تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الدراجات النارية...?!

ع.المكشوف
الخميس 14 /9/2006م
عبد الحميد سليمان

ظاهرة انتشار الدراجات النارية بكثرة هذه الأيام تثير الانتباه وخاصة في الريف حيث تخترق جدار الهدوء في القرى الجميلة التي لا يعكر صفوها إلا أصوات تلك الآلات النارية, وقد أحسن من سماها بالدرجات النارية, لأن خطرها على راكبيها وعلى المارة وحتى على السيارات ينشب في أية لحظة كالنار التي تخلف وراءها الأذى والضرر!!

والذي يميز هذه الدراجات النارية أنها غير نظامية إلا ما ندر وقد دخلت إلينا بطرق غيرمشروعة وهي لا تحمل لوحات تدل عليها, وكثيراً ما يرتكب سائقوها حوادث مؤسفة تلحق بهم وبالآخرين الأضرار الجسدية والمادية.‏

وعلى الأغلب فإن راكبي هذه الدراجات من الشبان الصغار والمراهقين الذين يسيرون بسرعات عالية وعلى طرقات غير مأمونة ولايعرفون أبسط أصول قواعد المرور ولا يلتزمون بها, ولا يرتدون خوذات واقية على رؤوسهم, وكأن الأمر لا يعنيهم!!‏

صحيح أن الدراجة النارية وسيلة نقل فردية غير مكلفة كثيراً وباستطاعة الكثيرين اقتناء واحدة منها بسهولة ولكن يمكن تنظيم عمل هذه الدراجات والسماح بتسجيلها بشكل نظامي مقابل الرسوم السنوية والتقيد بكافة الشروط المالية والفنية مع ضرورة الحصول على شهادات سياقة تسمح بقيادتها وتوثيق عددها وأماكن تواجدها ووضع لوحات نظامية تعرف بها.‏

لقد تكاثر عدد الدراجات النارية, خاصة في الريف وقراه بشكل كبير وأصبحت تشكل خطراً على المارة في الطرقات لأنهم معرضون في أية لحظة لخطر تلك الدراجات, التي أصبحت كالذباب لكثرة عددها, فمثلاً في إحدى القرى الجبلية الصغيرة يوجد أكثر من 40 دراجة معظمها غير نظامي, وهي تسرح وتمرح في الطرقات وتهدد المارة بالخطر عدا الازعاج الناجم عن أصواتها جراء التشفيط والسرعة الهائلة.‏

وبسبب قلة الخبرة في قيادة هذه الدراجات فنادراً ما ينجو سائقوها من الأذى كالكسور والتشوهات وقد تكون الحوادث مميتة في بعض الأحيان!!‏

ونحن لانقصد من وراء إثارة المشكلة إلحاق الضرر بأحد, ولكن على العكس تلافي الضرر من خلال تنظيم عمل الدراجات النارية وتسجيلها والتأكد من جاهزيتها الفنية وتطبيق كافة الشروط التي تنطبق على الدراجات النظامية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية