|
الصفحة الأولى وكما الخارجية السورية لم أكن أبداً لأراهن على تغيير في الموقف الأردني مما يجري في سورية... إنما توقعت رداً أقل وقاحة... ففي ردها قالت المملكة الهاشمية متعددة الجنسيات: إنها ستدعم المعارضة السورية «المعتدلة»..! هكذا دون مبرر! وليس في النظام الأردني من لا يعرف فوضى هذا التعبير «المعارضة المعتدلة»... وهزال الفكرة من أساسها... ويعرف أيضاً أنه وحده الجيش العربي السوري الذي يمكن التنسيق معه لمحاربة الارهاب، إن خلصت النيات وصدقت العزائم... لكن... هيهات... ليس في تاريخ العرش الهاشمي ما يمكن أن يشي بتعاون حقيقي صادق مع سورية... فكيف الأمر وسورية تواجه محنة حقيقية سببها الارهاب؟! في شهر أيار الماضي كتبت في هذا الموقع مقالاً بعنوان «الاردن.. الحرص والسلامة» يحوي رداً مسبقا على الموقف الاردني الراهن الدائم والذي نتوقع أن يستمر حتى ايقاع الهزيمة الكاملة بسياسته الكاملة. أقتبس من ذاك المقال: «لم يترك الأردن مجالاً للتآمر ومساعدة المتآمرين على سورية إلا وانخرط فيه .. إلى هـــــذا البعد أوذاك .. بإرادة كاملة منه أولا ... منذ البدء نصح الملك عبد اللـه بن الحسين بـ «التنحي» ثم تراجعت هذه النغمة والأردن عالم جيداً أن الذين استعجلوا إسقاط النظام في سورية، كانوا متسرعين ... وهويعلم اليوم أن في الأمر استحالة. لكنه لم يتردد يوماً في ترك طوفان المسلحين والارهابيين يدخلون سورية من أراضيه! وأكثر من مرة صدرت تصريحات من الأردن علنية تثبت ذلك». اليوم أقول: لا يفاجئنا الموقف الأردني وما زالت حساباته خاسرة وستتضاعف الخسارة عندما ينهي الجيش العربي السوري مهماته بالنصر، ولاسيما المعركة التي يخوضها اليوم في الجنوب السوري وحتى الجولان المحتل. ذلك أن دور الأردن فيما يجري اليوم في الجولان ومحافظتي القنيطرة ودرعا هودور الحليف الذي يخوض المعركة مع حلفائه وفي مقدمتهم الارهاب واسرائيل. «يعلم الأردن أن سورية المستمرة للسنة الرابعة على التوالي في مقاومة العدوان العسكري الفريد عليها ... لن تسقط ... وقليلة هي الدول العربية القادرة على مثل هذا الصمود ... لذلك ... للحرص ... للسلامة ... أيها الأردن أبعد أصابعك عن النار ... تستطيع السعودية أن تدفع لكم مالاً ... لكنها لن تشتري لكم وطناً آخر». وأضيف : لقد وقفت سورية دائماً وبإصرار لا تردد فيه أوتراجع عنه، مع حق العودة للفلسطينيين، وبالتالي وقفت مع الرفض الكامل للنيات الغربية الاسرائيلية في جعل الأردن وطناً بديلاً لهم . ما زال الفلسطينيون بلا وطن وما زال التآمر على قضيتهم قائماً...؟ لا تخافوا ... لن تخدعكم سورية ... ما زالت مع حق العودة الكامل والأكيد.. فقط لا تلعبوا بالنار. |
|