تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المال يفسد للود الزوجي قضية..!

مرايا اجتماعية
الخميس 14-7-2011
لعل مفهوم الخلاف المالي بين الزوجين أخذ منحى أكثر وضوحاً منذ منتصف القرن الماضي مع دخول المرأة معترك العمل وخطورتها كقوة لا يمكن تجاهلها في تحريك عجلة الإنتاج وتحريك الدعوات لتحقيق المساواة بين الجنسين

بعد أن كانت السيطرة لرجل واحد لكونه المستأثر بميزة كسب الرزق وبالتالي فإن الكلمة الأولى والأخيرة في اتخاذ القرارات الخاصة بالأسرة، إلا أن دخول المرأة إلى سوق العمل أدى لنشوء نزعة الشراكة المادية وكأن المرأة حاولت من خلال ذلك رد اعتبارها والانتقام للغبن الذي كانت تشعر به والاضطهاد الذي يمارس عليها... كما أن ذلك أعاد الثقة للمرأة بشخصها وقدراتها... ولكن كان لذلك آثار سلبية في كثير من الأحيان فتحول سجل العلاقة الزوجية إلى دفتر حسابات لينتهي في أوقات كثيرة إلى فسخ هذه الشراكة متمثلاً بالطلاق الذي ازدادت معدلات حدوثه على هذا الأساس في مختلف بقاع الأرض.‏

إذاً وانطلاقاً مما طرحناه هل يمكن للشراكة الزوجية أن تقوم على نفس الأسس التي تقوم عليها الشراكة المادية والعواطف التي لا يمكن اقتسامها، هل يمكن تحويلها إلى أرقام في دفاتر الحسابات وهل يمكن أن تنجح فكرة الاقتسام المبنية أساساً على الأخذ مع الشراكة الزوجية والعاطفية التي تستند على قيم العطاء والحب...؟‏

تؤكد العديد من دراسات علم النفس والعديد من الدراسات الاجتماعية أن ما يسمى« الحياد العاطفي» هو أبرز الآثار المترتبة على الشراكات المادية في العلاقة الزوجية، وإذا كان الزوجان في مرحلة ما استطاعا أن يفصلا بين أمورهما المادية إلا أنهما خسرا بالمقابل جزءاً كبيراً من المساحة العاطفية الحميمية الدافئة التي تميز العلاقة الزوجية عادة فالزواج قائم على علاقة تبادلية تستند إلى الاحتياج العاطفي والمادي معاً فالرجل يحتاج المرأة لأسباب عاطفية ونفسية وأخرى تتعلق بتربية الأطفال والمرأة تحتاج للرجل لأسباب عاطفية ونفسية وأخرى تتعلق بجلب الرزق وفي سبيل ذلك تخلى كل من الطرفين عن جزء من حريته الشخصية لمصلحة نجاح هذه العلاقة، أما الآن وقد أصبح الطرفان يكسبان المال لم يعد للتخلي معنى بل أصبح كل منهما في غالب الأحيان يتمتع بفرديته... ولكن الجفاف الرومانسي هذا الذي حدث في محيط العلاقة العاطفية والحميمية بين الزوجين لا يعوضه مال والدليل كم المشاكل الكبير الذي يشهده حالياً محيط الأسرة في مجتمعاتنا وتفشي عدد من الأمراض الاجتماعية والنفسية لدى أحد الزوجين أو كليهما... ونحن في النهاية نقول التوازن هو الحل الذي نستطيع من خلاله المواءمة بين حاجاتنا المادية وحاجاتنا العاطفية والنفسية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية