تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خرائـــــط الهمس

ملحق الثقافي
28/3/2006
أبو القاسم المشاي –ليبيا

حجر السؤال لازالت المسافات تلتهم الطرقات المتعبة/ومن احتباس الأفق تولد مجرّة الرؤيا.. فتستحيل الأمكنة امتلاكاً لحجر السؤال../ وتصير

الأمنة ترددات تئن تحت وطأة الانتباه../ فيرتحل النور بفيضه المديد سابحاً في فلك التراتيل../ ليؤسس فانوساً للحقيقة وملاذاً للشرفاء.../ المجلين بأبّهة وارفة../ ومن كبد الإجابة وتاريخ الحنين/ يستولي الزمان على معقل المتاهات الضالّة../ ومن بوتقة الصفر، أعيدُ رصف الحكاية من تعثُّر الخطو إلى أبدية القول!! صدى القول بين الحنين والوله، تتعثّر خطواتها في البحث عنّي/ وتضطرب بوصلة الرحيل بين انتظارها ونبضّي/ بعيداً عن حقول تمددها/أَدْفنُ المساء في حلكة العتمة. إذ الظلام لازال يستبيح الهمس المتردد صداه في أزمنتكم/ المبعثر دويه في اشتياقاتكم.../ فالقول رداء الكلام/ والعبارة تغرق في محبرة النطق.. وحدها تضيءُ عيون اللفظ ومن خسارة المعنى.. أُعيد للعالم طفولته المنقرضة!! غطاءٌ عارٍ الكلام يضمر مكيدة/ هذا عطاءٌ.. عارٍ/ هذا خواء.. ذاك فراغ/ ومَنْ ثوب المعرفة وجبة السؤال تلبس الحقيقة انسيابها/ومن ولادة الأسماء.. استحالة العماء ، ينهمر الماء.. يأخذ اللفظ تفاصيل الشكل/ العطر/ اللون.. تعويكم المتاهات النازفة/.. تنسون المكيدة/ تصبحون على زمنٍ لاتساع المعنى!! سفر الكلمات تحيد الأبصار عن الانات الخافتة، فكم انتظرتُ أن ينقر المطر واجهات رؤياي، والسحاب يعبر سريعاً..، فأرسم للغيوم لوحة في ذاكرة اختطاف، وكلما تلفظت باسمكِ سراً تولد سحبُ جديدة!! ولازالت مراكب حلمي تجرح جسد الماءْ، إنها كرفان العبور، رحيل نحو استنطاق الحياة، ينازع شجرة الخلود..، يمرُّ عبر شرايين الكون قطرة..قطرة.. تتسلل من ماءِ أنوثتها!! أنوثة الماء أنصتي خارج الصحو، حيناً..،أسكنيني بريقاً/ رهاف الصمت تدركه يمامة، لي تميمة وذاكرة عطشى/ أغادرُ الآن سري/ فأسبقيني بخطوتين وقُبلة../ أقطفي من ريشِ المكان كلاماً../ (قبل أن يرتّد طرف الماء)، لكِ في ضفاف المعنى مغفرة/ فأصنعي من الهمسة مكائد صغيرة لأحلامي!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية