تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هكذا يؤثر الإعلام فينا

مجتمع
الجمعة 15-7-2011
ديمة أحمد

لقد حان الوقت لتوضيح ما هو مثبت علمياً حول كيفية تأثير العنف المعروض في وسائل الإعلام على الشباب وما الوسائل لتخفيف هذه الآثار. يعرف علم النفس العنف بأنه سلوك

يقصد منه إيذاء الآخر مثل: الكذب، الدفع، الشتيمة وحتى الوصول إلى الأذية الجسدية والإعلام الذي بات اليوم متعدد الأشكال وفي متناول الجميع لايعتبر السبب الوحيد الذي يؤدي إلى العنف وبالرغم من أن هنالك آراء متطرفة وترفض الاعتراف بأي تأثير سلبي للإعلام على سلوك المتلقي إلا أن الدراسات التي تجري منذ أكثر من ثلاثين عاماً تؤكد العكس، فقد أظهرت الدراسات أن العنف الذي يبث عبر الإعلام يؤثر على سلوك الشباب بحيث يصبح الشاب يعتقد أن مثل هذا السلوك مقبول في المجتمع وخاصة العنف ضد النساء وكذلك هنالك من يتبنى هذا السلوك لأنه يشعره بالإثارة وهنالك الشباب الذين يستخدمون العنف الكلامي، أما فيما يتعلق بالأطفال فقد لوحظ عند بعضهم أنه إذا جرت مشاجرة بين أطفال آخرين أمامهم فإنهم يتباطؤون باستدعاء الكبار لحل هذه المشكلة وهذا طبعاً نتيجة تأثرهم بما يقدم لهم عبر وسائل الإعلام ليس هذا فقط ولكن الأخطر أنه قد تتكون فكرة لدى الأطفال أن العالم عدائي وأن مثل هذا السلوك مقبول ومن أكثر الأمور التي تعزز سلوك الطفل العدائي ألعاب الفيديو التفاعلية حيث يأخذ الطفل دور المشارك ولايكتفي بدور المتفرج وقد تبين أن مثل هذه الألعاب تزيد السلوك والتفكير العدائي لدى الطفل وينقص لدى هؤلاء الأطفال الشعور بالآخر وحب المساعدة ويصنف تأثير الإعلام على المتلقي بأنه من الأخطار التي تهدد الصحة العامة مثله مثل خطر التدخين، وللإعلام تأثيرات قصيرة الأمد وتأثيرات طويلة الأمد. وعن كيفية تأثرنا بالإعلام خلصت الدراسات إلى النقاط التالية:‏

المحاكاة: حيث يتأثر الطفل بكل مايشاهده وأيضاً بطريقة ردة فعل من حوله (الوالدين- الرفاق) ويبدأ بالتصرف بالطريقة نفسها سواء عن طريق الوعي أم اللاوعي.‏

أوضح الباحثون أن الدماغ يعمل كشبكة مترابطة، فكل فكرة ترتبط وتتفاعل مع أفكار وحوادث مرت بالإنسان وهكذا فإن مجرد رؤية الإنسان لمسدس تجعله يفكر بالعنف.‏

العنف في الإعلام يؤدي إلى زيادة في نبضات القلب لدى الشباب وسرعة في توصيل الشحنات الكهربائية عبر الجلد، إن المشاهدة المتكررة للعنف تحول الأمر إلى أمر اعتيادي لدى المتلقي فردة الفعل الأولى على مشهد عنيف أقوى بكثير من ردة الفعل عند مشاهدته للمرة العاشرة.‏

تختلف الاستجابة للعنف حسب العمر والجنس وحسب شخصية الفرد، فهنالك أشخاص بطبيعتهم ينجذبون للعنف عندما يقترن العنف بالعدالة فإنه يصبح مقبولاً أكثر.‏

هنالك أيضاً عوامل أخرى تؤثر في طريقة تلقي الإعلام مثل (الأهل، البيئة، الثقافة، المستوى المادي).‏

أما عن دور الأهل في تخفيف آثار مايتلقاه الطفل عبر الإعلام فأظهرت الدراسة أن قيام الأهل بمناقشة الأطفال والحديث معهم حول مايشاهدون ساعدهم على الفهم وحسن التعامل مع مايقدم لهم.‏

عند إظهار الأهل استياءهم من العنف فإن هذا سيخفف من اهتمام الأطفال بمثل هذا السلوك وسيحصل العكس إذا ما اكتفى الأهل بالصمت.‏

ويبقى الهدف من كل هذه الدراسات تحسين قدرة المتلقي على النقد والتحليل والفهم والقدرة على تقييم رسالة الإعلام ويبقى التحدي الأكبر هو كيفية التشجيع للسير على هذه الطريق.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية