|
أضواء و«الشبيبة من أجل أرض إسرائيل» تنويان تكرار ما حدث قبل أكثر من 63 عاما عندما تمت إقامة 11 تجمعاً استيطانياً في النقب في ليلة واحدة. واعتبرت هاتان المنظمتان أن إقامة التجمعات السكنية الجديدة في الضفة الغربية هي الأمر الوحيد الكفيل بإعادة إسرائيل إلى ما سمته «مسار النمو والبناء» والرد المناسب على الضغوط التي تمارس على اسرائيل بشأن النشاط الاستيطاني. في المقابل، طالبت منظمة (هناك قانون) اليسارية الشرطة والجيش الإسرائيلي بمنع إقامة هذه النقاط الاستيطانية، مشيرة إلى أن بعضها سيقام على أراض فلسطينية خاصة والبعض الآخر على أراض وصفتها بأنها أراض أميرية. يأتي ذلك في وقت تحدثت فيه صحف اسرائيلية عن تفاهمات محتملة بين الجانبين الاسرائيلي والأميركي بشأن تجميد الاستيطان خلال لقاء رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو مع المبعوث الاميركي جورج ميتشل. وتشير تقديرات مسؤولين إسرائيليين إلى أن الأمريكيين يميلون للسماح لإسرائيل بمواصلة البناء في المباني التي هي قيد الإنشاء، «كبادرة حسنة تجاه إسرائيل». إلا أنهم أشاروا إلى أن المطلب الأمريكي من إسرائيل بتجميد البناء في المستوطنات ما زال قائماً بشكل صارم. وقال مسؤولون غربيون: إن الولايات المتحدة تسير في اتجاه تقديم مخصصات مالية حتى تتمكن اسرائيل من انهاء بناء بعض المشروعات التي أوشكت على الانتهاء أو تلك المرتبطة بعقود خاصة لا يمكن فسخها. وتقدر اسرائيل عدد الوحدات السكنية التي يجري فيها البناء وتزعم أنه لا يمكن وقفه طبقاً للقانون الاسرائيلي بـ 2500 وحدة. وذكر تقرير لصحيفة معاريف أن الوحدات تحتوي 700 بناء في مستوطنات متعددة وأن واشنطن وافقت على استكمال بنائها. ويسعى وزير الحرب ايهود باراك الى التوصل الى اتفاق مع الولايات المتحدة يتضمن خطوات مبدئية من الدول العربية لتطبيع العلاقات مع اسرائيل في مقابل تحجيم النشاط الاستيطاني. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أعربت خلال اجتماع مع وزراء خارجية أوروبيين قبل نحو أسبوع عن اعتقادها بأن إسرائيل والولايات المتحدة قريبتان من التوصل لتفاهمات حول تجميد الاستيطان بشكل مؤقت في معظم المستوطنات في الضفة الغربية. وذكرت صحيفة هآرتس أن الإعلان عن اتفاق من هذا النوع مرتبط بما سمته بخطوات عربية وفلسطينية تجاه إسرائيل. وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قال إن الولايات المتحدة لا تملك خطة سلام للشرق الاوسط وان مبادرة واشنطن لوقف الاستيطان مقابل قيام الدول العربية بخطوات تطبيع تجاه اسرائيل غير قابلة للتطبيق. وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية أن نتنياهو عبر عن شكوك كبيرة حيال قدرة الإدارة الاميركية على الحصول على ما سماه بوادر «حسن نية» من دول عربية تجاه اسرائيل. وفي تصريحات أخرى خلال اجتماعات مغلقة، توقع نتنياهو ان تكون ثمة حاجة إلى عقد جولة أخرى من المحادثات مع المبعوث ميتشل من أجل التوصل الى اتفاق، معتبراً ان الفجوات بين الطرفين ليست كبيرة وثمة اقتراحات خلّاقة تتم دراستها حسب تعبيره. وقال موظفون إسرائيليون كبار: إن الجانبين قريبان من التوصل لاتفاق بشأن المستوطنات، وأضافوا إن إيهود باراك قدم للإدارة الأمريكية قائمة مفصلة تشمل جميع المشاريع الاستيطانية التي هي قيد الإنشاء في الضفة الغربية والتي تعتقد إسرائيل أنه لا يمكن وقفها. وتشمل القائمة عدد الوحدات السكنية في كل مشروع ومكانها و مراحل البناء فيها . ويتوقع أن لا تشمل القائمة المشاريع الاستيطانية في القدس الشرقية التي ترفض الحكومة الإسرائيلية وقف الاستيطان فيها. وذكرت «هآرتس» أن إسرائيل اتفقت مع الولايات المتحدة على أنه لن يتم الإعلان عن أي اتفاق حول تجميد الاستيطان دون بلورة رزمة كاملة تشمل خطوات من جانب إسرائيل والدول العربية والفلسطينيين. والهدف هو «عرض كافة الخطوات من كافة الجوانب في آن واحد كبوادر حسنة لبناء الثقة» حسب قولها. وحسب تقديرات مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين فإن صورة البوادر الحسنة المزعومة التي تعتزم الدول العربية القيام بها تجاه إسرائيل ستتضح في منتصف أيلول، أي بعد نهاية شهر رمضان. ويتوقع هؤلاء أن يتم الإعلان عن هذه الصفقة الشاملة في نهاية أيلول على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. |
|