|
التايمز وكان آخرها اسقاطها لطائرة تابعة لحلف الناتو من دون طيار ويزداد فشل الحملة العسكرية على ليبيا يوماً بعد يوم إثر تكبد تلك القوات الدولية المزيد من الخسائر العسكرية وارتفاع فاتورة هذه الحملة ناهيك عن عدم دقة الاصابات العسكرية للأماكن المراد استهدافها وهي تدمير البنية التحتية للقوات الليبية على العكس من ذلك فهذه الحملة العسكرية أخطأت أكثر من مرة في تسديد الهدف وساهمت في سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء من المدنيين ما زاد الطين بلة فبدل أن تأتي هذه القوات الدولية لحماية الليبيين كانت سبباً رئيسياً في قتلهم والتضحية بهم والمعارضة الليبية بدأت تعترف بالخطأ الذي ارتكبته عندما جيشت العالم لإسقاط النظام في ليبيا فمنذ الساعات الأولى لهذا الغزو وتحدث الناطق باسم الخارجية الليبية وقال آنذاك بأن الدول التي ستساهم في غزو ليبيا ستندم إذا دخلت بلادهم وأنهم لهم بالمرصاد حتى لو طال عمر هذه الحملة لفترة طويلة جداً والحقيقة أنهم كانوا يقصدون ما يقولون وكانوا مدافعين أقوياء عن أراضيهم وحرمة بلادهم وأثبتوا للعالم بأن حرمات وسيادات الدول لا يمكن انتهاكها هكذا وبدون وجه حق، وأن زمن استعمار الدول الآمنة قد ولى إلى غير رجعة، واليوم يبدأ الحديث في دول حلف الناتو عن تلك الخسائر العسكرية التي أصابت الحلف نتيجة فرضه حظر جوي على ليبيا وبدل أن تساعد قوات المعارضة الليبية في التقدم نحو الأمام ساهمت في تراجعها، وهؤلاء رجالات المعارضة الذين عولوا كثيراً على الدول الغربية اكتشفوا بأن الغرب تركهم يحاربون في ساحات الحرب على أراضيهم مع أخواتهم وأولاد عمومتهم بأسلحة بسيطة في مواجهة أسلحة قوية تابعة للقوات الحكومية والتي كانت معدة أصلاً للدفاع عن حدود ليبيا في الخارج وليس داخل أرضيها، ولم يكن يتوقع الليبيون يوماً بأنهم سيوجهون بعضهم بعضاً إرضاء لنزوات استعمارية هدفها إضعاف ليبيا والاستيلاء على ثرواتها ومازال الوضع العسكري في ليبيا يتأرجح بين كر وفر على قاعدة لا غالب ولامغلوب دون حسم، هذا ما يريده حلف الناتو بالضبط ليطيل فترة بقائه في ليبيا لأطول فترة ممكنة حتى يتمكن أكثر من النفط الليبي ولو أراد هذا الحلف إنهاء الوضع العسكري في ليبيا لكان له ذلك ولكنه سعيد على ما يبدو بالبقاء على الأراضي الليبية وهو يقسمها إلى مقاطعات وساحات معارك حقيقية يدفع فاتورتها الشعب الليبي ويحول الغرب التغطية على فشل حملته العسكرية بانتزاع اعتراف دولي بالمجلس الانتقالي الليبي، وهو يحاول اليوم أي حلف الناتو طلب تعزيزات عسكرية جيدة ومحاولة تسليح المعارضة الليبية بأسلحة متطورة أكثر من تلك التي يمتلكها لمواجهة القذافي، وهم يتفرجون على الدم الليبي الذي يراق من قبل الطرفين المتنازعين من أفراد الشعب الواحد وأثناء حديث متلفز للزعيم الليبي أعطى أرقاماً حقيقية غير قابلة للنقاش عن استهداف الناتو للمدنيين الليبيين وأن الناتو ساهم في تفتيت ليبيا وإغراقها في آتون حرب أهلية لا يعلم مداها إلا الله فأي حقوق إنسان يتكلم عنها الغرب وأي حماية للمدنيين يتحدثون عنها وهل الحروب الأهلية والانقسام بين أفراد البيت الواحد هو شيء حضاري وديمقراطي نترك هذا السؤال برسم الشعب الليبي والمعارضة الليبية التي جلبت الويلات إلى ذويها باستعانتها بالغرب. بقلم: مارتن فليشر |
|