|
بيروت وأشار إلى أن تقرير ميليس غير موضوعي وغير حيادي واتى على ذكر أحداث ووقائع وشهادات تحوم حولها العديد من الشكوك والتساؤلات. الثورة في بيروت التقت الوزير ارسلان وسألته حول آخر التطورات على الساحتين العربية والدولية وكان هذا الحوار:* تحدث الرئيس بشار الأسد في خطابه الأخير بشكل واضح وحدد خيارين اثنين فإما الفوضى وإما المقاومة. ما رؤيتكم في الحزب الديمقراطي لهذا الخيار في ظل الظروف الراهنة? ** منذ الحركة التصحيحية يجب الاعتراف إذا ما تحلينا بالموضوعية والحياد أن سورية اختارت نهج الممانعة والمقاومة وذلك بأساليب كانت تختار وفق الأزمنة السياسية آليات مواجهتها, فعندما كان الزمن يتيح الخيارات العسكرية كان تشرين تاريخاً مشرقاً للعالم العربي في مواجهة اسرائيل, وعندما تغير الزمن غيرت سورية أدوات المواجهة فجعلتها سياسية بامتياز ما شكل, وعلى المستوى الاقليمي عقدة كبرى لا بل حاجزاً أخر الطموحات الأحادية ومنعها من تحقيق غايتها بالسرعة المنشودة. إن الدولة العظمى تتسابق مع عدد قتلاها في العراق وتريد أن تنجز الشرق الأوسط الجديد على أنقاض الدول المركزية, وكلما تعثر الشرق الأوسط الجديد تدنت نسبة المؤيدين لمن يتحكمون بالعالم وسورية ليست حديثة العهد بالمقاومة وهي بانتمائها إلى فلسفة نظامها تعيد إنتاج وفائها لنهج تاريخي هو في ثباته من أجل الحقوق العربية المسلوبة. ونحن في الحزب الديمقراطي اللبناني انتهجنا سبيل الممانعة فأكدنا وما زلنا هوية لبنان العربية وضرورة أن يصيغ لبنان سياسة داخلية وخارجية متناغمة ومتواصلة مع محيطه العربي المباشر وبطبيعة الحال فإن أي سياسة لا تخضع لبديهيات هوية لبنان العربية ستجعله دولة في مهب السفارات الأجنبية وهذا ما سيعيد لبنان إلى ممر لكل من يود أن يحقق مشاريع غريبة في منطقتنا ونحن كحزب وبالتواصل مع القوى الحليفة نفعل ما بوسعنا من أجل تحييد لبنان عن هذا القدر المرعب الذي يقترب إلينا بشكل متنام. * بات واضحاً أن المنطقة كلها تتعرض لاستهداف أميركي مباشر. ما رؤيتكم لطبيعة هذا الاستهداف? ** الحقيقة أن الاستهداف هو اسرائىلي بالدرجة الأولى, واسرائيل تحرك أدواتها الدولية ولم يعد خافياً على أحد الدور الذي لعبه الكيان الصهيوني في عرقلة قرارات دولية تتعلق بالأراضي العربية المحتلة وفي صياغة قرارات دولية أخرى تحقق مآرب السياسة العدوانية والتوسعية لهذا الكيان, ونحن في الحقيقة لسنا في مدار مختلف وإن كنا في حقبة مختلفة فما أشبه العام 1982 بما يحدث اليوم آنذاك كان الاجتياح عسكرياً أما اليوم فيتم دبلوماسياً واممياً ويغطي مساحة جغرافية كبيرة في العالم العربي والخليج من إيران مروراً بالعراق, فسورية ولبنان وفلسطين المحتلة, إن المطلوب أولاً وأخيراً خدمة أسواق تل أبيب ومرفأ عكا وجعل الشرق الأوسط الجديد بؤرة اقتصادية عاصمتها القدس الغربية كما يحلو للصهاينة أن يسموها, في هذه البؤرة يراد لنا أن نكون خداماً للكنيست الإسرائيلي لذلك يتم تأجيج الحديث المتنامي عن غليان سني وآخر شيعي وآخر كردي, وربما غداً ثورات قبلية وعائلية, وبعض الغرب يعمل ما في وسعه لتأتي هذه الثورات على