|
مجتــمـــــع على فعل أشياء قد لاتنمي فيهم الشعور بهذا الانتماء، بل ندفع بهم إلى تشويه صورة هذا البلد، متناسين أنه الوطن الغالي الذي نستيقظ كل يوم على صباحاته الجميلة الرائعة، وفناءاته الرحبة الواسعة التي تتسع لكل أبنائه الذين يقدمون الغالي والنفيس من أجل وحدة ترابه الذي ننتمي إليه وندافع عنه بكل ما استطعنا من قوة ضد كل من تسول العبث بأمنه واستقراره، أطفالنا أمانة في أعناقنا يجب المحافظة عليهم بشتى السبل لأن أطفال اليوم هم شباب الغد وقادته ومصدر قوته التي نفخر بها، لذا يجب علينا نحن الآباء أن نهتم بهم ونرعاهم ونربيهم على أصول آداب الحديث بشكل عام وخاصة فيما يتعلق بالأزمات التي تمر بها الأوطان، فمرحلة اليوم أفرزت ثقافة معينة لدى أجيال الغد، ثقافة الشعارات الشعبية النابية التي يرددها الكبار والتي لاتتماشى أصلاً مع قيم ومبادئ مجتمعنا المحافظ، نعم إنها ثقافة الاستسلام للعابثين المآجورين ولوسائل الإعلام غير المنتمية إلى حضن الوطن والموجهة في الوقت نفسه لإفساد عقول هؤلاء الأبرياء من أجل استباحة الأوطان ليسهل على المخربين السيطرة علينا وعلى مقدراتنا والنيل من تاريخنا المشرق، إذاً ماذا يريد الوطن من أبنائه ، وماذا نريد نحن الآباء من أطفالنا؟ هل نريد لهم العبودية من محتل غاصب دخل البيوت الآمنة وسمم أجواءها المفعمة بحب الوطن وترابه الطاهر.. بكل تأكيد لا يخفى على أحد أن أطفال اليوم مشتتون ومسممو العقول لا يعون ما يقولون ويرددون بسبب افرازات المرحلة الآنية التي تعصف بالوطن، ويساهم في ذلك نحن الآباء بالدرجة الأولى والشارع الذي يردد بعض الشعارات الرخيصة التي لاتليق بقيمنا وأخلاقنا التي تربينا عليها قبل تلك الأحداث المؤلمة للجميع دون استثناء ، وهنا لابد من القول إن أوطاننا خطوط حمراء وأطفالنا مشاعل النور التي ستخطو وتضيء لنا طريق المستقبل الواعد بالتقدم والازدهار والرافض لكل أشكال الانبطاح الذي يروج له في وسائل الإعلام المرتبطة بأجندات خارجية تسعى بشتى السبل إلى إذلال وقهر إرادة هذا الشعب الصامد في وجه جميع المخططات الغربية والصهيونية من خلال بث الأكاذيب والفبركات الإعلامية لتشويه صورة سورية وخلق أجيال مستكينة راضخة لكل الإملاءات التي تتلقاها عن طريق تلك الوسائل المغرضة بهدف نزع القيم والمفاهيم الإنسانية من روح المواطن وسلخه عن عروبته وانتمائه لوحدة التراب الذي نعيش عليه. فالمؤامرة كبيرة وستطول جميع أبناء هذا الوطن وبالأخص الأطفال الأبرياء الذين سممت عقولهم وتلوثت مشاعرهم وأحاسيسهم، وانحرفت براءتهم نحو المجهول والسؤال الذي يطرح نفسه أين نحن مما يجري لهم؟ ولماذا لا نتدخل سريعاً لإنقاذهم لأنهم أمانة كبيرة في أعناقنا سنسأل عنها في الحياة الدنيا والآخرة . |
|