تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التزوير لايلغي التاريخ

حـــدث و تعــليـق
الخميس30-7-2009م
ناصر منذر

منذ عام 1967 تعمل الجماعات اليهودية و الحكومات الصهيونية المتعاقبة على وضع الخطط العملية لهدم المسجد الأقصى ،

وتقوم بتنفيذها بشكل متدرج بحجة اثبات مزاعمهم عن وجود الهيكل تحت المسجد.‏

و المخطط الاستيطاني الاسرائيلي الجديد الذي يتمثل بتوسيع الاقتحام للمسجد يأتي استكمالا لهذه الخطط الرامية لتهويد مدينة القدس ، وتغيير معالمها ، استنادا لأفكار تلمودية تريد المدينة خالية من السكان العرب ، و بالتالي فرضها كأمر واقع لا تستطيع الحلول النهائية ان تتجاهله.‏

ان وقوع الاقصى بالخطر الحقيقي باتت تؤكده الاقتحامات اليومية للمستوطنين تحت حراسة جنود الاحتلال و الدعوات التي يوجهها المتطرفون اليهود لتصعيد الاقتحامات بدءاً من اليوم لتبلغ ذروتها في التاسع من الشهر المقبل وهو مايسمى ذكرى خراب الهيكل حسب زعم هؤلاء ، ماهي إلا حلقة في سلسلة المخاطر التي تهدد المدينة المقدسة.‏

الاعتداءات ضد القدس و المسجد الاقصى ليست جديدة ولكنها أصبحت الآن اكثر خطورة مع اتجاه المجتمع الصهيوني الى التطرف ، وفي ظل حكومة يمينية عنصرية لاتريد السلام ، و لاتقيم وزنا لقوانين المجتمع الدولي، وتواجه دعوات السلام بالمزيد من الجرائم ، والسطو على أملاك المقدسيين ، وإحكام طوق الاستيطان وعزلهم وتضييق الخناق عليهم تمهيداً لطردهم واحلال المستوطنين مكانهم.‏

يظن قادة الاحتلال ومعهم المنظمات الصهيونية ان بامكانهم تغيير الحقائق ومسح التاريخ بممارساتهم العدوانية تلك ، متناسين ان حضارة القدس المتجذرة منذ اكثر من ستة آلاف عام لا يمكن ان تلغيها الافتراءات وتزوير الوقائع ، ومهما تمادوا بغطرستهم وعدوانهم ، فان القدس ستبقى تحافظ على عروبتها ووجودها ومكانتها.‏

وحتى تبقى كذلك ، فان العرب و المسلمين مطالبون بالتوحد الآن اكثر مما مضى للتصدي لمخططات الكيان الارهابي و الوقوف في وجه الهجمة الشرسة التي تستهدف وجود القدس وحاضرها و مستقبلها .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية