|
دمشق وكأنهم لايعرفون ما الذي يحصل معهم حتى يقوم هو وأمثاله بإرشادنا إلى ما نحن فيه..! فبعد وقوف وتأمّل وصفنة كبيرة خطر على بال جعرون أن يطلعنا ويطلع العالم على أننا في سورية نتعرّض إلى حسومات مالية من الرواتب الشهرية للموظفين، واختار السيد جعرون أن يكون هذا المبلغ ( 500 ) ليرة، ولا ندري ولا هو يدري طبعاً كيف يتم حسم هذا المبلغ الذي لم يحصل إطلاقاً مع أي موظف ولا عامل سوري في الدولة، وقام ( الزميل العزيز الصادق ) باستصدار تعميم عن الحكومة السورية وجّهته – حسب زعمه – إلى كافة المؤسسات الحكومية باقتطاع 500 ليرة سورية دعماً للاقتصاد الوطني. ويخترع هذا الجعرون شخصيات قادمة من سورية إلى الأردن يستنطقها فتقول له ما يحلو له ليشير إلى ارتفاعات في الأسعار، وينطلق في تحليلاته ليؤكد شيئاً مضحكاً بالفعل يتمثل بأن ( النظام السوري ) يتعمّد رفع الأسعار ومن ضمنها الطحين حتى يضيّق على (المنتفضين) بلقمة العيش، ناسياً صديقنا الجعرون أن سورية تنتج ثلاثة ملايين طن من القمح تحوله بسهولة إلى طحين ثم تحوله الدولة إلى خبز يومي شهي يباع للناس بأسعار رمزية جداً هي باختصار أقل سعر يمكن أن يباع للخبز في العالم ودون منغصات فالخبز وفير ولا مشكلة فيه ولا حوله. وحسب مصادر شعبية من داخل دمشق قالت لـ«عمون» مثلما ينقل الجعرون : إن (النظام السوري) أوعز للشعب بأن يعزز النقد في البنوك المصرفية الحكومية كي يعين النظام على أزمته الاقتصادية وتحسباً لانهيار الاقتصاد السوري خصوصاً بعدما شهدت الليرة السورية تراجعاً كبيراً أمام الدولار الأميركي، ولكننا نحن السوريين لا ندري متى أوعز لنا النظام بذلك ..؟! فلم نسمع أي إيعاز من هذا القبيل، غير أنَّ الناس اندفعت لوحدها تلقائياً بحملات شعبية لدعم الليرة من المفترض أن لا يكون الجعرون غريباً عنها إن أراد ذلك، وهو لايريد طبعاً، فحملات دعم الليرة تملأ العديد من صفحات التواصل الاجتماعي الفيسبوك، وترصدها المواقع الألكترونية السورية الرسمية والخاصة. وإن كان الجعرون قد اكتفى بحسم 500 ليرة من الراتب، وقول ما قاله من هرطقات فإنَّ الإيكونوميست ( شخصياً ) قامت من عندها هي الأخرى بترحيل عشرين مليار دولار من البنوك السورية إلى بنوك لبنانية، وغير الله لا يدري كيف استطاعت الإيكونوميست الأميركية أن تجمع حصيلة هذه المليارات التي زعمت أنها ( مؤكدة ) بدلالة استنادها إلى معلومات عن شهود عيان وسائقي سيارات خاصة صرّحوا بأنهم حملوا كميات كبيرة من الدولارات لصالح بنوك لبنانية..! لنفترض أنه قد حصل شيء من هذا ولكن كيف استطاعت هذه المجلة ( العريقة ) أن يستقرّ بها المقام إلى هذا المبلغ ,,؟! ثم عليكم أن تتخيلوا المصادر ( شهود عيان وسائقي تكسي ) وعشرين ملياراً ..! والإيكونوميست هي بدورها قامت ( بتنفيض ) البنك المركزي من العملات وقتما أوردت أنَّ احتياطي البنك المركزي السوري يصل إلى 18 مليار دولار، في حين ما جرى تهريبه حتى الآن يتجاوز ما قيمته 20 مليار دولار، ما يعني أن سورية على أبواب أزمة اقتصادية حادة، ناقلةً عن مصادر إلى أن الأموال المهربة من سورية إلى بنوك محددة في لبنان تعود لشخصيات على لائحة اتهام المحكمة الدولية..!. هذه المكنة الإعلامية التافهة لم تعد تعرف ماذا تقول، ولا تريد أن تعرف، ولكن وعلى كل حال فإن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة نفى تهريب هذه المليارات من مصارف سورية إلى لبنان معتبراً أن هذا الأمر تمّ وضعه ضمن خانة الشائعات فقط. وليس فقط كذلك فقد تابع كل من يريد أن يتابع تصريحات الأمين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني نصري خوري حول إحباط ضغوط على الليرة السورية عبر صيارفة لبنانيين. نحن لا ننكر مايحصل عندنا ولكننا لا نستطيع الركون إلى الأكاذيب المختلقة والتي لا أساس لها على الأرض. |
|