|
حديث الناس لم تقتصر على الكلمات والضيافة العربية الأصيلة ووحدة الرؤية والموقف من الظروف التي يتعرض لها بلدنا الحبيب وإنما كان مناسبة للتذكير بتقاليدنا التي تربينا عليها في الوطن الواحد المتمثلة بالشهامة والنخوة والحمية والمحبة والتسامح وتعزيز الوحدة الوطنية والانتماء والولاء للوطن، وسجل المشاركون في دفتر الوطن تأكيدهم على حقائق ثابتة حول خلفيات ما يجري من تآمر على وطنهم .. أولها حقيقة إدراكهم لوجود مؤامرة وأن الهدف من هذه المؤامرة هو إسقاط سورية وحقيقة أن الأسرة سواء أكانت صغيرة في البيت الواحد أم الأسرة الكبيرة في الوطن الواحد بصفتها المؤسسة الأولى في التنشئة عليها دور كبير في ترسيخ مفهوم المواطنة لدى الأبناء من خلال تنمية حسهم الوطني وتوجيههم إلى احترام الأنظمة والقوانين وتوجيه سلوكهم ومراقبتهم. ومن خلال التمسك بهذه القيم أثبت الشعب السوري أنه قادر على تصويب بوصلته بالشكل الصحيح وأن المواطنة ليست مجرد كلمة تعني الانتماء لوطن ما وإنما المواطنة مسؤولية وشرف لا يمكن بأي حال من الأحوال التملص منها أو ادعاؤها دون تحمل ما تعنيه من معان سامية بمعنى أن نكون مواطنين حقيقيين علينا أن نقوم بواجبنا تجاه وطننا ومن أولى تلك الواجبات الحفاظ على أمنه واستقراره ومكتسباته وعلينا أن نثبت أننا نستحق هذا الوطن وما فعله من أجلنا. ولذلك فإن ملتقيات من هذا النوع تطرح من جديد موضوع تمتين قاعدة المواطنة في المناهج وفي السلوك وأيضاً عبر وقائع الحياة اليومية لأن المواطنة الإيجابية لا تقتصر على مجرد دراية المواطن بحقوقه وواجباته فقط ولكن حرصه على ممارستها من خلال شخصية مستقلة قادرة على حسم الأمور لصالح الوطن، فعندما يستشعر المواطن من خلال معايشته أن وطنه يحميه ويمده باحتياجاته الأساسية ويحقق له فرص النمو تترسخ لديه قيم الانتماء للوطن ويعبر عنها بالعمل البناء وفي السياق نفسه يأتي دور المجتمع الأهلي ومتطلبات تمتين وحدتنا الوطنية وتحصين منعة سورية بهدف تعزيز التواصل ولغة الحوار وتعزيز دور الأسرة وتأهيل أفرادها والعمل على إعداد أجيال قادرة على تحمل المسؤوليات ومواكبة التطورات في كافة المجالات. وإذا كان ملتقى الحسكة قد ترك أثراً طيباً فإن الرسالة التي وصلت إلى الجميع هي أنه لا شيء يبني كالمحبة ولا شيء يدمر كالحقد والكراهية لا بل إن ما تفعله المحبة والكراهية أهم وأخطر بكثير مما تفعله الأعمال والأفعال والسلوكيات النابعة من عنف أو دمار تخلفها الحروب .. الشكر لمن يستحقون الشكر لأنهم يواجهون التحديات بالإرادة الصلبة ويغرسون المحبة بين أبناء الوطن ويوحدون الصفوف باتجاه الهدف الكبير وهو النصر على الإرهاب وإسقاط المؤامرة. |
|