|
شؤون سياسية ماذا يريد هؤلاء المعارضون أو بالأحرى (المعترضون ) بعد كل ما أعلن من خطوات إصلاحية ودعوات حوارية صدرت عن رئيس الدولةالسيد الرئيس بشار الأسد في خطابه الأخير على مدرج جامعة دمشق في (20/6/2011) وكان كلامه صادقاً ، شفافاً ، صادراً من القلب إلى القلب ، من مواطن أمين من الشعب ، إلى هذا الشعب الصادق الوفي، بدءاً من تحسين الظروف المعيشية للمواطنين وإلغاء قانون الطوارئ، والعفو عن المعتقلين ، ودراسة قانوني الأحزاب والانتخاب إلى تشكيل هيئة الحوار الوطني ودعوة جميع أبناء الوطن المخلصين للمشاركة الفاعلة في الحوار وإنجاز عملية الإصلاح . وها قد عقد مؤتمر الحوار التشاوري على مدى يومين (10و11) من تموز الحالي ، وشارك فيه مجموعة وطنية متنوعة الاتجاهات السياسية والفكرية ، من سياسيين ومفكرين ورجال دين ومنظمات شبابية ونسائية، مثلت الأطياف الشعبية السورية ، أفقياً وعمودياً، وكانت على مستوى الحس الوطني بامتياز . حيث سادت المناقشات أجواء من الصراحة والوضوح وعمق الوعي بالوضع السوري الراهن،وضرورة الخروج منه ليبقى الوطن عزيزاً كريماً يشارك أبناؤه المخلصون في بنائه وتقدمه . وهذا ما ترجمه البيان الختامي للمؤتمر الذي أكد إجماع الحاضرين على الوحدة الوطنية والحل الوطني ، ورفض أي تدخل خارجي ، وحل المشكلات المطروحة بالحوار البناء ، ونبذ العنف والتخريب ، وتشكيل لجان متخصصة لدراسة ما تمت مناقشتة، ولا سيما تعديل الدستور وقانون الأحزاب ، وقانون الإدارة المحلية ، وقانون الانتخاب ، وقانون الإعلام...وغير ذلك مما يسمح بالمشاركة الواسعة لأبناء الشعب في تحمل المسؤولية الوطنية والقرار الوطني الحر المستقل ، في إطار الحرية والديمقراطية تحت سقف الوطن ورايته العالية . ماذا يريد إذاً أولئك المعارضون الذين رفعوا شعار (اللاحوار)؟ألم يكن الحوار من أولوياتهم باعتباره الطريق السليم والناجع للإجراءات الإصلاحية التي رفعوا شعارات باسمها ، وجعلوها غطاء مقنّعاً لتحركاتهم المشبوهة وتآمرهم على الوطن والمواطنين ؟ فإذا كانوا فعلاً صادقين ولو بجزء يسير مما يقولون ويدعون، كانوا استجابوا لدعوات حضور هذا المؤتمر (اللقاء) كما استجاب غيرهم من المعارضين الوطنيين ، ولكانوا أتوا إلى الوطن الكريم الذي يسامح ويتسع إلى الجميع الذين يعملون من أجل رفعته وتقدمه ، وشاركوا في إبداء الرأي الإيجابي في إطار الجهود الوطنية المشتركة بحس وطني صادق ، بدلاً من أن يتشدقوا بالرفض والشتائم وهم يقبعون هنا وهناك ، في واشنطن وباريس ولندن، وغيرها من البلدان التي تأويهم ليساهموا في تنفيذ مخططاتها ضد سورية العروبة والصمود. ألم يدرك هؤلاء بعد أن هذه الدول التي تأويهم ليأتمروا بأوامرها ، لا تريد خيراً لسورية وشعب سورية، بل تريد لها الشر والفتنة والخراب ؟ ألم ير هؤلاء المعارضون / المعترضون مسؤولو تلك الدول وهم يتحدثون بصفاقة عن عدائهم المتأصل لسورية وشعبها ؟ ألم يسمع هؤلاء الضالون بالتصريحات المسيئة لسورية والتي تصدر عن رؤساء أميركا وفرنسا وبريطانيا ، وعن وزراء خارجيتهم (كلينتون وجوبيه وهيج ) وغيرهم، بقصد تزوير الحقائق وتشويه الواقع السوري ، والتلويح بفرض عقوبات وضغوطات على مسؤولين ومواطنين سوريين ، بل على الشعب السوري بكامله؟ فهل ترضيهم تلك الإجراءات إن كانوا حريصين على شعبهم ووطنهم ؟! لا يعتقدن أحد عاقل ومنصف ، أن مواطناً سورياً شريفاً يقبل بتخريب بلده ، أو توجيه الإساءة إليه من أي جهة كانت ، لأن كرامته من كرامة هذا الوطن ، إلا إذا كان جاهلاً أو متجاهلاً لتلك العملية التآمرية الواسعةعلى سورية ، أو مشتركاً فيها بوعي أو من غير وعي بخطورة ما يجري في وطنه / سورية ، وعلاقة ذلك بما يدبر لها في الخارج، لكي تغير نظامها الوطني الأصيل الصامد ، ووجهها العربي القومي المقاوم. إن من يرفض مباشرة الدعوة إلى الحوار كما يرفض مضمون الانطلاقة الإصلاحية ، فهو يرفض لمجرد الرفض من دون تبرير أو مناقشة حول كيفية الإجراءات الإصلاحية التنفيذية . فمن يرفض بهذا الشكل يحمل مسبقاً فكرة الرفض لا فكرة القبول والحوار ، وفكرة الحقد والهدم لا فكرة التسامح والبناء . وهذا دليل قاطع على الارتباط بالمؤامرة الخارجية ، وليس غيرة وطنية على المطالب الشعبية في الداخل كما يدعون ، لأن الشعب الوفي في الداخل قابل انطلاقة الإصلاح بالرضا والارتياح والترحيب ، وعبر عن ذلك بتلك المسيرات الشعبية التي تعم مناطق القطر كافة ، وقدرت بالملايين من أبناء الوطن الأوفياء الذين يرفعون علم الوطن تعبيراً عن التمسك بالوحدة الوطنية الصلبة. فأين هؤلاء الرافضون من هذه الجماهير الوطنية الأصيلة وبعد ما كل جرى من حوارات ولقاءات ، وما سيجري في القريب العاجل، ثمة معادلتان لا ثالثة لهما : الأولى ، أنا معارض سلبي ضد الحوار ، والثانية أنا معارض إيجابي مع الحوار، فإذا كان ضد الحوار فهو إذن ضد الإصلاح ، وإذا كان مع الحوار فهو إذن مع الإصلاح. وهنا يكون الفرز الحقيقي في الوطنية ومحبة الوطن ، فليختر كل من يدعي المعارضة ، الموقع الذي يريد ، وأي معادلة يريد أن يكون طرفاً في حلها ؟! فإذا كانت المعارضة من أجل المعارضة ، فهذه مشكلة صاحبها وستعود عليه بعواقب حسابية أمام الوطن والتاريخ ، وإذا كانت المعارضة بقصد التصويب والإصلاح ، فسيجل لصاحبها موقف وطني إلى جانب الوطنيين الشرفاء، الذين يتحملون مسؤولية اجتياز الأزمة بمسؤولية وطنية ستؤدي إلى النجاح والانتصار ،ووضع الأسس المتينة لبناء مستقبل سورية الواعد بالأمل والتفاؤل ...! |
|