تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


النكد الخاص

مساحة ود
الخميس 14-7-2011
رويدة عفوف

تعجبني صديقتي عندما تتحدث عن زوجها، إنه حديث المرأة المولعة بزوجها، لكن بعد الوصف، يختلط فيه المديح في معرض الذم, أو الذم في معرض المديح.... وأنا أظل حائرة هل تمدحه أم تذمه؟!

فهي تصفه بأنه يتأرجح ساعة سعد وساعة نحس، وتزداد حيرتي، وأنا أتخيل رجلاً مربوعاً وهو يتأرجح على حبال الزمن، فتخونني المخيلة، وأطلب منها المزيد من التفسير تلمع عيناها ببريق فيه خيط من الشر وهي تقول: لو لم يكن زوجي لما احتملته ثانية، وفي الوقت ذاته لا أستطيع احتمال أي زوج غيره.‏

وأتساءل: هل تتعود المرأة على همها الخاص فلا يعود هماً؟ بمعنى آخر، هل تفتح عينيها كل يوم، على رجل بالذات، وتغلقهما عليه، يوماًبعد يوم، وشهراً بعد شهر، وسنة بعد سنة، فلا تعود ترى عيوبه، بل تشتاق إلى تلك العيوب حينما لا تجدها؟‏

لاشك أن صديقتي اعتادت نكدها الخاص، الذي لا تريد أن تفرط به، إنه إزعاج مصمم لها وحدها ولا يمكن أن يمتد ليشمل إمرأة أخرى، ولهذا فإن قولها يحمل الكثير من الصدق حين تؤكد أنها لا تطيق رجلاً غيره.‏

إنها لا تريد رجلاً يوفر عليها النكد لأن احتكار النكد متعة تضاف إلى كل المتع الاحتكارية الأخرى.‏

أنا أنكد عليك إذاً أنا موجودة، وأن تنكد علي، إذاً أنت موجود، هذه هي فلسفة العصر الزوجي الحديث،حيث يدخل النق اليومي في صلب الحياة العاطفية للرجل والمرأة،إنه ديكور البيت، أو موسيقاه التصويرية، أو ما كانت أمي تسميه(ملح الحياة).‏

فزوج صديقتي هو ملح حياتها، ولهذا فإنها مدمنة عليه، على الرغم من أنه يرفع لديها الضغط أكثر من القنوات الفضائية.‏

وتستطيع أن تعلن العصيان وتطلب الطلاق وتحصل عليه، وتقترن برجل آخر، لكن من يضمن لها أن يكون نكد الزوج الثاني أكثر جاذبية وجمالاً من نكد الأول؟‏

وهذا الكلام أسمعه من رجال ونساء كثيرين، إنهم يفضلون الاحتفاظ بالشريك الأول، على الرغم من انعدام شروط التوافق.. لأن النكد الذي تعرفه أحسن من الذي ستتعرف عليه..!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية