|
نافذة على حدث رغم الأصداء التي عكسها اللقاء في الشارع السوري، ومشاركة شخصيات من شرائح وأطياف مختلفة، وقوى سياسية وحزبية ومستقلة ومعارضة فيه، فإن الجهات المرتبطة بالخارج والمرتمية بأحضانه قللت من أهميته، لاعتقادها بأن الخارج حريص أكثر من أبناء الوطن الشرفاء على النهوض به ونقله إلى شاطئ الأمان بما يتوافق مع تطورات العصر. إيمان المتحاورين بمصلحة الوطن العليا، وأمن الوطن والمواطن وكرامة البلد، والثوابت الوطنية التي لا تقبل المساومة، وعدم إلغاء الآخر، عوامل أساسية تبنى عليها جميع الحلول للمشكلات التي تواجهنا، وتحصن البلاد لمواجهة أزلام المؤامرة وأدواتها الرخيصة، انطلاقاً من أن الحوار البناء والشامل مسؤولية وطنية، يجب أن يتسابق إليها الغيورون لإبداء آرائهم وأفكارهم واقتراحاتهم والدخول إلى قلب الحدث، ووضع مطالبهم المحقة وهمومهم على الطاولة، للحفاظ على مكتسبات الوطن ومصالحه، وتأمين حياة كريمة ومثالية للناس، لا أن يتسابقوا إلى قنوات التحريض والفتنة، لبخ سمومهم في عقول التنظيمات المسلحة والخارجين عن القانون أصلاً، وحتى المستمعين العاديين لزيادة التأثير عليهم وإيهامهم بأن كل ما أنجز حتى اللحظة لاقيمة له. فمن لا يريد الحوار، لا يريد الخير والاستقرار لسورية، وسيبقى أداة حادة ممسوكة بأيادٍ إسرائيلية وأميركية وغربية لتقطيع أوصال البلاد، وتقسيمها إلى دويلات ضعيفة يسهل التحكم بها، ومن ثم يتسابق هؤلاء للاعتراف بها والتقرب منها لجعلها تابعة اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية. إذاً الحوار العقلاني والجدي يبقى الخيار الأنجع، لإسهامه في تدوير الزوايا، وقراءة المشكلة من جميع الجوانب، وبالتالي إزالة الخلافات ونبذ الأحكام المسبقة، والحيلولة دون تنامي الطاقات السلبية التي تفرز شحنات لتهديم بنيان المجتمع وتأجيج الأزمة المفتعلة أساساً، وتعزيز الفتنة التي أيقظها البعض لخفة عقولهم وانسياقهم الأعمى وراء ثلة لا همّ لها سوى تحقيق أهدافها، ولو كان ذلك على تلال من الجماجم وزهق الأرواح وسفك الدماء. |
|