات والأموال إلى السلطة الفلسطينية. وجاءت مرحلة العدوان على غزة وبعدها لينشغل العالم كله بقضية فتح المعابر وإغلاقها ، وغرق العالم كله بالتفاوض مع الكيان الارهابي ليسمح بفتح معبر غزة وغيره مقابل اطلاق المفاوضات من جديد، ومرت سنتان كان حصاد الدبلوماسية الغربية صفراً حتى في هذا الإطار ، فلم يرفع الحصار ولم تفتح المعابر، وظلت القضايا الجوهرية في أدراج النسيان. واليوم تكرر اسرائيل المسرحية ذاتها، فنراها لا تتحدث إلا عن الاستيطان والبؤر الاستيطانية الجديدة، وتحاول التفاوض على « التطبيع الموعود» مقابل وقف أنشطتها الاستيطانية، ونرى العالم كله- وفي المقدمة الادارة الأمريكية - يتجه إلى تكريس هذه المسألة في أي جولة تفاوض أو محادثات مع الفلسطينيين والدول العربية، ويتجاهل الجميع أن القضية الجوهرية ليست في فتح معبر أو اغلاق حاجز عسكري أو منع مستوطنين من إقامة بؤرة هنا ومستعمرة هناك بل في الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية في فلسطين والجولان وجنوب لبنان، فهل ينتبه العالم إلى حقيقة الصراع قبل فوات الأوان؟. ahmadh@ureach.com |
|