الثروات العربية الثقافية منها والطبيعية. من هنا نستطيع أن نقرأ قمصان عثمان التي يتم رفعها والتلويح بها عالياً من أجل ضمانة تصادمنا بعضنا ببعض. * كيف ترون مستقبل لبنان القريب بوصفه جزءاً من الاستهداف الأميركي للمنطقة برمتها? ** لبنان ليس على ما يرام فلقد هزته قضية اغتيال الرئيس الحريري واحدثت شرخاً في المواقف وما كان ذلك ليكون طبيعياً لو أن الأمور لم تأخذ طابعاً جيو - سياسياً خطيراً دفع البعض الى المراهنات الكبيرة في لعبة الأمم, أما الحكومة الراهنة فهي في دائرة الالتباس, خصوصاً على ضوء ما تناهى الى اسماعنا من ازدواجية المواقف بحيث يعطي البعض للمبعوثين الدوليين وعوداً تنكر لاحقاً مع الشريك في الداخل. ان اعتماد السياسة الرمادية للحكومة اللبنانية سيضيع عليها الابيض والاسود والخوف ان تستمر جهود التدمير التي تقودها العولمة الجديدة دون ان يوفق اللبنانيون في مواجهتها بالظرف الملائم. لكن مستقبل لبنان يمكن أن يكون الأفضل إذا ما ارتضينا الوحدة الوطنية سبيل حياة وأعدنا صياغة سياستنا الداخلية والخارجية بما يجنبنا الخيارات الانتحارية التي وكلما ضعف النسيج اللبناني كان الغريب جاهزاً لدفعنا او دفع بعضنا باتجاهها. * منذ صدور القرار 1559 وبعد صدور تقرير ميليس بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ولبنان وسورية يتعرضان لسلسلة من التهديدات. برأيكم ما السبل لمواجهة هذه الضغوطات والتهديدات? ** لقد نزعت سورية كل مبررات التصعيد بتعاونها مع لجنة التحقيق الدولية والمسألة التي تغيب عن أذهان العديد من المتابعين تتعلق بالسيادة الوطنية, وهذا مفهوم يميل الى الاضمحلال بعد ان ارخت العولمة بثقلها على أطراف العالم بحيث حجمت القضاء وحجمت سيادة الدول على أراضيها وهذا الأمر في غاية الخطورة, ومن هذا المنطلق نستطيع ان نفهم الخلاصة المقبولة والمعقولة التي حاولت سورية ان تنجزها جامعة بين مفهوم السيادة من جهة واحترام القرارات الدولية من جهة أخرى. * كشف هسام طاهر هسام عن فريق لبناني عمد إلى ممارسة الضغط والترهيب على الشاهد المقنع للإدلاء بشهادته, ماذا بعد أن كشف هذا الشاهد حقيقة هذا الفريق وارتباطه? ** لقد سبق وقلنا مراراً وتكراراً أن التحقيق غير موضوعي وغير حيادي وقد أتى على ذكر أحداث ووقائع وشهادات تحوم حولها العديد من الشكوك والتساؤلات, وقد أتت الوقائع مؤخراً لتعري العديد من الاستنتاجات التي كان البعض قد تسرع في تبنيها. ونقولها بصراحة: بعد الخروقات التي تعرض لها تحقيق ميليس صار من الضروري إعادة النظر بمقاربات التحقيق لا بل ان هذا يجب أن يردع كل من تسول له نفسه التدخل أو التأثير أو الإيحاء أو المساعدة في موضوع دقيق كهذا, لأن لبنان بلد مسيس حتى العظم ومبدأ تصفية الحسابات غالباً ما ينسحب على القضايا القضائية. نحن نعتقد, لا بل على يقين أن كم ونوع التدخلات التي حصلت ودخلت على خط التحقيق قد أساءت إليه وإلى نوايا الصادقين في لبنان وسورية بمعرفة الحقيقة العارية. نؤكد أخيراً أن تعرية الحقيقة تبدأ بإلباسها حقائق البعض الذاتية والخاصة أما الحقيقة العارية فتبدأ بتعريتها من حقائق هذا البعض. |
|