تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جنـــــون الباذنجان

معاً على الطريق
الخميس 21-7-2011
عبد النبي حجازي

في البناء المجاور تقف امرأة في نحو الخمسين على الشرفة تكلم نفسها وتحرك يديها وتمد رأسها يميناً ويساراً نحو الجيران فيأتي أحدهم ويشدها من يدها ويدخلها ويطبق الباب.

يقولون إنها عاقلة متزنة في سائر حياتها حتى إذا جاء موسم الباذنجان أصيبت بنوع من الجنون يتميز برغبة ملحة في الكلام دون أن تعبأ بالتوجه إلى مخاطب محدد منذ أن تفتح عينيها وحتى تنام وقد تتكلم وهي نائمة.‏

سألت العارفين: ألا يصاب بهذا الجنون غير العجائز؟ قالوا بلى هناك أمثلة كثيرة حين يفجرون الخلافات داخل الصف الفلسطيني الواحد وتتحرك القضية في أحلك الأوقات وأشدها خطورة بما يمر على القدس من محاولة طمس معالمها وفي ازدياد حركة الاستيطان وفي التوسع بالاستيلاء على الأراضي ويغدو استقلال القرار الفلسطيني الذي يصرون عليه (مخترقاً) بالمساعدات العربية (شبه المزاجية) التي تقيم أود الدولة وتشكل ميزانيتها كدفع رواتب الموظفين حتى صار النزاع بين المعنيين نزاعاً مالياً واتهامات متبادلة بالفساد على حساب الأحلام بدولة وعلى حساب حق العودة.‏

ليس في العالم كله دولة معتقلة كإسرائيل وهي نائمة في حضن الغرب وأميركا تنهال عليها بالهبات والمساعدات بلا حساب.‏

أميركا تدفع لها (ستة مليارات) دولار سنوياً ثمن أسلحة ومعدات حربية عدا المساعدات السخية الأخرى والشركات الأميركية تغرقها بالهبات:‏

(ستاربوكس للمقاهي) و(فيليب موريس التي تنتج مارلبورو) تدفع لها يومياً (12٪) من أرباحها و(كاتربللر للجرارات) تزودها بالجرافات لبناء الجدار العازل وشركة (united techologies) بطائرات مروحية ومعدات عسكرية أخرى وشركة (att) تزود الجيش بمعدات الاتصال الالكترونية وأجهزة الرؤية الليلية وثمة شركات أخرى (ماكدونالد للمطاعم) و(ميرس) و(إينتل) و(ميكروسوفت) و(كوكاكولا) إن المدخنين العرب والمسلمين يستهلكون ما قيمته (مئة) مليون دولار أي يدفعون لها صباح كل يوم (12) مليوناً أي قيمة (24) طائرة حربية (ف16).‏

ويشتري العرب والمسلمون من أميركا بضائع قيمتها (8.6) بلايين دولار يومياً.. ورغم أن الاتحاد الأوروبي متحفز لنصرتها، بريطانيا منحتها فلسطين وطناً قومياً وألمانيا منحتها الغواصة (دولفين) المزودة برؤوس نووية متفجرة ودبابات متطورة من نوع (فوكس) وفرنسا وقعت معها في العام 1955 اتفاقاً نووياً لبناء مفاعل (ديمونة) وفي الستينيات زودتها بطائرات (غازيل) وأميركا تحميها من قرارات الأمم المتحدة بالضغط على الدول الموالية بالتصويت لمصلحتها أو بتهديد المنظمة الدولية بعدم دفع التزاماتها المالية، وأخيراً بحق (الفيتو) وهذا ما يؤكد أن مقتل إسرائيل في هذه المساعدات وهذه هي عقدتها التي جعلت منها وحشاً يتلذذ بالقتل والدمار كمحاصرة غزة ومحاولة القضاء على مليون وثمانمئة ألف فلسطيني بالموت مرضاً وجوعاً والغريب امتثال اليونان لرغبات إسرائيل بمنع السفن من الانطلاق من موانئها لنقل مساعدات لأبناء غزة وعليها متطوعون من عدد من دول العالم ومحاولة تعطيلها.‏

anhijazi@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية