امرأة ع «الحل» لـ عفيف حمدان
ملحق الثقافي 28/3/2006 امرأة عض «الحلْ» هو عنوان المجموعة القصصية الجديدة التي صدرت أخيراً للكاتب د. عفيف حمدان والذي قام بتصميم غلافها الزميل الصحفي الأستاذ أحمد شحادة.
يحاول الكاتب في هذه المجموعة رسم لوحات متتالية من خلال رؤيته الذاتية للمرأة الحاضرة دائماً في مجمل النصوص بطرفيّ نقيضها «الوفية والخائنة». وبما أن مادة الحدث هي عالم المرأة يأتي تصوير المشاعر بلغة مكثفة تحلّق في مناخ شعري حالم تتدفق بعطرٍ لغوي تميّز بحرفيةٍ عالية المستوى، يرصدها الكاتب بخطٍ بياني متصاعد عبر انتخاب الأحداث الآنية يلتقطُ القارىء لحظاتها التي لاتتكرر بعدسة المصور المحترف والكاتب المتحفز لـ «نمذجة» الشخصيات وإبراز المواقف من خلال المقابلة والتضاد لتتكشف أبعادها الدلالية المختلفة فتتحرك الشخصية الإبداعية المفعمة بحرارة التجربة وبؤر معانتها بهامش كبير وبمعزل عن تدخل الكاتب الذي يكسر البنية السردية للنص، فتأتي نهايات القصص قابلة للتأويل والإحتمال، فيتفاعل الكاتب من جهة والمتلقي من جهة أخرى بتناغم كبير و«هارموني» راقية يتبادلان فيها الأفكار والعواطف بانسجام الدلالة الوجدانية والفكرية للقصص، التي تتجاوز التأثير على عقل المتلقي نتيجة انعكاسها الفني العميق في ذاته، لتصبح مصدر إلهام قوي له ويبرز التماهي واضحاً في قصة «إمرأة عَ الحلّ» عندما يحتار الطرفان في تحديد معالم الضحية إن كانت «المرأة العاشقة» أم «الرجل» المُحاصر بأنانية محبوبته وبقرارها الفردي الذي يُلغي أنبل العواطف لحبهما الكبير.. كما أن القصص تُقدم في مجموعها إطروحات فكرية ووجدانية حميمة تسعى بلغتها الرمزية والسردية إلى القفز فوق حدود الحكاية والرقيّ بها إلى عنصر إيماء الحدث بشاعرية الإيقاع والصورة الموحية.. وتتحرك الشخصيات ببراءة الحلم وقوة الألم في إطار مجموعة من الأحداث والإشارات والخواطر يرصد الكاتب تفاعلاتها بـ «لقطة» العدسة السردية فنجدُ الشخصيات في صراع دائم مع الذات أو الشريك في آن. ولهذا تتداعى البنية السردية عند الكاتب لتخرج من إطار عقارب الزمان والمكان، فيتشظى «التواتر السردي عند الكاتب لتخرج من إطار عقارب الزمان والمكان، فيتشظى «التوتر الدرامي» في بعض القصص لتقدم للمتلقي خلطة لونية رائعة يمتزجُ فيها الواقع بالمتخيل فترتقي بوعيٍ جماليّ إلى شفافية فنية تتدارج بتناغم ناعم وهادىء على مجمل اللوحة اللونية لكل قصة على حدة..
|