تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءات في الصحافة الإسرائيلية .. علينا تضييق الخناق على الأسرى الفلسطينيين !!

ترجمـــــــــــة
الخميس 14-7-2011
إعداد وترجمة :أحمد أبوهدبة

في خطوة مبيتة أعلن رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي عن اتخاذ سلسلة من العقوبات بحق الأسرى والمعتقلين العرب في السجون الإسرائيلية، تتضمن سحب الكثير من الحقوق والامتيازات التي حققها الأسرى بعرقهم ونضالاتهم عبر العقود الأربعة الماضية من تاريخ الصراع،

وأفادت صحيفة معاريف في تقرير لها:« أعلن نتنياهو قائلا: «نحن نتخذ سلسلة خطوات لتغيير شروط الاعتقال في السجن». وأضاف «مثلا، أوقفت النظام السخيف الذي بموجبه يُسجل الإرهابيون في السجن للدراسات الأكاديمية. هذا الاحتفال انتهى».وواصل نتنياهو يقول «بودي أن أهنئ زعماء في أوروبا ممن طالبوا بتحرير جلعاد شليط وطرحوا مطلباً فورياً يقضي بالسماح للصليب الأحمر بزيارته. إذا ما وحدنا القوى جميعا وواصلنا ممارسة الضغط على حماس، الضغط السياسي والإعلامي، فسندفع تحرير شليط إلى الأمام حتى عودته إلى الديار».‏

مشاريع قوانين لتشديد شروط الاعتقال‏

وأضافت معاريف، في الكنيست أُقر هذا العام بالقراءة العاجلة عدة مشاريع قوانين ترمي إلى تشديد الشروط الاعتقالية لسجناء حماس، ولكن بسبب معارضة الحكومة استمرار عملية التشريع بدعوى إن الأمر من شأنه أن يمس بالصفقة لتحرير جلعاد شليط، تجمدت.‏

النائبة ميري ريغف من الليكود التي رفعت مع النائب داني دنون مشروع القانون لوقف زيارات العائلات لدى سجناء حماس، رحبت ببيان رئيس الوزراء وقالت: «لقد عمل على نحو سليم حين ألغى كل خدمات الشخصيات الهامة جدا للسجناء الأمنيين. فهم حيوانات بشرية وينبغي التعامل معهم بما يتناسب مع ذلك، آمل أن يؤثر إلغاء الامتيازات على عائلات السجناء وحماس للسماح بزيارة الصليب الأحمر لجلعاد».‏

النائب يوريف لفين من الليكود الذي كان مشروع قانونه أكثر اتساعا وتضمن حرمان الزيارات، سحب التلفزيون، إلغاء إمكانية الدراسة، منع وصول الصحف والكتب عن سجناء حماس وكذا الحبس الانعزالي دون قيد زمني، هو الآخر رحب ببيان رئيس الوزراء. وتوجه لرئيس لجنة الداخلية أمنون كوهين من شاس الذي يوجد على طاولته مشروع القانون، بطلب لإجراء نقاش عاجل منذ بداية هذا الأسبوع وذلك للسماح بإقرار القانون بالقراءة الأولى.‏

الكثير من المراقبين والمحللين الإسرائيليين يربطون الخطوات التي اتخذها نتنياهو بحق الأسرى والمعتقلين العرب، بفشل المحاولات التي يقوم بها نتنياهو من اجل التملص من استحقاقات صفقة التبادل بالجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس، وعدم دفع ثمن (بحسب شروط حماس) في مقابل الجندي الاسيربالرغم من الوساطات الكثيرة وأخرها الوسيط الألماني التي جرت وتجري للتوصل إلى صفقة تبادل، وفي وقت اتهمت فيه عائلة الجندي شليط وأوساط سياسية وإعلامية إسرائيلية نتنياهو بالمماطلة وعدم الجدية في إتمام صفقة التبادل، ادعت أوساط أمنية إسرائيلية قيادة حماس في السجون بإفشال الصفقة، وبحسب يديعوت احرنوت:» ليست حماس غزة هي التي أفشلت صفقة شليت. ولا حماس دمشق هي التي خربت على المفاوضات المتقدمة. يتبين، هكذا حسب مصادر في حماس، بأن من عرقل الخطوة ورد اقتراح الوسيط الألماني هي قيادة حماس في السجون الإسرائيلية».‏

إجراءات عقابية بحق الأسرى العرب‏

وفي تفاصيل الإجراءات العقابية الجديدة المتخذة بحق الأسرى العرب والتي أعلن عنها نتنياهو تطرق المراسل الأمني لصحيفة يديعوت لتفاصيل هذه الإجراءات قائلا:«الخطوات لتقييد الشروط الاعتقالية للسجناء الأمنيين تنال الزخم. فبعد أن ألغيت إمكانية الدراسات الأكاديمية للقب الجامعي الأول، في مصلحة السجون يدرسون الآن الخطوة التالية: منع شراء المنتجات الغذائية من خارج أسوار السجن. ومع ذلك، فإن مصلحة السجون على وعي بأن العقوبات الجديدة قد تثير مقاومة حادة.‏

وتضيف يديعوت، اليوم يحق لكل السجناء في إسرائيل أن يشتروا منتجات في الكنتينة بقيمة إجمالية 1.300 شيكل في كل شهر. وهذه منتجات لا يوفرها السجن وهي تعتبر إضافات، كي يتمكن السجناء من أن يحسنوا طعامهم. بالمقابل، وخلافا للسجناء الجنائيين، يدير السجناء الامنيون مشترياتهم من الكنتينة. وتنقل المنظمات الفلسطينية لهم الميزانيات ويتم الشراء من قبل زعماء السجناء. بعض من المشتريات يتم من خارج السجن، وبهذه الطريقة ينجح السجناء الامنيون بنظام التغذية المعمول به من قبل مصلحة السجون.وهكذا تتحسن لائحة طعامهم بشكل كبير. في بعض الحالات كان يحق للسجناء أن يطبخوا طعامهم بأنفسهم وليس من خلال المطابخ المركزية في السجون.‏

هذه الحقوق التي يتحدث عنها مراسل يديعوت ويسميها امتيازات، انتزعها الأسرى والمعتقلين العرب عبر نضالاتهم الطويلة والمستمر خلال العقود الأربعة على مدار تجربتهم الاعتقالية، دفعوا خلالها الكثير من الشهداء والجرحى والمرضى والمعوقين، وخاضوا الاضرابات الطويلة والقصيرة ومختلف أشكال النضال المطلبي التي تهدف إلى التخفيف من معاناتهم الطويلة والصعبة، وبرغم هذه الإجراءات العنصرية الجدية، والتي رفضها الأسرى العرب وأعلنوا الإضراب عن الطعام احتجاجا عليها لكن الأهم من ذلك كله أن مصلحة السجون عجزت بالمطلق طوال فترة الأسر الطويلة والشاقة أن تكسر إرادتهم وتنال من صمودهم وحتى الحيلولة بينهم وبين تنظيم صفوفهم وبالتالي التحكم بواقعهم الاعتقالي بشكل مطلق.‏

وفي تقرير آخر لمراسل يديعوت يقول:«الفريق يعقوب غانوت، الذي كان مأمور السجون واليوم يعمل كمدير عام في وزارة الأمن الداخلي، كان أول من قرر إلغاء حريات السجناء الأمنيين في حياتهم اليومية في السجن. وقد أثار الأمر احتجاجا من السجناء بل ودفعهم إلى الإعلان عن إضراب عن الطعام. في مصلحة السجون لم يستسلموا، وكذا المأمور بني كنياك، الذي حل محل غانوت، واصل اجراءاته بل والغى جزءا من الامتيازات التي منحت للسجناء الأمنيين. أما الآن في أعقاب سياسة وزير الأمن الداخلي اسحق اهرنوفتش، فقد قررت مصلحة السجون تشديد الظروف المعيشية للسجناء الأمنيين.‏

«هذه الامتيازات أعطيت على مدى نحو 20 سنة ولهذا نحن نفحص من جديد كل امتياز على حده كي ندرس إمكانية إذا كان إلغاؤه يجتاز الاختبار القانوني وأنظمة السجون. ما لا يستحقه السجين لن يحصل عليه، والحديث يدور عن قائمة طويلة. بعض من الأمور تفحص منذ زمن ما، وبعضها في هذه الأيام»، قال مأمور السجون، اهرون فرانكو. بالتوازي مع الفحص القانوني تجرى في مصلحة السجون أيضا استعدادات لامكانية تشديد جودة الحياة للسجناء الأمنيين. وفي السجون يقدرون بأن نحو 6 ألاف سجين أمني في إسرائيل لن يمروا على التقليصات مرور الكرام وسيحاولون ممارسة الضغط من خارج السجن ومن داخله. وقال مصدر في مصلحة السجون أن «هذه مسألة معقدة يتعين علينا التصدي لها»، وأضاف أن بتقديره المسألة الأولى التي ستتناولها مصلحة السجون هي نشر قائمة منتجات الكنتينة».‏

