تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بين المحترفين والهواة

رؤية
الجمعة 15-7-2011
أديب مخزوم

رغم حدة التداخل والالتباس الحاصل بين الفن واللافن في حياتنا المعاصرة، يستطيع المراقب المختص بسهولة فرز أصحاب المواهب الحقيقية، والاشارة إلى نقاط الضعف في تجارب الفاشلين والهواة.

فالفنان هو من يستطيع الوصول إلى خصوصية في التعبير عن هواجسه الفنية، أما الهاوي فيبدو ضائعاً بين عدة أساليب وتقنيات ووسائل واتجاهات ولايعرف إلى أين يتجه، فكل فنان له اسلوبه الخاص في التعبير عن موضوعه، والفنان المبدع هو الذي يتخطى الاصول المتعارف عليها، ويشق طريقه نحو ابجدية بديلة وولادة جديدة.‏

فحين تفتقر التجربة إلى نسيجها الاسلوبي الخاص وإلى التتابع الذي يشير إلى المدى الفني التصاعدي الصحيح، فهذا يعني ان صاحبها يقع في شرك الرتابة وعدم التوازن وتعددية الاساليب ويطرح أمام المشاهد اختبارية التجريب والضياع المفتوح على كل الاحتمالات والاتجاهات، وهذا ما نسميه بانفصام التجربة وانقسامها إلى عدة اساليب وضياع الأنا في بحر من الهوامش والوصول إلى حدود اللاتوازن في معطيات التجربة الفنية الواحدة، بحيث تبدو معطيات التجربة في النهاية شبيهة بالزهر البري الذي ينبت ليعبر عن طبيعة الارض الصحراوية القاحلة.‏

ولهذا لابد من المجاهرة والقول: إن معظم ما نشاهده في أعمال هؤلاء لا يخرج عن كونه مجرد فقاعات صابون لركود تشكيلي واستنساخ مشوه وتقليد ضعيف لايملك أي حافز للتجاور والتجديد والابتكار ، مع الاشارة إلى أن العديد من الاسماء المكرسة في حياتنا الفنية محاطة بهالة هي اكبر بكثير من قدرتها على العطاء الابداعي الفعلي.‏

وتزداد هذه القناعة عندما نعلم ان هناك العديد من الأسماء المعروفة تكرر نفسها منذ عقود عبر أعمال تثير الشك بقدرة هؤلاء على التطوير والوصول إلى ايقاع جمالي يمس المشاعر والاحاسيس الانسانية العميقة.‏

هؤلاء يتهمون النقاد بالوقوع في هاوية التكرار والترداد مع العلم أنهم الاكثر تكراراً وترداداً، ولاسيما أن مفراداتهم التشكيلية الجاهزة مستمدة من مصادر واحدة، حتى إن أعمالهم تثير المزيد من التساؤلات والاعتراضات في كواليس الفنانين الحقيقيين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية