تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل تضع في محفظتك كل نقودك..؟

مجتمع
الجمعة 15-7-2011
أنيسة أبو غليون

لو طرح عليك سؤال عن شخص ما يمشي في الشارع.. هل هو غني أم فقير.. وعلى افتراض أنك لا تعرفه فستحاول أن تبني اجابتك على انطباع واحد تستنتجه من مظهر هذا الشخص..

وهذا الانطباع يطرح تساؤلات أخرى منها هل المظهر يتناسب بالضرورة مع المستوى المادي.. وهل أي شخص قبل نزوله من منزله يضع في جيبه كل ما يملكه أو جزءاً منه.. وهل في تفكيره أي ظرف طارئ قد يحدث فجأة؟‏

عموماً حاولنا البحث عن الاجابة لكل هذه الأسئلة ببساطة وواقعية وكان التالي..‏

أحمل مبلغاً لتأمين احتياجاتنا لفترة... سعد 32 عاماً- أعمال حرة- يقول: أحمل في محفظتي مبلغاً من المال يكفي مصاريف منوعة ولاحتياجاتي الخاصة كغسيل السيارة وتعبئة البنزين وتأمين الخضار والفواكه لعائلتي... ومن طبعي ألا أحمل كل النقود التي بحوزتي، فقط أضع في محفظتي النقود التي تتناسب مع ما سأجلبه للمنزل ولمدة اسبوع.. فعائلتي عدد أفرادها صغير.. وأعتقد أن الأغلبية يفعلون ما أفعل.‏

النقود.. تبعدني عن المواقف المحرجة.... حسام 22 سنة جامعي.. كان يقف أمام أحد مراكز بيع بطاقات الهاتف الخليوي قال: معي 500 ل.س سأشتري بها وحدات لأستطيع أن أتحدث مع أصدقائي.. لنجتمع ونستمتع بوقتنا.. سأضطر لأتحايل على والدتي في سبيل حصولي على مبلغ زهيد لأضعه في جيبي أمام أصدقائي.. لأبتعد عن المواقف المحرجة التي ربما تفاجئني.‏

التقنين قدر الإمكان... عدنان 20 عاماً جامعي قال: كان بحوزتي ومن ساعة واحدة حوالي 1000 ليرة سورية صرفت منها متفرقات (علبة سجائر وتسال ومقبلات) لأصدقائي وبقي معي حوالي 600 ل.س إضافة لأجور المواصلات.. وهذا المبلغ المتبقي حصتي من عائلتي.. لذا يجب أن أقنن قدر الامكان في مصروفي.. لأن لدي إخوة يتابعون دراستهم أيضاً.‏

لا أحبذ حمل كل ما أملك من نقود ... أما حسن 27 سنة يعمل في القطاع الخاص.. فكان بالقرب من أحد المطاعم الشعبية المتوسطة وكان يهم بالدخول ويبدو عليه الارهاق والتعب الشديدين.. قال: معي عشرة آلاف ليرة سورية، حضرت لدمشق من حمص من أجل مقابلة شخص بخصوص عمل.. صحيح أنني أعمل في القطاع الخاص، لكنني أطمح للعمل في القطاع العام لأضمن مستقبلي.. والآن أفكر وأخطط ألا أتوسع بمصاريفي.. وأحسب حساباً لمصاريف المواصلات والتنقلات ولا أحبذ أن يحمل الانسان كل ما يملك من نقود.‏

أستغل فترة التنزيلات.... أمل 25 عاماً موظفة كانت تقف أمام محل ملابس في أحد الأسواق وكانت تتمعن بالقطعة تارة وبالأسعار تارة أخرى.. أجابتنا بقولها: بحوزتي راتبي كله.. فكل آخر شهر أحاول أن أشتري ملابسي وخاصة في فترة التنزيلات فبدل أن أقتني قطعة أشتري ثلاثاً.. وكوني عازبة لا أفكر إلا بنفسي وبشرائي (المكياجات والألبسة والاكسسوارات)، ولكن بالمقابل لا أصرف كامل أجري فهناك مصاريف أخرى تتطلبها بقية الشهر.‏

أنفق باعتدال وبخطة مدروسة... عماد 30 عاماً موظف كان يقف عند محل ملابس الأطفال يقول: في محفظتي مبلغ محترم والحمد لله..سأسدد بعضاً من ديوني البسيطة جداً وسأدفع الفواتير الخاصة بمنزلي وسأشتري ملابس لطفلي الصغير وخاصة أن هناك تنزيلات... والباقي مصاريف للمنزل.. وأحاول أن أضيف مبلغاً من المال على ما ادخرته في السابق ولو كان ضئيلاً... عموماً أنفق باعتدال وضمن ميزانية محددة.. ومدروسة.. فخير الأمور أوسطها.‏

نعيش في سعادة وهناء...خلدون 45 عاماً عامل.. قال: في محفظتي حوالي 25000 ل.س ولا أملك غيرهما وهذا المبلغ مصاريف للمنزل ولأفراد عائلتي وسأدفع منه أيضاً أجرة بعض الدروس الخاصة وسأشتري بعض احتياجات منزلي مثل المواد الاستهلاكية والخضار.. والفواكه.. وهنا لا أنكر أن عائلتي بأحسن أحوالها وخاصة بعد زيادة السيد الرئيس بشار الأسد بالإضافة إلى أن ابنتيّ تعملان وزوجتي أيضاً فجميعنا في سعادة وهناء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية