تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أين شيخ الكار؟؟

حديث الناس
الخميس 14-7-2011
قاسم البريدي

رحم الله أيام زمان «شيخ الكار» حيث كان يطلق في دمشق القديمة على عميد أصحاب مهنة او حرفة ما وهو اخبرهم وكبيرهم الذي يمثلهم امام المهن الاخرى وامام الدولة وامام شيخ مشايخ الكار والناس تشتكي اليه اذا اخل احد الحرفيين بعمله ولم يتقنه.

اليوم نشعر بالاحراج الشديد من عدم اتقان الحرفيين حتى لحرف واعمال لا تتطلب مهارات فنية عالية، لا سيما للحرف الخاصة بأعمال البناء والانشاءات كالبلاط والدهان وتمديدات الكهرباء والصحية وغيرها التي يكثر الشكوى منها.‏

انهم يروجون لأنفسهم عبر معارفهم وعبر صحف الاعلانات وغيرها بأنهم يمتلكون احدث الورش واسرعها، وعندما تلتقيهم سرعان ما يؤكدون بأنهم من ابرع المعلمين وساهموا باكساء افضل قصور المشاهير الكبار.‏

لكن على ارض الواقع نجد انهم يضللون المواطن، الذي يضطر اليهم وفي ظروف صعبة، ويخدعونه مرتين مرة بأجورهم المرتفعة جدا ومرة ثانية بعملهم السيد الذي يهدر الأموال والوقت ولا يستمر طويلا ليحتاج بعد فترة ليست طويلة الى صيانة من جديد.‏

عشرات الشكاوى عن خداع بعض المدعين انهم حرفيون وهم اقل من عمال فنيين ولا يرتقون الى رتبة مساعد معلم في احسن الاحوال وفوق ذلك لا يمتلكون الادوات المناسبة ولا وسائل الامان لحماية انفسهم ومن حولهم.‏

شكاوى بالجملة عن معاناة الناس من اشباه الحرفيين فقد يضطرون لاعادة العمل مرتين او ثلاثة مرات واحدهم تقاضى اجور التمديدات الكهربائية لشقة كبيرة مليون ليرة وآخر تقاضى نصف مليون ليرة لأجور التمديدات الصحية لمطعم صغير والأمثلة لا تعد ولا تحصى.‏

ونسأل هنا اين شيخ الكار الذي يشتكي اليه المواطن والذي يضطر للسكوت عن حقه أليس مطلوبا من الجمعيات الحرفية ان تأخذ دورها وتطور عملها .. ولماذا يبقى دورها الصمت .. ألا تسيء مثل هذه الاعمال لها.. ولماذا لا يتم تزويد الحرفي المعتمد بشهادة او خبرة أو ببطاقة حرفية يعرضها على الناس ليثقوا به .. ولماذا لا تجرى لمثل هؤلاء دورات تأهيل تسمح لهم بممارسة هذه الاعمال وتطويرها .‏

ثم لماذا لا تعمم هذه الجمعيات عقود نموذجية يوقعها المواطن مع هؤلاء الحرفيين تمنع الاخلال بشروط العقد والتأكد من سلامته وتبين الاجور بالتفصيل.‏

وايضا فإن اتقان العمل يتطلب الالتزام بمواصفات قياسية مناسبة للأبنية وعدم ترك ذلك لمزاج شاغليها او متعهديها .. وهذه مسؤولية البلديات ايضا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية