|
الصفحة الاخيرة - نوافذ أن تنشري ميتاً لا ترهقي حرجا قالت بدائك مت أو عش تعالجه فما ترى لك فيما عندنا خرجا قد كنت حمّلتنا غيظاً نعالجه فإن بعدنا فقد عنّيتنا حججا حتى لو استطيع مما قد فعلت بنا أكلت لحمك من غيظ وما نضجا هذه الأبيات لعمر بن أبي ربيعة, ولو كان ابن عصرنا لاستبدل البغلة بالكلبة أو القطة كتلك القطة التي عرضت على شاشة إحدى محطات التلفزيون منذ أيام أنها لجأت إلى حاوية في ميناء ميامي- أميركا- فحملتها إحدى البواخر عبر المحيط إلى فرنسا, ثم عادت بها إلى ميناء شيكاغو, فعثر عليها وقد عرفت من قلادة في عنقها مكتوب عليها اسمها واسم طبيبها البيطري الخاص. وضعتها إحدى شركات الطيران على مقعد خاص بها, وأرسلتها في الدرجة الأولى بقفص ثمين إلى ميامي مع مرافق أقعدته في مقعد بجانبها. ثمن البطاقة هو 9000 دولار. ولعل أول ما يلفت النظر هذه النزعة الحيوانية عند الغرب, الممثلة الفرنسية بريجيت باردو كرست حياتها بعد اعتزالها التمثيل لجمع المفاتيح والرفق بالحيوان. وفي باريس حتى لا يزعجوا الكلاب كي يقضوا حاجتهم بحرية على الأرصفة وظفوا عدداً من راكبي الدراجات يطوفون في الشوارع ومع كل منهم عصاة يمدّها فيجذب بها الأوساخ لينظف الأرصفة. سيدة سورية أرادت أن تشتري كلباً من سوق الكلاب في باريس فطلبوا منها عدداً من الوثائق أهمها أنها تنتمي إلى عائلة غنية معروفة. إنهم لا يفرطون بكلب واحد. في العام 1957 أطلق السوفييت قمراً صناعياً يدور حول الأرض وضعوا فيه أول كائن حي هو الكلبة (لايكا) فأقامت جمعيات الرفق بالحيوان على طول الغرب وعرضه مظاهرات جندوا فيها الكلاب وحشوداً من الناس يستفظعون العملية. إنها (النزعة الحيوانية الحقيقية) تنبثق من قلب الحضارة المشمخة برقة القلوب لا ( النزعة الإنسانية المزيفة) تتفجر من حقائق النفوس فيهلك ملايين البشر في الحروب والجوع والكوارث. عن القطط: حديث عن الرسول (ص) أن امرأة دخلت النار في قطة حبستها. والصحابي الجليل أبو هريرة كان يصطحب قطة يطعمها ويسقيها ويعنى بها. تشرشل كان لا يأكل إلا إذا جلست القطة على مائدته, والشاعر الإيطالي بتراركه صنع تمثالاً لقطته. وبالمقابل كان ايزنهاور إذا رأى قطة أطلق الرصاص بجانبها, والشاعر الإنكليزي تشيلي كان لاينام إلا إذا تأكد أنها ليست تحت السرير. أما الإمبراطور نابليون بونابرت فقد سمعه حرسه الخاص يصرخ فدخلوا عليه وإذا بقطة دخلت غرفته فأمرهم أن يطلقوا عليها الرصاص. إن أهم غريزة عند القطة هي غريزة الصيد فإذا ما أحست بفأر انقضت عليه كالسهم وغرست مخالبها فيه ووضعته بين أنيابها, وانسلت بسرعة الريح تختفي في زاوية لا يراها بها أحد لتقضمه بمزاجية وأمان. حتى إذا كنت تطعمها ومددت لها قطعة لحم كبيرة فإنها تخطفها وتهرب لتأكلها في الخفاء. ولا شك أن قطة ميامي رغم ما يقدم لها من معلبات معقمة شهية, ورغم أنها تنظف بالشامبو من البراغيث.. فإنها ارتدت إلى أصلها وتبعت فأراً إلى الحاوية وقامت بسياحتها إلى فرنسا وشيكاغو. ولعل ال (CIA) أرسلوها إلى العراق لتدريب المرتزقة الذين يتقاضون أجوراً خيالية من السيد دبليوبوش على القنص ليكونوا أكثر دقة في تمزيق أجسام المدنيين العراقيين أطفالاً ونساء وشيوخاً لا لنقص في استعدادهم ولكن ( زيادة الخير خير). وليكونوا ذريعة بيد السيد بوش ومعاونيه لإلصاق التهم بأبي مصعب الزرقاوي وسواه. أو لمراقبة صفقات إعادة الإعمار, وصفقات استثمار النفط العراقي لمدة أربعين سنة التي تعقدها الشركات الأميركية مع الحكومة العراقية الكرتونية. أو للانضمام إلى محامي الدفاع أو الادعاء في محاكمة صدام حسين وجماعته, سيان مادامت الغاية تحقيق الديمقراطية والعدالة باعتبارها أميريكية المولد والنشأة. رغم أن بوش ومعاونيه ضربوا عدداً من العصافير بحجر واحد باختيار حادثة الدجيل: -الامعان في تمزيق الشعب العراقي بإثارة النعرات الطائفية إلى أقصاها. -الاكتفاء بهذه المحاكمة لاستخلاص العقوبات القصوى بحق صدام وجماعته بغاية الابتعاد عن التطرق للمذبحة الأهم ( مذبحة حلبجة) حتى لا تثار الفضائح في أنهم هم الذين زودوا صدام بأسلحة الدمار الشامل. -إقناع الكونغرس والشعب الأميركي والعالم أن بوش وضع يده على جذور الإرهابيين وها هو يأمر بمحاكمتهم محاكمة عادلة, ولا أستبعد الظن في تأهب وزير العدل الأميركي السابق للمشاركة بالدفاع. وقد أرجعتني هذه المحاكمة إلى العام 1959 عندما كنا في المرحلة الاعدادية نتابع على الهواء مباشرة من الإذاعة مسلسل ( محكمة الشعب) التي كان يرأسها فاضل المهداوي والتي أسسها عبد الكريم قاسم بعد ثورة 1958 لمحاكمة القوميين الذين حاولوا الانقلاب عليه. في إحدى الحلقات قال أحد المتهمين يدافع عن نفسه: أنا مثقف..) فانقض عليه المهداوي قائلاً: تعلمني معنى الثقافة? آكو ثقافة عامة, وآكو ثقافة خاصة.. واندفع يشرح معنى الثقافة الخاصة والعامة مدة تزيد على الربع الساعة ثم استدرك قائلاً: ماكو مثقف إلا الزعيم) فقاطعته أصوات المرددين ) عاش عاش الزعيم الأوحد, ماكو زعيم إلا كريم) فصاح المهداوي في الحرس :) سلام خذ) فسمعنا خبط الأقدام على الأرض. وأعيدت قطة ميامي إلى فضائها الرحيب, مسقط رأسها, ونحن كناقة الشاعر: أقول لها وقد جشأت وجاشت مكانك تحمدي أو anhijazi@scs-net. ">تستريحي anhijazi@scs-net. org |
|