|
الثورة
فنراه يغوص في أعماق كل من الرجل و المرأة حيث توزعت البروتريهات التي قدمها بين وجوه انثوية و أخرى ذكورية ، و كأنه يبرهن للمجتمع بأن كلانا رجالا و نساء نتقاسم الحياة و لا يمكن أن تكتمل اللوحة الحياتية إلا بوجودهما . فالحياة مترابطة لا يمكن أن يستغني أي طرف عن الآخر ، فكما المرأة لها دورها الفاعل في الحياة كأم و زوجة و صديقة و أخت ، كذلك لا يمكن أن نستغني عن أبطالنا و جنودنا و لكن قد تتفوق المرأة في جوانب كثيرة لأنها الأقدر على التفاعل مع الحياة في النهوض و الاستمرار مهما كبرت المعاناة . حملت اللوحات عناوين كثيرة تدخل ضمن اطار البعد الانساني من مثل لوحة « وجه أبي كما وجهي « جسد فيها الفنان لحظة وفاة والده و حزنه الشديد لأنه لم يستطع أن يتلقى كلماته الأخيرة ، و لوحة أخرى لامرأة تتحدى الزمن تحت عنوان « حتى الزمن» أما اللوحة الأبرز فكانت التي حملت عنوان « حكاية دمشقية « تتمثل فيها تلك الفسيفساء الحياتية التي تتباهى بها بلادنا بكل تفاصيلها . و كانت هديته المميزة لدار الأسد لوحة جدارية بقياس كبير تعبر عن الاحداث و الآلام التي تمر بها سورية حيث تم تنفيذها داخل الدار و بشكل مباشر أمام الجمهور بتقنية الاكرليك على القماش مع اضافة بعض المواد إليها ، هذا العمل البانورامي الجداري يقول الفنان : « رغم كل المعاناة التي يعيشها بلدنا لكنها منها نشأت الحضارات و إليها ستنتهي و سأقول دائما مازلت أحبك يا شام ، لماذا لا نبدأ من الآن ؟! « . ضم المعرض 18 لوحة بمضامين انسانية استطاع الفنان العوض أن يعبر عن انتمائه لهذا الوطن الأبي و قدم رسالة للعالم بأن سورية باقية دائما ورايتها خفاقة مهما حاول المعتدون النيل منها فهي الأقوى دائما بصمودها و عزتها و كبريائها . برهم العوض فنان تشكيلي سوري مواليد حضر عام 1965، تخرج في كلية فنون الجميلة بدمشق عام 1989، له العديد من المعارض الفردية داخل سورية كما شارك في بعض معارض دولية، وله تجربة مهمة في مجال الايقونات |
|