|
إضاءات ولم تمارس نفوذها لوقف تدفق الإرهابيين إلى سورية ووقف دعمهم بالمال والسلاح من الدول الإقليمية التي تأتمر بإمرتها والتي لا تستطيع أن تخرج عن طوعها إلا مواربة وتدللاً فقط. تقود روسيا جهوداً كبيرة في مجلس الأمن لإصدار قرار لتشديد الضغوط على تنظيم داعش الإرهابي والذي ينص مشروعه على ضرورة التزام الدول بمنع تمويل ومساعدة الإرهابيين وإدانة أي تعامل تجاري معهم سواء بالنفط أو بالتكرير وملاحقة الذين يتعاملون معهم ومنع دفع الفدية لخاطفي الرهائن. فالأنظمة المرتبطة بالقرار الأمريكي لا تلتزم بتطبيق أحكام القرارات المتعلقة بمكافحة الإرهاب والسبب أن واشنطن لا ترغب بذلك وما قامت به واشنطن من إجراءات لمكافحة الإرهاب كانت شكلية فقط ولأسباب كثيرة أهمها ضغوط الرأي العام الداخلي الأمريكي وعدم إمكانية الاستمرار بالسكوت عن خروج التنظيمات الإرهابية عن طوع الولايات المتحدة دون أن تتخذ إجراء مقابلاً، وكذلك لإعادة توزيع أدوار الدول الإقليمية وعلى رأس القائمة المملكة الوهابية يتبعها دويلة الغاز وصاحب الطربوش العثماني وسواهم من دول أقل مرتبة ووظيفة. وتأتي المواقف الأوروبية من محاربة الإرهاب بأشكال ملتبسة فإما متثائبة كالموقف البريطاني، أو داعمة للإرهاب نكاية كالموقف الفرنسي غير الناضج وغير المفهوم والذي يأخذ الأمر فيما يتعلق بدعم الإرهاب «في سورية على وجه التحديد» بشكل سطحي ولا يعرف إلى أين تؤدي خطورة تلك التوجيهات المتهورة ولم ينسَ بعد نار الإرهاب التي لسعته في قلب فرنسا ولم يتعظ رئيسها أولاند بل استمر في تهوره علناً بدعم التنظيمات الإرهابية في سورية بعد أن اشترت مملكة الشر الوهابية مواقفه وخضوعه المستمرة حتى سبق آل سعود في دعم تلك التنظيمات الإرهابية. وقد وصل عدد الإرهابيين من أوروبا الذين يقاتلون في صفوف الجماعات الإرهابية في سورية إلى ثلاثين ألف إرهابي، وهو ما سوف يثقل كاهل أوروبا مستقبلاً عندما تبدأ رحلة عودة الإرهابيين إلى بلدانهم. وتأتي المواقف الروسية الأخيرة استمراراً لقناعاتها بضرورة وجوب الذهاب إلى حل سياسي للأزمة في سورية، فقد تجاوز الإرهاب كل حدود العقل والمعقول في تمدده وما زالت تدعمه دول تتحدث عن مكافحة الإرهاب والدلائل تقول على عكس ذلك، فالوقت لم يحن على توقيت واشنطن لقلب عقارب ساعة دعم الإرهاب. ورغم ما تحدثه واشنطن من جلبة حولها ما زالت روسيا مستمرة في سعيها ومحاولاتها الجادة في إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية من خلال جمع أطراف المعارضة مع الحكومة السورية مرة ثانية في موسكو بعد النجاح المبدئي للقاء التشاوري الأول الذي عقد فيها والذي لقي تجاوباً سورياً سورياً كما لقي تقييماً إيجابياً من قبل المبعوث الدولي ديمستورا الذي التقى وزير الخارجية الروسي مؤخراً على هامش قمة ميونخ للأمن وبحث معه ضرورة توحيد الجهود في مكافحة الإرهاب في المنطقة، فهل زيارة ديمستورا إلى سورية تأتي بجديد في إطار جهود المنظمة الدولية التي تأخرت بالترحيب بنتائج لقاء موسكو أم أن واشنطن لم تأذن بعد بوقف دعم الإرهاب والذهاب باتجاه الحل السياسي المنشود في سورية؟! |
|