|
مجتمع فيكتب لهذا المكتوب أن يحفظ و بهذا يكون قد خلد جزءاً من أفكاره فيموت هو وتعيش أفكاره وكلماته ..
والكتابة بدأت عند القدماء على الجدران وورق البردي والقراطيس وصولاً للورق وحالياً نحن ندون ونكتب على الحواسب واجهزة الهواتف النقالة... و لأن العلم يتطور يوماً بعد يوم فقد ركز علماء النفس على طريقة الإنسان في الكتابة وهي تتميز و تختلف من شخص لآخر ووجدوا بالفعل أن الاختلافات الواضحة في الخطوط و في طريقة الكتابة و في طريقة رسم الحروف التي تعبر فعلاً عن شخصية الإنسان و خرج من هذه الفرضية علم كامل اسمه علم قراءة الخط سلوكيا (علم الجرافولوجي) و هو علم بدأ عام 1622 على يد الطبيب الإيطالي كاميلو بالدو واضع كتاب علم الجرافولوجي باللغة اليونانية ثم انتشر في انكلترا وسويسرا وامريكا والمانيا وفرنسا التي وضعت أصوله وقواعده عام 1871 ثم تم الاعتراف به رسمياً وأصبح فرعاً من فروع الدراسة الأكاديمية الجامعية. و هو علم يعتد به في مركز الطب النفسي ويفيد جداً للكشف عن حالات الاكتئاب والتوحد التي يميل فيها الشخص لعدم الحديث والتفاعل ويصعب التعرف على مشكلته بالحديث فجاء موضوع تحليل الشخصية من خلال الخط ليوفر بديلاً حقيقياً لبعض العلوم. واستخدم في الإدارات والمؤسسات والوزارات التي تطلب موظفين فتضع ضمن لجنة فحص المتقدمين الخبير وعالم الجرافولوجي الذي يسمى (الجرافولوجست) ومهمته اختبار المتقدمين. كما استخدم في مجال التربية والتعليم لمعرفة ميول و اتجاهات و ابداعات الأطفال و هكذا .. يقسم علماء الجرافولوجي أحجام الخط إلى ثلاثة أقسام (الصغير والمتوسط والكبير) ووجدوا أن صاحب الخط الصغير يجيد التحليل العلمي ويركز في الأمور جيداً وله مهارات وذاكرة قوية لكنه يعاني من الملل أحياناً و البعض منهم يعاني أمراضاً نفسية و عصبية. أما الشخص صاحب الخط المتوسط فشخصيته تتكيف مع الشخصيات المختلفة و يحسن التعامل مع أغلب الناس و هو شخص اجتماعي جداً. أما الشخص صاحب الخط الكبير فهو شخص موضوعي وعملي يحب العمل كثيراً خياله واسع و نشيط و لديه فضول معرفي دائم. ويعتبر علماء الجرافولوجي أن الخط هو عبارة قراءة المخ أو قراءة للجهاز العصبي و الحركي عند الإنسان على الورق . و نحن نعيش في عالم تسكنه شخصيات إنسانية مختلفة الطباع والامزجة ولكل من هذه الشخصيات صفات محددة تميزها عن سواها .هذا العلم (الجرافولوجي) انطلق من مقولة (كونفوشيوس): (ما تخطه اليد هو بصمة العقل)، و مستدلين من نظرية أو حقيقة علمية تقول: من الناحية النظرية لا يوجد تشابه في الخطوط اي لا يوجد شخصان يكتبان بنفس الطريقة 100% فالخط مثل بصمات الأصابع لا يمكن أن تتشابه و كل خط يعبر عن الشخصية الفردية التي تختلف وراثياً وبيئيا و نفسياً من شخص لآخر. يقول عالم فرنسي إن الخط الرديء ينتج عن شخصية جميلة تكره الروتين و تحب التجديد و تقبل التغيير بسهولة و صاحب الخط الجميل يدل على شخصية مطيعة هادئة تتحلى بالأمان والمرونة وهم أكثر قدرة على الإبداع و الابتكار. بقي أن نقول إنه على الأهل و المعنيين بالتربية و السلوك التعليمي مراقبة و ملاحظة كتابات و رسومات أطفالهم فالرسم بالنسبة للطفل لغة للتعبير أكثر من كونه وسيلة لخلق شيء جميل. فالطفل في مراحله الأولى يرسم ما يعرفه لا ما يراه.والمبالغة و الحذف من سمات الطفل في هذه المرحلة حيث يبالغ في الرسم فيرسم والده أكبر من المنزل. و كلما تقدم الطفل بالعمر زاد إدراكه لنسب الأشياء في الرسم. وعن طريق الرسم نعرف الطفل إذا كانت لديه مشاكل نفسية وعقلية عندما نراه يرسم اليدين خارجتين من الرأس وعند عدم احكامه او تقديره للعلاقة بين الأشياء، وعندما نرى في رسوماته تكرارا آلياً للأشياء وقلة للتفاصيل وتشتتاً للأفكار، يمكننا معرفة أن الطفل يميل للعزلة إذا رأينا في رسوماته تصغيرا لحجم الوحدات المرسومة و اقتصار الرسم على جهة واحدة وفقدان التنظيم وعدم إكمال الرسمة وعندما يضع رسمته داخل إطار.. ويمكننا أن نعرف الطفل عدواني إذا كان في رسوماته مبالغة في حجم الفم واستطالة الاذرع و التأكيد على إظهار الأسنان و استطالة الأظافر. هذا غيض من فيض من علم كبير أخذ طريقة في كل نواحي الحياة.. |
|