رأي عام يؤيد هذه الإجراءات‏

الصحافة الإسرائيلية تعكس مزاج الرأي العام في الشارع الإسرائيلي في هذه القضية الذي يؤيد بحسب تحليلات هذه الصحف هذه الإجراءات الانتقامية التي تهدف الضغط على قيادة حماس من خلال تشديد الخناق على الأسرى من جهة وتعزيزا للروح الانتقامية التي تسود هذا الشارع ضد كل ماهو فلسطيني وعربي، فتحت عنوان «نهاية الاحتفال الذي لم يبدأ»كتب جدعون ليفي في هارتس يقول:«ينتهي الاحتفال أحيانا: فعلى صوت هتاف السوق من قبل حضور «مؤتمر الرئيس» أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في نهاية الأسبوع بأنه أمر بتشديد «ظروف الرفاهة المفرطة» للسجناء الفلسطينيين. قال إن «احتفالهم» قد انتهى فلن تكون بعد الآن. قرر نتنياهو عشية الذكرى السنوية الخامسة لأسر جلعاد شليط أن يطرح عظمة غوغائية أخرى للمحتجين وللبرهان على أنه يفعل شيئا ما للإفراج عنه.‏

ويضيف ليفي: «يمكث نحو 5400 سجين فلسطيني الآن في السجن الإسرائيلي. وذاق مئات الآلاف من الفلسطينيين طعمه المر على مر السنين. ليس الحديث عن «آلاف القتلة» كما يحبون عرضهم. فقد دين جزء منهم فقط بالقتل، وعدد منهم بأعمال مخيفة على وجه خاص. وسجن 220 معتقلا بلا محاكمة وثمة في السجن أيضا 180 من صغار السن بينهم بضع عشرات من الأولاد تحت سن الـ 16. إن جزءا منهم سجناء سياسيون من جميع الوجوه: فقد حُكم عليهم بسبب «الانتماء» وسائر المخالفات السياسية. بينهم ضحايا افتراءات المتعاونين الذين سُجنوا بلا ذنب.‏

وتقول يديعوت احرونوت في مقال متصل:»وبالنسبة لقرار نتنياهو تشديد الشروط الاعتقالية لسجناء حماس قال كبار في المجلس الوزاري بأنه «يأتي لتصوير صفقة مستقبلية لتحرير شليط كانتصار إسرائيلي نتيجة الضغط على حماس». وقال مسؤولون كبار في حكومة نتنياهو أن تشديد كفاح عائلة شليط من شأنه أن يضر بالمفاوضات التي دخلت مرحلة حرجة.‏

أسر شاليط.. الضغط حتى درجة الغليان‏

في بداية جلسة الحكومة أمس تطرق رئيس الوزراء إلى مرور خمس سنوات على اختطاف شليط وقال إن «إسرائيل تلقت عرضا من الوسيط الألماني. هذا العرض صعب، وليس بسيطا لإسرائيل. ومع ذلك وافقنا عليه علما بأنه يوازن بين رغبتنا في تحرير جلعاد وبين منع المس المحتمل لحياة وأمن مواطني إسرائيل. ولكن حتى هذه اللحظة لم يأتٍِ جواب رسمي من حماس».‏

وكتب دان مرغليت في إسرائيل اليوم:«أخذ يقوى الضغط في طنجرة الضغط السياسية – الإعلامية لقضية الإفراج عن جلعاد شليط، ويرتفع الغطاء في نقطة الغليان وهناك مكان لتوازن بيني: ردت قيادة حماس بدهشة ما على إعلان بنيامين نتنياهو بأنه انقضت احتفالات أسراها الأمنيين في السجون في إسرائيل. وأعلنت إضرابا عن الطعام يوما واحدا. تفضلوا. إذا أطالوا في المستقبل الإضراب بلا تحديد.‏

وأضاف مرغليت:« يجب على إسرائيل أن تتذكر قُبيل قرارات في المستقبل أنه في السنين الخمس التي مضت منذ الاختطاف لم تستعمل جميع أدوات الضغط على حماس. فلم يأت متأخرا فقط وقف احتفال الأسرى الأمنيين في السجون الإسرائيلية. فالاغتيال المركز أيضا ليس عبارة فظة في الشرق الأوسط. ولا حتى مضايقة القادة الفلسطينيين في كل دولة يتجولون فيها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية