|
فضائيات واشتغلت طويلا على تسطيح وعي المشاهد العربي...محاولة أن تصيغ له عالما مبهرجا من الألوان.. يجعله مستلبا بعيدا،يرى في كل ما يفعله الغرب قدوة ..وتكثر له من تلك الجرعات بأشكال شتى... هاهي تتخلى عن تلك الصناعة لتنصرف الى مجالات جديدة ..ربما وجدت أنها أجدى ..لقد تفرغت اكثر القنوات لمهمات إسقاط الانظمة في المنطقة العربية..ولكن أي أنظمة..انها انظمة البلدان الاخرى بعيدا عن أراضيها ... بينما كل ما يحدث لديهم مقدسا ممنوع المساس به..وهناك كل شيء مباح... اهتمامها المفاجئ محير...تنتقل دون مقدمات من اشتغالها على تسطيح الوعي العربي وتحديدا الشباب ..الى بث كل ما من شأنه ان يجيشهم لصالح (أجندات)تريدها تلك المحطات..وبتنا جميعا نعرفها... لماذا لم تهتم منذ البداية بوعي الشباب العربي ولابما يهمه... وابتعدت عن الثقافة وكأنها وباء ينبغي تجنبه ...وانصب اهتمامها على صنع سوق فضائية كبيرة تلائم منتجها البرامجي..هكذا رأينا كيف كانت تضخ الدراما وكأنها سلعة موسمية... المزايدات ترتفع عليها وفقا لاقبال تلك الفضائيات أو رفضها لها..حتى النجوم تحولوا الى سلعة في سوق معاييره هشة بطريقة مهينة... البرامج المنوعة الترفيهية وبعد فترة من الزمن وبعد أن فقدت بريقها..طورت الفضائيات مفهوما مختلفا اتجه الى الفضائحي... المدهش حاليا أن تلك الفضائيات التي انتهجت كل ما من شأنه ان يغيب وعي الانسان العربي..وكل ما من ِشأنه أن يملأ جيوب أصحابها ..فجأة انقلبت على نهجها وأصبحت تهتم بالشأن العام وبحرية الشعوب...انقلاب يترك لًحاب العقول الذكية و للزمن مهمة الكشف عن تفاصيله ..! |
|