|
لوفيغارو لقد استمرت الحملة العسكرية على أفغانستان عشر سنوات والحرب على العراق بدأت قبل ثماني سنوات أيضاً. فالحرب البعيدة هذه أنهكت الشعب الأميركي الذي سقط جنوده ضحية لقادته. ففي استفتاء أجرته بيوسنتر تبين أن 56٪ من الشعب الأميركي يرغب بعودة الشباب الأميركي إلى وطنه، فقد ارتفعت نسبة مؤيدي انسحاب القوات الأميركية من حروبها الخارجية 16٪ من عام مضى، قد تؤثر هذه النسبة بقوة على قرار باراك أوباما حيث أعلن مؤخراً انسحاب عشرة آلاف رجل في هذا العام من الأراضي الأفغانية وثلاثة وعشرين ألفاً آخرين قبل نهاية أيلول 2012. الأمر لايتعلق فقط بعدد القتلى الذي تجاوز 1600 إنما يتعلق بأمر بذات الأهمية ألا وهي الجروح الأخلاقية والنفسية على الجنود الذين يعودون من تلك الجبهات وأيضاً تكلفه الحرب، والشعور بأن أميركا لايمكن أن تكون بعد اليوم دركياً للعالم فيما اقتصادها يعاني ويعاود بناؤه. من الملاحظ على كل الأحوال انعكاس متقهقر واضح. «فكره بناء جسور مع بغداد وقندهار وليس مع بالتيمور ومدينة كنساس غير مفهومة»هذا ماعلق به عمدة لوس أنجلوس أنطونيو فيلا ريغوزا، الذي انتخب رئيساً لمؤتمر العمدة الأميركيين، كما توجهت صحيفة يواس ايه توداي في افتتاحيتها لأوباما بقولها:« أوباما لاتحول هذه الحروب إلى حرب واترلو». الاستفتاء ذاته الذي أجري تبين فيه أن الأميركيين لايتهمون واقع استخدام القوة في أفغانستان، فهناك شريحة واسعة من الأميركيين تبرر التدخل الأميركي وهذه النتيجة تعارض حجة الحركة السلمية المشابهة لتلك التي تمكنت من وضع حد للحرب على فيتنام. من وجهة النظر هذه نجد أن فرضية المحلل روبيرت كانمان التي تقول إن أميركا هي ابنة المريخ (إله الحرب عند الوثنيين) بينما أوروبا ابنة فينوس (آلهة الحب والجمال عند الرومان) فرضية صحيحة ، إلا أنه وبعد مرور عشر سنوات للحرب على أفغانستان، يشكك الرأي العام بإمكانية «القيام بأمر مختلف» على هذه الساحة السياسية والعسكرية (المضطربة) حيث الكثير من الجيوش والامبراطوريات فشلت، هذا ولايفوتنا أن 56٪ من الأميركيين يظنون«بضعف احتمال استمرار حكومة أفغانية مستقرة بعد انسحاب القوات الأميركية». لايمكن اقتصار الظاهرة ضمن معسكر سياسي إذا كان الديمقراطيون أكثر عدداً لإعلان الانسحاب حيث يبلغون الثلثين إلا أن الانعزاليين يتزايدون في صفوف الجمهوريين، وتقليدياً هم أكثر تدخلاً في شؤون الغير 43٪ من بينهم يرغبون بإعادة انتشار المجموعات العسكرية، بينما لم تتجاوز نسبة المطالبين بذلك العام الماضي الـ 33٪. تأثير(نفوذ) الحركة المحافظة (تي بارتي) تركز على مسائل الضرائب والدين العام.الذي بدا حاسماً حيث تضاعف عدد مؤدي (تي بارتي) للانسحاب خلال عام، وهذا بعد أن تم انفاق/112/مليار دولار هذا العام على الحملة العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة على أفغانستان... بقلم: لورماندفيل |
|