تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قمامة طرطوس!!

بلا مجاملة
الخميس 14 /9/2006م
هيثم يحيى محمد

لم يكن في ذهني أن اكتب في زاوية هذا الاسبوع عن مكب قمامة طرطوس ومنعكساته الخطيرة على سكان المدينة ولا سيما أنني كتبت عن هذه القضية عدة مرات في الأسابيع القليلة الماضية.

لكن ما حصل لمدينة طرطوس وسكانها نهاية الأسبوع الماضي وبالأخص مساء وليل الجمعة اضطرني للعودة مجدداً لهذه القضية التي تنغص حياة الناس القاطنين في المدينة بشكل عام والقاطنين في أحياء (المجد -الجمعيات -الغمقة -الكرامة -المحطة) بشكل خاص خاصة وأن السائقين شغلوا الاضواء الكاشفة في سياراتهم عند المرور في تلك الأحياء!!‏

وما حصل لا يقبله منطق ولا قانون.. ولا عقل.. ولا يتحمله أي إنسان صغيراً كان أم كبيراً.. ولو كان مواطناً عادياً.. أو مسؤولاً.. وهذا ما عكسته الاتصالات الخلوية التي تلقيناها حيث وجه أصحابها كل ما يمكن أن يشفي غليلهم.. ويفش خلقهم من الجهات المسؤولة عن معالجة وضع القمامة ومكبها الحالي الملاصق للمدينة.. ولدرجة أن بعض المتصلين طلبوا منا أن نكتب بقسوة نستخدم فيها عبارات غير لائقة بحق المسؤولين المعنيين الذين فشلوا في المعالجة حتى الآن.. تاركين الناس يعيشون الألم.. والمرارة.. وهم يستنشقون الروائح الكريهة والهواء الملوث نتيجة الدخان الاسود المتصاعد من (المكب) والمتجه إلى المدينة مباشرة مع كل نسمة شرقية أو جنوبية شرقية كما حصل يومي الخميس والجمعة الماضيين وكما حصل في مرات عديدة سابقة!!‏

وفي هذا المجال أقول وبلا مجاملة إن ابناء مدينة طرطوس معهم كل الحق فيما ذهبوا إليه من اتهامات بحق مسؤولي مدينتهم.. ومسؤولي حكومتهم (المعنيين). أولاً: ان معالجة المشكلة تأخر كثيراً رغم الوعود الكثيرة ورغم الحاجة الملحة.‏

وثانياً: لأن المكب الحالي تحول من (المؤقت لثلاثة أشهر) إلى شبه الدائم رغم امتلائه ورغم عشوائيته ورغم مخاطره على الإنسان والصحة العامة والبيئة ..الخ!! أخيراً: أنوه إلى أن من دخل مدينة طرطوس ليل الجمعة الماضي وهو من خارج سكانها ظن للوهلة الأولى أنه في مدينة للضباب لكنه اكتشف بعد أن زكم انفه بالروائح الكريهة الناتجة عن هذا (الضباب) أنه يمر في مدينة (منكوبة) من ضباب غير طبيعي.. ضباب أسود.. صادر عن قمامة تحترق في الموقع بقصد أو بدون قصد.. وتحرق أعصاب الناس.. وتنغص حياتهم.. وتضرب صحتهم!!‏

althawra.tr@mail.sy‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية