تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل نسمح لأولادنا باستخدام الفيسبوك؟

عن The Guardian
مجتــمـــــع
الحميس 21-7-2011
ترجمة رنده القاسم

يسعى مؤسس الفيسبوك مارك زوكربيرغ إلى جعل شبكة التواصل الاجتماعي متاحة للأطفال ما دون الثالثة عشرة، و لكن هل هذه فكرة جيدة ؟ فيما يلي رأيان، الأول مؤيد و يقول:

حسنا، سنقول إن البريطانيين و الأميركيين ممن هم في عمر الحادية عشرة و الثانية عشرة ينتظرون بلهفة موافقة صناع القرار في بلادهم على اقتراح زوكربيرغ المنادي بالسماح باستخدام الفيسبوك من قبل من هم دون الثالثة عشرة,و لكن بالتأكيد هذا غير صحيح،لأنهم فعلياً يمتلكون صفحات على موقع الفيسبوك، و يستخدمونها بشراهة كما يفعل كل رفاقهم، و يبحثون عن مراكز تسوق ليرتادوها في اليوم التالي بعد خروجهم من المدرسة، أو حدائق يمضون فيها عطلة نهاية الأسبوع. فصحيح أن من لم يبلغ الثالثة عشرة في بريطانيا و الولايات المتحدة ممنوع من الحصول على حساب في الفيسبوك ، غير أن هذا لم يمنع مئات الآلاف من إدخال تواريخ ميلاد مزيفة .‏

و بالتأكيد الكثير من الآباء يخشون من تعرض أبنائهم للتنمر من قبل الآخرين أو قيامهم هم بالتنمر على الآخرين. و لكن من المهم إدراك أن الفيسبوك هو مجرد منطقة تنمر، حاله كحال قاعة الطعام في المدرسة أو الملعب.و لا أحد يحاول منع الأطفال دون الثالثة عشرة من الذهاب لهذه الأماكن.‏

البعض يخشى من أن يغدو أطفالهم ضحايا الشاذين المولعين بالأطفال أو المعلنين أو محتالين آخرين على الفيسبوك، و ثانية: أسأل هل تمشي طفلك يوما لوحده أو ذهب إلى مركز التسوق من دونك؟ في الواقع معظم الأطفال يفعلون ذلك مع دخولهم إلى المدرسة الثانوية،و تماما مثلما أمكننا تعليمهم القواعد التي تبقيهم آمنين عندما يكونون في الخارج لوحدهم ، يمكننا أيضا تعليمهم قواعد تبقيهم آمنين و هم يعملون على شبكة الانترنت.‏

الفيسبوك يشبه الحياة من حيث أنه تواصل مع الآخرين،و عندما يكون أولادنا صغاراً فإننا نراقبهم و نوجههم، و مع نموهم نثق بقدراتهم على التواصل مع الآخرين دون أن نكون معهم طوال الوقت.‏

و الذي يقوم به الفيسبوك هو تعليم أولادنا لغة ستكون بلا شك أمرا مهماً جدا في مستقبلهم، فالأطفال اليوم يتواصلون عبر الانترنت مع أصدقائهم، و مستقبلاً،سيكون تعاملهم مع زملاء عمل و زبائن حتى نهاية حياتهم. فلماذا مع محاولاتنا تعليمهم مهارات مفيدة نحجم عن منحهم هذه المهارة؟‏

أما الرأي الثاني الرافض للفكرة فيقول:‏

أتمنى أن يرفض طلب زوكربيرغ ، فالسماح لأن يكون عمر المستخدم الرسمي للفيسبوك أقل من الثالثة عشرة يعرض أطفالنا لضغوط عاطفية و مراقبة عامة لم يمتلكوا بعد القدرة على التعامل معها.‏

يحب مستخدمو الفيسبوك الموقع لأنهم يقيمون عبره حياة اجتماعية، و لأنهم يستطيعون تقديم أنفسهم للعالم بالطريقة التي يرغبون أن يبدوا عليها.غير أن لهذا التجاذب الضخم جوانبه المظلمة، فبينما يستطيع المستخدمون قول كل ما يرغبوه حول أنفسهم، فإن الآخرين يستطيعون أيضا قول كل يودونه عنهم.فالتنمر الافتراضي مشكلة يصعب التعامل معها.و طالما يتعرض الأطفال للعداوات أو الإزعاجات و لكن في هذه المرة الأمر يحدث علناً و يصعب التغطية عليه.من الصعوبة بمكان أن يتعامل المراهقون مع هكذا موقف ، و من الأكثر قساوة تعريض من هم أصغر منهم لهذه الحالة.‏

ربما كان التنمر يؤثر على أقلية و لكن الجميع عرضة للعناصر الأساسية التي تميز الفيسبوك، ألا و هي الحاجة لتقديم صورة جيدة عن الذات و الإحساس الضمني بالمنافسة الاجتماعية التي يخلقها الموقع. قبل أسبوع أمضت امرأة في الثلاثينيات من عمرها عشرين دقيقة و هي تشتكي لشقيقتها من الشعور المزعج الذي ينتابها عندما تقرأ عبارات صديقتها المتبجحة عبر منشوراتها و محادثاتها في الفيسبوك.فالناس عادة على هذا المنبر لا يعترفون بالحزن أو الوحدة كما يفعل عادة الأصدقاء الحقيقيون فيما بينهم، و هذا ما يدفع البعض للشعور بالحزن مع افتراض أن حياة الآخرين أكثر نجاحاً من حياتهم.‏

و ما ينشر على الفيسبوك سيبقى هناك إلى الأبد، فالصور أو العبارات التي تبدو اليوم ظريفة في نظر أندادك قد تراها مستقبلاً أمراً رهيباً. و من السخف توقع قيام الأطفال بمحاكمات رفيعة المستوى حول أثر ما يقومون بنشره عبر شبكة الانترنت. هذا ونحن لم نتحدث بعد عن الشاذين المحبين للأطفال.‏

ربما يريد الأطفال استخدام الفيسبوك و لكنهم غير جاهزين بعد، لذا يجب حمايتهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية