تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مختــــــارات من أشـــــــــعارها

ملحق الثقافي
28/3/2006
وفيما يلي ترجمة لثلاث من أجمل قصائدها مع مقطع من قصيدة رابعة

1- الحياة الملتهبة قد يكون الفرح بالحياة هو التحرر» هنريك إيبسن لتنتشرْ معالمُ الحياة، متوهجةً كانت أو معتمة ، ولتستقبلِ النفسُ المتفتحة ما فيها من ظلالٍ واشعة بدموعِ الحبِّ، وصرخاتِ الفرح. {{{ وحيث الليلُ يثور، لتجرفنا العاصفةُ الملتهبة في أعاصيرها السوداء طيوراً بحريةً أُسطورية تملؤها الشجاعةُ وصخبُ الرضاء. {{{ ولنحبَّ نيسانَ الحنون وهو يفتِّح أزهارَ الربيع بقبلاته المجنونة، ولنحبَّ الصيفَ الذي يرينُ بثقله على الأرضِ كأنه جسدُ عشيق. {{{ ولنحبَّ الخريفَ الشهواني والمضطربَ في تهاويه والعناقيدُ في يديه، وتجريحَه القلوبَ بكل قساوةِ قبضتيه كما يفعلُ بالأعناب. {{{ وعندما يقبل الشتاء لنحبَّ هذا الشاعرَ الملحمي بكل ما يملك من كآبةٍ وريحٍ محنونة ، وهو يرافق في الغابات أشباحاً ترودُ وذئاباً تعوي. {{{ ولنحبَّ من يحرثون الأرض ويفتتِّون الترابَ القاسي والكتلَ الصلبة، ويعِّمقون، وهم يغنُّون، سككَ محاريثهم بأيديهم النشيطة. {{{ ولنحبَّ أعماقَ المساء الذي يحلم بالايقاعِ البعيد للكوارث، ولنحبَّ في الأصابيح الندية طيرانَ المناجل المتأرجح وهو يحني رؤوسَ السنابل. {{{ بلى، لنحبَّ كلَّ شيء في الحياة، ولنعبدْ حتى البكاء الحبَّ المكتنفَ بالأسرار، ولنطعِ العادةَ التي تتشبثُ بها الرغبة كمباركةٍ من إله. {{{ 2-عندما نمحَّي.. عندما نمحَّي.. كما يمحَّي لدى تغير الفصول ذهبُ الحصائدِ الزائلة، {{{ عندما ينطفىءُ ما لايحصى من نظراتٍ جريحة تحت الجفونِ الدامية وفي الدموعِ التي تغرقها، {{{ عندما تتخلَّى الشمس عما لايحصى من عيونٍ بشرية قد أصابها الذبول كما أصاب زهورَ التُرُنجان الزرقاء«3» ورمَّدها بعد أن كان يكسوها الندى، {{{ وعندما تنقضي الأجيال شبيهةً بأمواجٍ زاحفة على الرمال التي تنهار، {{{ وعندما يختفي كلُّ انسان كغريقٍ يكسو وجهه الشحوب في الهاوية التي كان يهجسُ بها، {{{ وعندما في منحدرات الأودية، ومن القبور المثقوبةِ والمفتوحة ومن رُخام الأضرحة تحت أشجارِ الدردار المهملة، {{{ يتقطَّرُ ما لايُحصى من أشباحٍ ملتفة بالرماد اللامجدي وقد أحالتها الريحُ أعاصير، {{{ عندها تنتصبين وحدكِ كملكة، يا أيتها الطبيعةُ الهادئةُ الصافية، وتستمرين من خلال الزمن. {{{ وجوداً دائماً، وشباباً دائماً لاشيءَ يمكنه أن يغِّيرَ ملامحك، {{{ وعندها تبتسمين وأنت تمسكين بيديك النقيتين المفتاحَ الذهبيَّ المزخرفَ للأصباح المقبلة، {{{ أما أنا فانني أفرُّ مع الريح - شطر أي أفق مخيِّبٍ للآمال؟- أفرُّ ذرَّةً من الأبدية الحالمة {{{ تحملني لاأدري أيةُ عربةٍ قديمة تسوطها الساعةُ المسرعة {{{ فلايبقى لي من هذا الدوار ومن العدم المظلم المرصود سوى شعوري بالسعادة، {{{ سعادتي لأنني عكست جمالك، ياأيتها الطبيعة ، ووعيت وجودَه، وسعادتي لأنني سأظل آمل أن أعود اليك من جديد {{{ في البراعم المعسَّلة لاشجار المُرَّان، في الأغاني التي ترتفع من الاكواخ الريفية، في مجاري السواقي بلونها اللبني، في الرعشات المكسوة بالزرقة المخملية، وفي ضحكاتِ الأصباح اللؤلؤية. {{{ 3-الربيع كلُّ رغبةٍ باطلة متى وجدت مع اي فكر منوَّر تُحتضَر، وحياتي الممحوَّة، وغيرُ المؤكدة، تتراجع... وها هو الربيعُ من حولي في تنوعه يتنهد.. ياللربيع! انه أوقيانوس يغني ويتجمع، ويرتعش الحبُّ الهائل في كل ذرة من الوجود، ويتفتح، ويتفجر، ويصعد لتحطيم الحواجز.. مدٌّ أبديٌ تسري قوته من قلبي الحنون الى بواكير الأزهار التي تتفتح. {{{ فررت خارج نفسي تدفعني ضحكاتي كعبدٍ سعيد يبتعد عن سرداب عبوديته.. عانقِتْ أزهار العسل شِباكَ أغصانها وابتسمتْ ، وها هو ذا الطَّلْعُ يسيل ويشتعل، وبالعسل الذهبي ينقط البراعم والتيجان، وترود أصواتٌ خفية في العواسجِ حيث القبلُ الخجلى تعبرِّ عنها حيواتٌ عاشقة في مخابىء الأزهار. {{{ من أنا؟ أنا الريحُ التي تهبُّ، فلأستمعْ الى نفسي ترتفع ضوضاؤها بين الطيران الرشيق والأزرق للفراشات. وفي وجه الماء أرى عينيَّ تلتمعان، ويصطبغ دمي بلون الورود والأزهار القرمزية، بينما النُّسغ في دمي يتجمد. إني لأتحدث مع الصدى، وأطيرُ مع الأصوات المتصاعدة التي تخفيها الغابةُ في أحنائها، وأشعر بأنني أتفتح كزهرةٍ مع تفتح بواكير الأزهار. تحية أيها الربيعُ، ياأيها الملكُ القادر، في عروقي تتماوج روحك. واني لأتحرَّر بوجودك من كل قيد يربطني بالفكر والصواب، وأمزجُ بكلماتك التي تهمس بها نشيدَ هوايَ في ازهراره النابض. 4- بصوت خفيض«4» من العذوبة أن نموت قليلاً على حفافي الغابات الرطيبة، وبين الأوراق الصدئة، حيث يتقطر ضبابٌ أزرق، من العذوبة ان نموت قليلاً، {{{ من العذوبة ألاَّ نكون شيئاً سوى سحابةٍ تغشى الأرض، ولاتقلُّ عن لمسة جناحٍ صماء في المُخْمَلِ الارجواني للأشجار، من العذوبةِ ألا نكونَ شيئاً. {{{ من العذوبة أن نموتَ قليلا مع المياه التي لم تعد تسيل، مع الأبعاد التي تتلاشى مع أشجار الزينة، مع الاحراج الموحلة، من العذوبة ان نموت قليلاً. {{{ من العذوبة ألاَّ نكون شيئاً يقل عن رعشةِ وردة تمزقُ ريحُ الشتاء ما فيها من صَدَفٍ وقِرْمِز، من العذوبةِ ألاَّ نكون شيئاً. {{{ هوامش: 1- شيات مفردها شية، بالفرنسية NUANCE: كل لون يخالف معظم لون الشيء(انظر معجم المنجد: مادة وشى). 2- بانPAN: في الميثولوجيا الاغريقية إله الرعاة والقطعان، وقد أصبح، لدى الشعراء والفلاسفة، أحدَ آلهة الطبيعة الكبار.3- التُرُنجان: نبات عطري الرائحة ينبت في البراري، له فوائد طبية. 4- ورد العنوان في الأصل باللغة الايطالية SOTTO VOCE ومعناه كما ترجمناه( بصوت خفيض).‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية