|
|
حدث وتعليق فهي لم تعد تجد أي حرج في الإفصاح عن تدخلها السافر, وتأكيد دورها التحريضي في محاولة دفع الأمور نحو استمرار تأزم الوضع, ومنع اللقاءات الحوارية الجارية بين مختلف أطياف المجتمع من تحقيق غاياتها في الخروج من الأزمة . فوزيرة الخارجية الأميركية لم تسرها حالة الرفض الشعبي القاطع لخطوة سفير نوايا بلادها السيئة إلى حماة بقصد إثارة الفتنة وتأجيج العنف, وأغضبها كثيرا نبذ الشارع السوري لشخصية سفيرها ذاك وتصرفاته الاستعمارية على الطريقة الجديدة, فخرجت عن كل حدود اللياقة الأدبية والدبلوماسية, لتعبر بكل وقاحة عن مدى الحقد الذي تكنه إدارتها للشعب السوري, متناسية أن هذا الشعب لم يخولها هي وغيرها التحدث باسمه, وهو في الأساس لا يعترف بشرعية إدارتها اللاهثة وراء استلاب حريات الشعوب ومصادرة قراراتها وخياراتها . كلينتون تعي تماما أن القيادة السورية لم تستمد يوما شرعيتها من الإدارات الأميركية ومؤسساتها, وإنما من إرادة شعبها الذي يخرج يوميا بالملايين ليؤكد دعمه والتفافه حول قيادته, وكل ماتصدره من قرارات وإجراءات إصلاحية شاملة, ولكن الحقيقة أن وزيرة اوباما أرادت من وراء تصريحاتها المسمومة, إعطاء جرعة تحريض إضافية لأولئك الذين باعوا ضمائرهم وعقولهم وارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات رخيصة لتنفيذ أجندات الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في المنطقة . الولايات المتحدة يقلقها أن ترى سورية قوية منيعة, ويقلقها أكثر تماسك وحدة شعبها وحبه لوطنه والتفافه حول قيادته, والنجاح الذي حققه اللقاء التشاوري للحوار الوطني لم يرق لإدارة أوباما, لأنه أسس لبناء دولة ديمقراطية تعددية تكون فيها سورية أقوى وأشد صلابة, وهذا يتعارض مع مصالحها, ويربك كل حساباتها في المنطقة, ولذا فهي تحاول جاهدة إجهاض الحوار الوطني,وجر البلد إلى الوجهة التي رسمتها وخططت لها منذ البداية, لإضعافه وإقصائه عن دوره المقاوم . إذا كانت الولايات المتحدة قد أعطت لنفسها الحق في توزيع شهادات حسن السلوك على الآخرين, فتمنح الشرعية لمن يدور في فلكها ويدافع عن مصالحها, فان سورية لا تصغي إلا لشعبها, ولا تعمل إلا وفق ما تمليه مصلحتها الوطنية العليا بعيدا عن أي تدخلات خارجية, وشعبها يمتلك من القوة والقدرة ما يكفي لفرض خياراته, والتصدي لكل المحاولات الرامية لزعزعة أمنه واستقراره . |
|
