|
وكالات - الثورة مملكة آل سعود تعتبر الوحيدة التي تتابع باهتمام كبير الحملة الانتخابية للمنافس الجمهوري دونالد ترامب، فهو الوحيد الذي يعلن علانية حتى الآن عن الموقف المستقبلي للإدارة الأمريكية من الرياض، وهو تراجع أهمية السعودية ونفطها بعد الاكتفاء الذاتي الأمريكي. ولم يعد دونالد ترامب يفاجئ المراقبين بتقدمه في استطلاعات الرأي، فهو قد حصل على 28% في آخر استطلاع للرأي تم نشره بـفارق 16 نقطة عن منافسه المباشر في الحزب الجمهوري، ويقلص الفرق بينه وبين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. وتتابع الرياض، وفق معلومات داخلية، بقلق مواقف دونالد ترامب وتتخوف من انتقال العدوى لمرشحين آخرين، وتقوم سفاراتها ومخابراتها في واشنطن بتتبع دقيق لحملة المرشح الجمهوري المثير للجدل ترامب، وكيفية تعاطي الرأي العام لتصريحاته حول الشرق الأوسط عموماً، والسعودية خصوصاً. يعتبر دونالد ترامب أول مرشح في تاريخ الانتخابات الأمريكية خلال النصف القرن الأخير ينتقد السعودية علانية، ويقلل من شأنها في الأجندة الخارجية الأمريكية، ونقلت (سي إن إن) تهجم مغردين سعوديين على ترامب في تويتر بسبب تصريحاته المثيرة للجدل. ويتحدث دونالد ترامب المثير للجدل بين الحين والآخر عن القضايا العربية رغم تركيزه القوي على القضايا الداخلية، ومنها الهجرة وتشجيع المنتج الوطني بدل الاستيراد من الصين، بالإضافة إلى مواضيع كيفية القضاء على تنظيم داعش وعلى العربية السعودية. وكان ترامب قد قال سابقا لقناة (إن بي سي): سواء أحببنا ذلك أم لم نحببه، لدينا أشخاص دعموا السعودية.. أنا لا أمانع بذلك ولكننا تكبدنا الكثير من المصاريف دون أن نحصل على شيء بالمقابل.. عليهم أن يدفعوا لنا». وأضاف السعودية ستكون في ورطة كبيرة قريبا بسبب داعش، وستحتاج لمساعدتنا.. لولانا لما وجدت وما كان لها أن تبقى. ترامب لا ينطق عن الهوى، فهو يعكس رأي تيار بدأ يسود داخل الإدارة العسكرية الأمريكية، ومفاده استغناء واشنطن عن النفط العربي بعد الاكتفاء الذاتي، بل والتصدير الأمريكي لهذه الطاقة وألوية منطقة آسيا في الأجندة الأمريكية، ورغبتها في تسوية طويلة المدى مع إيران لاستقرار أوضاع الشرق الأوسط. نفس التيار يرغب في معاقبة الرياض لتلويحها بالانحياز إلى موسكو مؤخراً في قضايا الشرق الأوسط على حساب نفوذ البيت الأبيض. وأصبحت الرياض مقتنعة أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة ستحمل تغييرات جوهرية في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه العالم للحفاظ عل مكانتها، وتبدأ بصياغة دبلوماسية جديدة يبشر بها علانية دونالد ترامب، بينما لا يكشف عنها باقي المرشيحن حتى الآن. |
|