|
شؤون سياسية فالجيش الأميركي وحلفاؤه في حروب متزامنة تشن الغارات بالصواريخ والطائرات بلاطيار وعمليات الاغتيال التي تقوم بها قوات خاصة في خمس دول مختلفة : العراق وأفغانستان وباكستان وليبيا واليمن. والأفكار المناهضة للحروب أيضاً تقمع في مهدها إما تحت التهديد بالتعرض للمحاكمات أوالترهيب النفسي وإما عن طريق الشراء بالمال ، فأي مفكر مناهض إن كان ضعيف النفس وخاف وخشي قد يسكت إذا كان المبلغ كبيراً. وتظل معاداة السامية سيفاً مسلطاً على رقاب معظم المفكرين الأحرار الذين يناهضون حروب الصهيونية والامبريالية حول العالم. فاحتلال العراق كان من قبيل تلك الحرب حيث هندسها شارل بيرل الملقب بأمير الظلمات، واليوم نرى برنار هنري ليفي الذي حضر في كل الدول آنفة الذكر التي تقصفها أميركا بالطائرات دون طيار وبالصواريخ، ورغم أنه فرنسي الجنسية جزائري المولد، فهو صهيوني حتى العظم وهو يقدم صورة تخلي فرنسا عن مفكريها العظماء وأدبائها في القرون الماضية، فغدا هناك شرخ مابين أصحاب الأفكار الجمالية والإنسانية ومابين ساسة فرنسا الذين يستنزفون قوى فرنسا لمصلحة الولايات المتحدة ويرتكبون جرائم حرب لمصلحة إسرائيل أيضاً، ماسيجعل فرنسا تخسر كل أصدقائها لأنها قبلت بنظام السيطرة العالمي. ويلقب هنري ليفي بالفيلسوف ولن نخوض في فلسفته ولكن أقل ماقيل في تلك الفلسفة أنها فلسفة القاع وفلسفة الجنون وفلسفة الظلام وغالباً اسم فلسفة ونتنياهو وهو رأي ليفي معروف في فرنسا بإرهابه للمفكرين الفرنسيين بذريعة معاداتهم للسامية فإن انتقدوا شركة متعددة الجنسيات يقودها أميركيون صهاينة أوأوربيون صهاينة يصيبهم الويل والثبور. برنار هنري ليفي غدا الإمبريالي العالمي، فتارة في ليبيا وأخرى في مصر أثناء أحداث الثورة وأخرى في السودان وغيرها وقبل 12 عاماً كان في صربيا التي قسمت ومات في الحروب الناتو فيها الآلاف وآلاف اللاجئين واستقلت عنها كوسوفو التي غدت إحدى أكبر القواعد الأميركية في أوروبا الشرقية ومرتعاً لغسل الأموال والفساد والقمار. سمعنا عن ثأر عالمي في سبعينيات القرن العشرين ولكن شتان مابين ثأر عالمي وإرهابي عالمي مثل برنار ليفي الذي يخوض في المؤامرة على سورية اليوم في هجمة إمبريالية شرسة على الأمة العربية والمقاومة وخيارها حيث المستفيد الأول هو إسرائيل. فجاءت المؤامرة على أيادي من يزعمون أنهم سوريون مستقوون بالخارج تحت شعارات ديمقراطية زائفة ممولة عن الخارج ومدعومة أجنبياً برفع السلاح عن منظمات تكفيرية وطائفية لاتريد إصلاحاً ولاتغييراً بل دماراً وخراباً لسورية . فلنر كيف فقد هؤلاء إنسانيتهم وسوريتهم ! إذ يطالع خدام العالم الامبريالي بدعوة جديدة لحلف شمال الأطلسي للتدخل في سورية، على غرار ليبيا في المؤتمر الذي نظمه الإرهابي العالمي هنري ليفي وحضره معارضون سوريون إضافة إلى عضو الكنيست الإسرائيلي غولد فارب وصهاينة آخرين شغلوا مناصب في وزارة خارجية إسرائيل وقد اعترف برنار كوشنير أن الغاية ممايجري في سورية ليس الإصلاح بل التخلص من الممانعة والمقاومة وكسر محور حزب الله وحماس وإيران ودمشق. إسرائيل التي ارتكبت آلاف المجازر بحق الشعب العربي وتحتل أراضي عربية، تجلس معارضة الخارج مع ممثلها للمساومة من أجل الوصول إلى كرسي الحكم في سورية فاقدين كل معنى للإنسانية وكل معنى للمواطنة الصالحة! ألا يجدر نزع الجنسية السورية عن أولئك ؟ لاغرابة قد تمنح فرنسا والولايات المتحدة الجنسية السورية لبرنار هنري ليفي عن طريق مجلس الأمن حتى تستقيم معارضته لسورية وتكتسب جمعية « نجدة سورية» التي أسسها الشرعية ! وتباً لكلاب فتح الطريق أمام الإمبريالية، كما فتحوها في العراق وليبيا ولبنان وغيرها. |
|