|
مسرح النص المسرحي مختزل كتب بلغة بصرية ومشاهد شيدت بأسلوب توليف سينمائي برؤية معاصرة ومعالجة هي مزيج بين الغنائية والتحليل النفسي. تقول إيدموندسن في المقدمة: قرأت الرواية للمرة الأولى شغلتني قصة حضور ليفين الشخص الحاد الطبع الغضوب قلبت الأوراق بسرعة بانتظار أن تظهر آنا، ودهشت حين اكتشفت أن مخرجة العمل نانسي لها استجابات معاكسة تماماً فقد كانت واقعة في شراك قصة ليفين في حبه لكيتي وبحثه الدائم عن مغزى للحياة. حين قرأت الرواية مرة ثانية بدأ ليفين يجتذب انتباهي إلا أن السؤال الذي بدأ يشغل ذهني حقاً هو: لماذا اختار تولستوي أن تكون هاتان القصتان معاً؟ وما العلاقة التي تربط بين آنا وليفين؟ بحثنا عن أجوبة وأدركنا فوراً أن عملية الإعداد ينبغي أن تتضمن كلتا الشخصيتين بمعنى آخر، آنا كارنينا دون ليفين هي مجرد قصة رائعة كئيبة وشجية إنها قصة حب أساساً لكن لو تضمنت إلى جانبها قصة ليفين فستصبح شيئاً آخر عظيماً. في آنا كارنينا قررت المعدة أن يكون ليفين وآنا على خشبة المسرح طوال العرض لا يلتقيان سوى مرة واحدة قرب النهاية وهما يتحدثان إلى بعضهما رغم أنهما في الرواية المعضلة أن قصة ليفين وشخصيته لم تكونا مبنيتين بناء درامياً في الرواية. استخدمت ايدموندسن تقنية ذكية ومبتكرة لسرد الأحداث والانتقال بسلاسة من مشهد إلى آخر وذلك أن جعلت من ليفين وآنا الشخصيتين الرئيسيتين بمثابة معلقين متناوبين على ملاحقة الأحداث ومتابعة مساراتها، فما أن ينتهي حدث حتى يتبعه حدث آخر عبر وسيلة محكمة وهي أن يسأل أحدهما الآخر عن مكان وجوده أين أنت الآن؟ مسرحية (آنا كارنينا) صدرت عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة وهي ضمن السلسلة المسرحية. |
|